الإقتصاد

أرامكو تعزز شراكاتها العالمية في الاقتصاديات الذكية

جدة – البلاد

قالت شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، في تغريدة لها، إن موكيش أمباني رئيس مجلس إدارة شركة ريلاينس إندستريز الهندية، التقى أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو، لاستكشاف آفاق شركة النفط السعودية العملاقة ومبادراتها “في مجالات المواد اللامعدنية وتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيميائيات”.
وتعمل ريلاينس في أكبر مجمع للتكرير بالعالم في جامناجار بولاية جوجارات غرب الهند. وتصل الطاقة الإنتاجية لمصفاتيها المتجاورتين إلى نحو 1.6 مليون برميل من الخام يوميا.

وكان أمين الناصر قد قال خلال حضوره المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس بسويسرا، في شهر يناير الماضي، إن الشركة تتطلع لشراء أصول غاز طبيعي في الولايات المتحدة، وترغب في إنفاق “مليارات الدولارات” هناك مع سعيها لأن تصبح لاعباً عالمياً بقطاع الغاز.
وأضاف “لدينا الرغبة في ضخ استثمارات إضافية في الولايات المتحدة. الساحة مفتوحة أمام فريق الغاز العالمي في أرامكو، لتفقد استحواذات بقطاع الغاز عبر سلسلة القيمة بأكملها. وقد منحوا قدرات مالية كبيرة – بمليارات الدولارات”.

ومؤخرا أعلنت أرامكو السعودية وشريكتها “توتال” الفرنسية، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة دايليم الكورية الجنوبية للبتروكيماويات. وبموجب هذه المذكرة ستستثمر “دايليم” في مصنعٍ جديد لإنتاج خام “بولي إيزوبيوتيلين” بطاقة إنتاجية تصل إلى 80 ألف طن سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ المصنع إنتاجه في عام 2024.

ويُعد توقيع هذه المذكرة خطوة أخرى في إطار تنفيذ استراتيجية أرامكو السعودية لتطوير البتروكيماويات، التي تهدف إلى تحسين قيمة قاعدة الموارد في الشركة من خلال العمل على تحقيق التكامل الأفقي والرأسي في جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية، ما يُسهم في إيجاد شبكة صناعات تحويلية عالمية رائدة ومتكاملة استراتيجيا.

ويأتي الاتفاق على إنشاء هذا المصنع بعد إعلان أرامكو السعودية في أكتوبر، عن إطلاق دراسة هندسية لبناء المرحلة الثانية من مجمع “ساتورب” بالشراكة مع “توتال”. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ الأعمال الهندسية والتصميمية الأولية للمصنع في فبراير الحالي، والانتهاء منها في الربع الأخير من عام 2019، وسيستخدم مصنع البتروكيماويات الجديد المواد الخام من مجمع ساتورب للبتروكيماويات الحالي في مدينة الجبيل الصناعية. ويمثّل هذا الاستثمار بداية شراكة مهمة بين أرامكو السعودية و”توتال” و”دايليم”، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير منتج “بولي إيزوبيوتيلين” في السعودية.

ويوفر موقع المصنع في الجبيل إمكانية الوصول إلى المواد الخام ومصادر الطاقة، إضافة إلى الاستفادة من البنية التحتية الضخمة، لخدمة العملاء بشكلٍ مباشرٍ في منطقة الشرق الأوسط والأسواق الأوروبية والآسيوية، وسيكون المصنع الجديد جزءًا من المرحلة الثانية لمجمع “ساتورب”، حيث سيستفيد من تقنيات شركة دايليم التي تنتج مجموعة كبيرة من هذه المادة الخام في مصنعٍ واحد، وذلك من خلال تحويلها من حالتها التقليدية إلى أخرى ذات قدرات تفاعلية عالية.

في السياق نفسه ، استكملت “أرامكو” السعودية ” مؤخرا استحواذها على 50% في “أرلانكسيو” الألمانية، مشروعها المشترك في هولندا مع شركة الكيماويات لانكسيس، لتصبح المالك الوحيد للشركة.
وطبقا للشركة بلغت قيمة حصة لانكسيس في مشروع المطاط الصناعي ومنتجات اللدائن قُدرت بنحو 1.5 مليار يورو (1.72 مليار دولار). وستحتفظ أرلانكسيو بمركز عملياتها الحالي في ماستريخت.

وتُعد “أرلانكسيو” إحدى الشركات العالمية المنتجة للمطاط الصناعي ولدائن الإيلاستومر، التي تورّد لكبريات شركات تصنيع الإطارات وقطع غيار السيارات حول العالم، فيما سيمكن استحواذ أرامكو السعودية الكامل على شركة “أرلانكسيو” تطوير فرص النمو العالمية، بالتكامل مع المركز القوي لأرامكو السعودية في مجال توفير اللقيم.

وسيؤدي الاستحواذ إلى دعم جهود الاستدامة التي تبذلها أرامكو السعودية لتحسين كفاءة استهلاك الوقود المرتبط بأداء الإطارات، وهو ما ينسجم مع استراتيجية البحث والتطوير لأرامكو السعودية في مجال كفاءة الوقود والمحركات، التي تركّز على زيادة كفاءة استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات الناجمة عن المحركات.

وقال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية المهندس عبدالعزيز القديمي: “سيعزز الاستحواذ الكامل على شركة أرلانكسيو تنويع مجموعة أعمال أرامكو السعودية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، ويدعم قدراتها في سلسلة القيمة بمجال الطاقة والكيميائيات، وهو ما يدفعني للتفاؤل بمستقبل المنتجات المبتكرة التي ستخدم جميع العملاء”.

ومؤخرا أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، معمل أرامكو السعودية للغاز في العثمانية ليكون ضمن قائمة “المنارات الصناعية” التي تضم مرافق التصنيع الرائدة على مستوى العالم في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وذلك في خطوة تؤكّد النجاح والريادة التقنية لأرامكو السعودية.

ويأتي ذلك بعد المكانة التي حققها المعمل في تطبيق أحدث الحلول التقنية المعتمدة على التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لدى أرامكو السعودية لتحقيق درجة عالية من الكفاءة التصنيعية بما فيها زيادة الإنتاجية وتحسين مستويات البيئة والسلامة والموثوقية في مرافقها التشغيلية، وقد انعكس ذلك من خلال استعمال الطائرات المسيّرة (بدون طيار) والأجهزة التقنية المستخدمة في فحص وتفتيش خطوط الأنابيب والآلات، إذ أثبتت هذه الأجهزة الذكية والروبوتات كفاءتها العالية في تقليص مدة الفحص والتفتيش بنسبة 90%.

وبهذا الإنجاز تكون أرامكو السعودية أول شركة على مستوى العالم في قطاع النفط والغاز تنضم إلى قائمة “المنارات الصناعية”، والأولى على مستوى الشرق الأوسط التي يكرّمها المنتدى الاقتصادي العالمي.
وذكر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، إن أرامكو السعودية وضعت برنامجا كبيرا وخارطة طريق لتحقيق ذلك التطلع، ويشمل البرنامج الاستثمار في البحث والتطوير وتنمية الموارد البشرية لمواءمة عصر التحول الرقمي، وتحقيق المزيد من براءات الاختراع وتحويل الابتكارات إلى فرص ذات عائد تجاري، والاستثمار في الشركات الواعدة المبتكرة، وتوطين التقنية بما يتوافق مع برنامج الشركة للمحتوى المحلي.

وسبق لأرامكو السعودية انشاء مركز لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة لمراقبة شبكة معداتها من خلال التحليلات التنبؤية والذكاء الاصطناعي، وقد ساعد هذا الشركة على تعزيز كفاءة أعمالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *