ملامح صبح

نقطة الضعف

حنان العوفي

في اجتماع عمل جلستُ مع سيدة لا أعرفها ، لكن بدا لي من بعض التجاعيد التي جَمّلتها إنها خبيرة من خبراء الحياة الذين يمنحون دروسا من عبارة عابرة ، قالت لي:من السهل جدا على الآخرين جرحك ، قالت هذه الكلمة ومضت دون أن تعقب بحرف إضافي ، دخلتُ بعدها في صمت عميق ، مر شريط حياتي أمام عينيّ ، رأيت مشاهد كثيرة مؤلمة وكنت أجهل فيها سبب حزني ، لم أكن أدرك إنها نتيجة كلمة سمعتها وخدشتني، سمعت مقولة لأحدهم وأعجبتني وهي أننا نمضي سنوات نجهل فيها أنفسنا ثم يدّعي أحدهم أنه يعرفنا ، في الواقع هو ليس ادِّعاء ، هي حقيقة لم نعرفها ،

نعم قد نجهل أنفسنا ويأتي عابر ليرينا ما لم نكن نراه فينا ، وكثير ما يقال لنا لا تجعل الآخرين يعرفون نقطة ضعفك حتى لا يضرونك من خلالها ، لأكتشف مؤخرا أننا لا نستطيع إخفاء نقاط الضعف التي نعاني منها ، لذلك بدلا من بذل مجهود جبار لإخفائها كان ينبغي أن نبذل نفس المجهود في علاجها ، حقا لابد أن نقبل أنفسنا ونحبها ، لكن لا يكون ذلك تراخيا وتخاذلا ، القوة أن نعترف ونصحح ، لا أن نخاف ونخفي يقول زهير بن أبي سلمى:

” ومهما تكن عند امرىء من خليقة
وإن خالها تخفى على الناسِ تُعلمِ “

نحن بحاجة لأن نتعلم كيف نتخلص من نقطة الضعف كي تكون مصدر قوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *