متابعات

ولي العهد في باكستان ضمن جولة توثيق العلاقات بالأصدقاء

 جدة- البلاد

ارتدت المدن الباكستانية اللون الأخضر ورفرفرت الأعلام السعودية على كافة الشوارع والساحات بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لباكستان ضمن جولة سموه الكريم التي تشمل العديد من الدول الصديقة.

وعكس الإعلام الباكستاني أواصر الأخوة والمحبة من خلال الاحتفاء بالزيارة عبر برامج حية جسدت التلاحم على اعتبار المملكة مهبطاً للوحي وقبلة للمسلمين تعمل ليل نهار لخدمة الاسلام والمسلمين انطلاقاً من منهج ثابت قائم على العناية بالإنسان إينما كان ولهذا التفتت للتنمية تبني بيد وتحارب بالأخرى جحافل المرجفين من الارهابيين العازمين على كسر قيمة الإسلام حتى جففت ولا تزال تعمل على تجفيف منابع تمويلهم.

وتؤكد قيادتا وشعبا البلدين العزم على تأصيل الروابط الأخوية بين المملكة وباكستان تحديداً لتصل إلى مرحلة شراكة تؤصل لتعاون تعود منافعه على الأمة الإسلامية جمعاء.

تجدر الاشارة إلى أن مخرجات الوفود الإعلامية الاستباقية لجولة سمو ولي العهد أثمرت وعياً فكرياً يؤكد حجم المحبة بين الشعبين في خضم برامج إعلامية تعكس الأهمية البالغة للعمل الإعلامي الممنهج بعد أن هبت قنوات ومحطات وصحف باكستان لتبرز الدور الكبير للمملكة على المستوى العالمي وتدعو صراحة لمزيد من التقارب والتعاون.

تنامي وتيرة العلاقات
وتشهد العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية نمواً مطرداً يعززه حرص قيادتي البلدين على دعمها وترسيخها خدمةً للمصلحة المشتركة والأمة الإسلامية.

إن ما يربط المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية من علاقات إنما يعبر عن التجسيد الحقيقي لمعنى الأُخوة الإسلامية، والوقوف صفاً واحداً أمام كل التحديات التي تواجه اياً من البلدين.

لقد مرت سنوات طويلة على بدء العلاقة الرسمية بين المملكة العربية السعودية وباكستان، ومع ذلك لا يزال البلدان يحتفظان لبعضهما البعض بذات التقدير والمكانة ويعود ذلك في المقام الأول إلى المواقف الكبيرة التي اتخذتها المملكة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود– طيب الله ثراه- وقبل ذلك، وفي عام 1943، كان للملك عبدالعزيز موقف كبير في دعم أشقائه الباكستانيين، إذ سارع بالتبرع لصالح أبناء باكستان الشرقية (بنجلاديش حاليًا)، بعدما ناشد محمد علي جناح دول العالم لإنقاذهم من المجاعة.
وتنامت العلاقات وتبودلت الزيارات بين البلدين فقد قام الملك سعود بن عبدالعزيز،رحمه الله، بزيارة رسمية إلى باكستان بدعوة من حاكمها العام غلام محمد في 17 شعبان 1373هـ .

وفي 28 من ذي الحجة 1386الموافق 19 أبريل 1966 قام الملك فيصل،رحمه الله، بزيارة لباكستان استمرت 5 أيام، وأمر الملك فيصل اثناء زيارته ببناء مسجد وجامعة إسلامية في باكستان، كما سميت مدينة باكستانية باسمه، رحمه الله. وهي مدينة فيصل آباد.
وفي 30 محرم 1394هـ الموافق 22 فبراير 1974 قام الملك فيصل برئاسة وفد المملكة إلى مؤتمر القمة الإسلامي الثاني في مدينة لاهور في باكستان.

وكانت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز،رحمه الله، عندما كان ولياً للعهد لباكستان قبل عقود تمثل حلقة في سلسلة وثيقة العرى بين البلدين. والاستقبال الحار الذي لقيه من الأشقاء الباكستانيين يمثل حفاوة طبيعية لمسؤول كبير تربط بلاده بباكستان علاقة تمتد “إلى أكثر من ألف سنة” كما قال الرئيس الباكستاني (آنذاك) برويز مشرف في الكلمة التي ألقاها في حفل العشاء الذي نظمه على شرف الملك عبدالله ،رحمه الله،.

وفي 1984 وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع باكستان إبان حكم الجنرال ضياء الحق.
وكانت للمملكة العربية السعودية مواقف إيجابية كثيرة مع باكستان وعلى رأسها المواقف الإنسانية فقد وقفت المملكة بجانب باكستان إبان تعرضها للزلزال في أكتوبر 2005م, حيث أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، تبرع المملكة بمبلغ 500 مليون ريال سعودي كما أمر بإقامة جسر جوي يحمل مواد إغاثة وجرى إنشاء مستشفى ميداني في مدينة مانسيهره.

توطيد العلاقات
وتبرز زيارات عدة، وجدت أصداءها نفعاً وراتقاء بالعلاقات بين البلدين، منها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حينما كان ولياً للعهد، وذلك عام 1435هـ؛ إذ وصف – أيده الله – زيارته لباكستان بأنها تأتي في إطار العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدَيْن، وتأكيدًا للرغبة المشتركة لدى قيادتَيْ البلدَيْن في توطيد وتنمية كل أوجه العلاقة على الصعيد الثنائي، بما يعزز المصالح المشتركة.

كما أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعقد اجتماعات مع الرئيس ممنون حسين، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، وكبار المسؤولين الباكستانيين؛ لاستعراض علاقات التعاون الثنائي، وسُبل دعمها وتطويرها في المجالات كافة.
ووصفت وسائل الإعلام الباكستانية زيارة خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله ـ إلى باكستان بالتاريخية، مشيرة إلى أهمية تلك الزيارة التي تؤكد رغبة البلدَيْن في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف الصُّعد.

كما كان هناك العديد من الزيارات المتبادلة لقادة البلدين الشقيقين، التي أسهمت في تعزيز العلاقات بينهما وفي شهر ربيع الأول من العام الحالي 1437هـ زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (آنذاك)، جمهورية باكستان الإسلامية، بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، وبدعوة من الحكومة الباكستانية، التقى خلالها رئيس وزراء باكستان وقائد الجيش الباكستاني، وفي عام 1436هـ عقد سموه اجتماعًا ثنائيًّا مع قائد الجيش الباكستاني، الفريق أول ركن رحيل شريف؛ لمناقشة مجالات التعاون العسكري، والسُّبل الكفيلة بتطويره وتعزيزه

كما التقى برئيس وزراء جمهورية باكستان ( آنذاك) محمد نواز شريف بالرياض، وجرى خلال اللقاء تأكيد عمق العلاقات السعودية الباكستانية، والحرص على تعزيزها، إضافة إلى بحث مجالات التعاون بين البلدَيْن.

مواقف إيجابية
وحرصت جمهورية باكستان الإسلامية على تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية؛ لما تمثله السعودية من ريادة في العالمين الإسلامي والعربي.

وكانت لباكستان مواقف إيجابية مماثلة مع المملكة العربية السعودية؛ إذ كانت من أولى الدول التي رحبت بمسعى المملكة لتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي “منظمة التعاون الإسلامي”، وأصبحت عضوًا فاعلاً في هذا المنتدى الإسلامي.

ويرتبط البلدان بعلاقات استراتيجية قوية، فهما يتعاونان على المستوى الدولي من خلال منظمة التعاون الإسلامي كما أن السعودية سوق رئيسي للمنتجات الباكستانية، وهي تستضيف 1.9 مليون باكستاني يعملون بها.

وخلال عملية عاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة ضد انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، أعلنت باكستان أنها سترد بشكل قوي على أي تهديد محتمل لوحدة أراضي المملكة العربية السعودية.
كما قرر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف(آنذاك) إرسال وفد مكون من وزير الدفاع هواجا آصف، ومستشار العلاقات الخارجية والوطنية سرطاش عزيز، ومسؤولين كبار في الجيش، إلى السعودية، لبحث سبل مشاركة باكستان في العملية وكيفية التصدي لأي تهديدات قد تصيب المملكة.

وبخلاف ما تلتقي فيه السعودية وباكستان من أواصر ترابط وعلاقات أخوية عريقة تنبع من قيم دينية مشتركة وقواسم ثقافية تضرب جذورها في التاريخ، يأتي الشقّ الاقتصادي والتجاري والاستثماري بارزا بمؤشراته العامة التي أفصحت عن نمو حركة التبادل التجاري وحجم الاستثمارات المشتركة التي بلغت مليارات الدولارات.

وكانت أول زيارة رسمية لرئيس الوزراء الباكستاني عمران عقب أدائه اليمين الدستورية إلى المملكة العربية السعودية وذلك في في سبتمبر 2018 واستقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وعقدا جلسة مباحثات في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة تم خلالها استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وآفاق تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث آخر الأحداث على الساحة الإقليمية.

كما استقبله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في جدة وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية.
وخلال الزيارة وجه خان دعوة مباشرة للمملكة لتصبح الشريك الثالث لبلاده في المشروع الاقتصادي الذي دشنته بشراكة صينية في إطار المبادرة الاقتصادية الصينية لدول الحزام والجوار لتأسيس ممر تجاري.

مذكرات تعاون
وكان معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح قد قام بزيارة ميناء قوادر في جمهورية باكستان الإسلامية وهدفت الزيارة إلى تعزيز العلاقات السعودية الباكستانية وتقويتها والاطلاع على الخطط والإمكانيات المتوفرة في ميناء قوادر، ومناقشة سبل زيادة الصادرات بين البلدين الشقيقين، وحوافز الاستثمار للقطاع الخاص السعودي وتسهيل الإجراءات التي تمكنه من الاستثمار في باكستان كما جرى مناقشة سبل زيادة الصادرات بين البلدين لتعكس متانة العلاقات بينهما، وتسهيل الإجراءات للمستثمرين السعوديين في باكستان.

من جهته أكد معالي رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية باكستان الإسلامية صادق سنجراني أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – خير عضيد لجمهورية باكستان الإسلامية.

ونوه معاليه بعمق العلاقات الثنائية التي تربط المملكة بجمهورية باكستان الإسلامية, مضيفًا أن العلاقات بين البلدين علاقات أخوية استثنائية، مؤكداً أن باكستان تجد المملكة دائمًا بجانبهًا في الشدائد.
ووصف وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية بالاستراتيجية، وقال : ” إن المملكة تعدُ شريكاً مهماً لباكستان.

وثمن معاليه نجاح المملكة العربية السعودية المستمر في إدارة موسم الحج بامتياز واقتدار، والجهود الكبيرة والتحضيرات التي تقوم بها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة منوها بعمق العلاقات التي تربط بلاده مع المملكة العربية السعودية ووصفها بالاستراتيجية التي ستشهد مزيداً من القوة والمتانة مستقبلا.

وقال إن المملكة العربية السعودية تتمتع بموقع مهم في المحيط الإسلامي، حيث المسجد الحرام مهبط الوحي والمسجد النبوي الشريف، فضلا عن كون سياساتها تحظى بالاحترام في المحيط الإسلامي والعالمي، مؤكدا أن الحكومة والشعب الباكستاني يقدرون بشكل كبير وعالي الجهود الجبارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في خدمة وتوسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وأكد معاليه أن الباكستان لن تسمح لأي جهة كانت المساس بالحرمين الشريفين وأمن وسيادة المملكة مشدداً على أن أَي اعتداء على المملكة العربية السعودية يعد اعتداءً على باكستان، عاداً المملكة شريكا مهما لباكستان والعلاقات الثنائية عميقة الجذور وستشهد مزيداً من النماء والتنوع في المستقبل.

وأكد وزير الإعلام الباكستاني أهمية التواصل المستقبلي بين وزارتي الإعلام في البلدين والاستفادة من التجارب والخبرات بينهما وتوسيع قاعدة التعاون في مجال إبراز صورة الإسلام السمحة التي ترفض الاٍرهاب، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية وباكستان رفضتا أي شكل من أشكال الإرهاب أو التطرّف وتدعمان قيم الإسلام الوسطي والاعتدال والتسامح.
كما التقى معالي وزير الدولة للداخلية الباكستاني شهريار خان آفريدي في إسلام أباد امعالي رئيس الجامعة الاسلامية العالمية بإسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش.

ونوه الوزير الباكستاني خلال اللقاء بعمق العلاقات التي تربط بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، مؤكداً أنها علاقات أخوية تضرب جذورها في عمق التاريخ، وتنبع من قيم دينية وثقافية مشتركة.
وثمن آفريدي الدور الذي تقوم به الجامعة الإسلامية العالمية التي تتولى المملكة العربية السعودية رئاستها في خدمة الإسلام والمسلمين وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *