الدولية

اقتصاد طهران يدخل مرحلة الأزمة .. والمعارضة تحشد ضد الملالي

طهران ــ وكالات

اكد تقرير حديث صادر عن معهد سياسات الشرق الأوسط، دخول الاقتصاد الإيراني مرحلة الأزمة الحقيقية، في ظل ارتفاع التضخم وتدهور العملة المحلية.

ووفقاً للتقرير فان معدل التضخم في إيران وصل إلى مستويات خطيرة ببلوغه 40%، فيما خسرت العملة المحلية نحو 70% من قيمتها العام الماضي، ما تسبب بتراجع القدرة الشرائية للأفراد بشكل كبير.
وأضاف التقرير أن الاقتصاد الإيراني دخل مرحلة الأزمة الحقيقية نتيجة السياسات الحكومية الخاطئ، مضيفا أن وعود ثورة عام 1979 لمعالجة البطالة والفقر كانت مجرد شعارات لم يتحقق أي منها.

وأشار إلى أن أكثر من40% من الإيرانيين يعيشون الآن تحت خط الفقر، فيما يقف عدد كبير منهم يوميا في طوابير لساعات طويلة لشراء اللحوم المدعمة.
وتابع أن القادة الإيرانيين يدركون هذه الأوضاع الخطيرة، لكنهم بدلًا من تنفيذ إصلاحات حقيقية لمعالجة الفساد وسوء الإدارة، التي تعتبر المسؤول الرئيسي عن تدهور الاقتصاد، خنقوا الإمكانيات والموارد الاقتصادية الكبيرة لبلادهم من خلال سياسات فاشلة، تمثلت في الصرف الكبير مع مشاريع الطائفية في الشرق الأوسط وتغذيت الجماعات الارهابية

واعتبر أن القادة الإيرانيين لم يعودوا قادرين على إقناع شعبهم بأن تدهور الأوضاع كان نتيجة العقوبات وعوامل خارجية أخرى.
بدوره اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن العقود الأربعة من حكم الملالي في إيران كانت “أربعين عاما من الفشل والفساد والقمع والإرهاب”.
وحسب التقويم الفارسي احتفلت إيران امس الأول بالذكرى الـ40 للثورة الإيرانية بعد 10 أيام على عودة الإمام الخميني من المنفى إلى طهران.

وكتب ترمب في تغريدة: “40 عاماً من الفساد 10 عاماً من القمع 40 عاماً من الإرهاب”. وأضاف أن “النظام الإيراني لديه 40 عاما فقط من الفشل.. الإيرانيون الذين يعانون منذ فترة طويلة يستحقون مستقبلا أكثر إشراقا”.
في غضون ذلك أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن إطلاق تجمع للجاليات الإيرانية في أوروبا بالعاصمة البولندية وارسو اليوم “الأربعاء”، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر وراسو حول الشرق الأوسط، من أجل إلقاء الضوء على انتهاكات النظام الإيراني والأعمال الإرهابية التي يرعاها في أوروبا.

وقال المجلس، في بيان، إن التجمع الكبير الذي سيعقد في ستاد نوردواي بالعاصمة، سيحظى بمشاركة فعالة من شخصيات دولية كبيرة، من بينهم عمدة نيويورك السابق والمستشار القانوني الحالي للرئيس الأميركي رودي جولياني، وعدد من أعضاء البرلمان البولندي ومجلس الشيوخ.

وقال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار إن التجمع الذي يعقد على هامش مؤتمر وارسو يهدف إلى إلقاء الضوء على الممارسات الإرهابية للنظام الإيراني في أوروبا، خاصة مع تزايد وعي الأوروبيين بشأن هذه المسألة بعد عدد من العمليات الإرهابية التي ثبت ضلوع مخابرات النظام الإيراني فيها.
ودعى أفشار المجتمعين في مؤتمر وارسو إلى الاعتراف بحق مقاومة الشعب الإيراني في إسقاط نظام “الإرهاب الحاكم”، وإدراج كيانات هذا النظام على لوائح الإرهاب.

وقال المعارض الإيراني إنه في الوقت الذي تمر فيه 40 سنة على استيلاء الملالي على الحكم في إيران بعدما اختطفوا ثورة الشعب ضد نظام الشاه، فإنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات ضد هذا النظام الفاقد للشرعية وإحالة ملف انتهاك حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي.

يذكر ان العاصمة البولندية وارسو ستستضيف مؤتمرا دوليا بشأن “مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط”، دعت له الولايات المتحدة.
وسيحضر مايك بنس نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية مايك بومبيو المؤتمر الذي يستمر يومين ويبدأ في 13 فبراير. وتأمل واشنطن في كسب دعم دولي لزيادة الضغط على إيران كي تنهي ما تصفه بسلوك هدام في الشرق الأوسط وإنهاء برامجها النووية والصاروخية.

وفى سياق متصل رأت صحيفة “لا نوفل ريبيبليك” الفرنسية أن النظام الإيراني يعلق فشله في إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا على أعدائه، موجهاً اتهامات مزعومة إلى الولايات المتحدة بأنها تريد تدمير إيران.
وأشارت الصحيفة، تعقيبا على خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في تجمع لإحياء الذكرى الأربعين لـ”الثورة الإيرانية”، إلى أن روحاني يتعمد في خطاباته استخدام مصطلحات “المؤامرة، والصهيونية”

وفسرت “لا نوفل ريبيبليك” استخدام هذه الكلمات بأنها محاولة تعليق فشل إدارته للبلاد على الأعداء وإيهام الشعب الإيراني أن ما وصلوا إليه من انهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي وغياب الحريات بأنه نتيجة للاستهداف الولايات المتحدة لهم لخداع الإيرانيين.
وصورت الصحيفة المشهد الذي خرج فيه خطاب روحاني بالقول: “كلمات روحاني تخرج من مكبرات صوت خلال مشهد استعراضي لحرق العلم الأمريكي، ثم يردد أحد عناصر الباسيدج: أننا جميع جنود خامنئي، لاستفزاز مشاعر الإيرانيين، في إشارة إلى النزاع ثماني سنوات مع العراق (1980-1988).”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *