الدولية

إيران تعامل الأكراد بعنصرية وتركيا تمارس ضدنا التهميش

القاهرة – عمر رأفت

يعاني الأكراد بشكل كبير في المناطق المتمركزين بها، ففي الوقت الذي يسعى فيه الشعب الكردي إلى الاستقلال وبناء دولة خاصة بهم، يواجه هذا الطموح معوقات دول مثل تركيا وإيران، اللتين دائما ما تقفان امام طموح الأكراد في الاستقلال بدولتهم. ولتباين الانتهاكات التى يتعرض لها الاكراد سيما من النظام الايراني جلست “البلاد” لرئیس حزب سربستی كردستان عارف باوكجانی فكانت هذه الافادات.

إلى نص الحوار:
•• في بادئ الامر .. حدثني عن الاكراد واهدافهم التي يسعون اليها؟
نحن الشعب الكردي في منطقة الشرق الاوسط نتجاوز الـ 55 مليون نسمة وطبقا لعدة معاهدات جائرة تم تقسيم واحتلال ارضنا وشعبنا بين كل من ايران وتركيا وسوريا، وطبقا لأحصائيات المنظمات الدولية هناك اكثر من ميليونى كردي مغترب يعيشون في دول اوروبا وامريكا وكندا واستراليا وبلدان اخرى ، ونحن كجميع شعوب العالم الاخرى خلقنا الله سبحانه وتعالى ومن حقه ان يعيش على ارضه وفي وطنه بحرية وكرامة وسيادة وقدم شعبنا مئات آلاف من القرابين وتضحيات جسام من اجل الحرية والخلاص من نير الاحتلال والعيش بسلام و وئام مع الشعوب الاخرى.

•• وماذا فعلت لاستعادة هذا الحق ؟
منذ قرن من الان وشعبنا يعيش تحت وطأة الاحتلال والسلطات الظالمة التي فرضت سلطتها علينا بالحديد والنار، ظلنا نناضل من اجل نيل حقوقنا العادلة ، وواجه شعبنا الكوردي خلال عقود من الزمن من نضاله المرير والكفاح المسلح الى مؤامرات ودسائس وظروف قاسية ومعوقات كثيرة واستخدمت ضدنا انواع الاسلحة المحرمة الدولية الكيماوية والجرثومية فضلا على قصف قرانا ومدننا بالطائرات وانواع الاسلحة الفتاكة ، الا اننا واصلنا نضالنا باصرار كبير وعزيمة لاتلين ولم نستسلم للسلطات المحتلة ولم نساوم قط عن على حقوقنا العادلة.

•• كم يبلغ عدد الاكراد فى ايران وحدها ؟
عدد السكان من القومية الكردية في شرق كردستان ”ايران“ حاليا حوالي اثنا عشر مليونا أي ما يعادل نسبة ١٢% من مجموع سكان ايران ويضاف الى ذلك وجود حوالي ثلاثة ملايين كوردي مهاجرون في محافظات خراسان، طهران، ومحافظات ايرانية أخرى.

أهم المحافظات: محافظة كرماشان وهي اكبرها ٣ ملايين نسمة ومحافظة إيلام، محافظة سنندج ، محافظة اروميا او اذربيجان الغربية ومحافظة لورستان وتمتد هذه المحافظات على مساحة تقدر ب ١٧٥٠٠٠ مائة وخمسة وسبعون الف كيلومتر مربع .

•• يعيش الأكراد في حرب ضروس مع عدد من البلدان وعلى راسهم تركيا وايران ما تعقيبك على هذا الأمر؟
الشعب الكردي شعب مسالم وفي تاريخه لم يتجاوز على اراض وسيادة الشعوب والدول الأخري ولم يكن يوما من الايام طالبا للحرب والدمار ولكن الحروب فرضت علينا وقاتلنا من اجل الحفاظ على كرامتنا وشرفنا وحقوقنا المسلوبة.

اما بشأن كفاحنا المسلح ضد النظامين الإيراني والتركي ينبغي ان اوضح لكم بان هناك 25 مليون كردي يعيشون ضمن خارطة الدولة التركية ولا يمكن انكار او تهميش هذا العدد الكبير الذين يعادلون نفوس ثالثة دول اعضاء في حلف النيتو التي تضم تركيا ايضا، لذلك ينبغي على الساسة الترك والدولة التركية ان تضع حلا ناجعا للقضية الكوردية في ضمن حدودها الجغرافية.

اعتقد ان الحرب والقتل والدمار واستخدام سياسة الظلم والاضطهاد والعنف سوف لن تجدي نفعا وسيعرض الشعبين للقتل والدمار، عندما يختار الطرف المحتل الحرب والعنف لقمع شعبنا ، ماذا ينبغي علينا ان نفعل لمواجهة سياسة الابادة الجماعية؟ هل نستسلم ونمحو تاريخنا ووجودنا على الكرة الارضية؟ الا يمكن للشعب الكردي ان يقبل بالذل والاستسلام وسيستمر في خوض نضاله وكفاحه بشتى السبل من اجل البقاء ونيل حقوقه العادلة والعيش بسالم وطمأنينة على ارضه و وطنه.

•• وماذا عن ايران ؟
اما بشأن إيران التي تفرض الامبراطورية الفارسية سطوتها عليها ، تشكل القوميات غير الفارسية 65 % من مجموع نفوسها والشعب الكردي احدى تلك القوميات التي يتجاوز نفوسه 12 مليون نسمة، ان شعبنا في شرق كردستان، كوردستان ايران، مستمر في نضاله الى جانب اشقائه في الاجزاء الأخرى وقبل 73 سنة من الان، تمكن من تأسيس جمهورية كردستان وعاصمتها مهاباد، الا أن الجمهورية لم تدم سوى احد عشر شهرا نتيجة لتلاقي مصالح الدول الكبرى انذاك المتمثلة ببريطانيا والاتحاد السوفيتي وترك شعبنا وحيدا ما ادى الى سقوط الجمهورية واعدام معظم قيادتها وعلى رأسهم الشهيد قاضي محمد رئيس الجمهورية وعدد من وزرائه.

•• ماهي الممارسات التي تقع عليكم من قبل ايران للحد من تزايد الشعور ومسخ الهوية الثقافية للشعب الكردي ؟
النظام المحتل سعى ان يقنع الشباب الكردي وبالأخص شريحة الطلبة بانهم احد الشعوب الايرانية الاصيلة كي لايشعروا بأنهم قومية متمايزة عن القومية الفارسية ، كما سعى ومايزال النظام المحتل ان يفرغ المنطقة من الاثار القديمة التي تبرهن على التاريخ الكردي الموغل في القدم ونقله الى طهران والمدن الفارسية الاخرى او بيعها في دول العالم ، فضلا على محاولاته الدنيئة لتشويه سمعة الشخصيات الكردية المعروفة وذلك من خلال خلط المخدرات مع الوجبات الغذائية للشخصيات المعتقلة كي يفقدوا تأثيرهم على المجتمع الكردي والاجيال المقبلة وتماشيا مع قتل واغتيال الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية تقوم قوات النظام المحتل بقصف المواقع المهمة ومقر الاحزاب الكوردستانية ، كل هذه الممارسات القمعية من اجل تضعيف الانتماء القومي.

ومن جانب اخر سعى النظام ومايزال يسعى لمسخ الهوية القومية لشعبنا وذلك من خلال حض الشباب على عدم لبس الزي الكردي وفي المقابل الترويج للزي الفارسي او الرسمي في المدارس والجامعات كما يسعى لهيمنة اللغة الفارسية على اللغة الكردية محاولة منه لطمس الهوية القومية ومسخ لغته الام ولكنه لم يحقق اهدافه من كل تلك الممارسات بل على العكس كانت تلك الجرائم عاملا مشجعا لكي يلتزم الشباب بالتحدث بلغتهم والاصرار على ارتداء الزي الكردي والالتحاق بالثوار لاستمرار النضال ضد النظام المحتل.

•• صف لي كيف يتعامل النظام الإيراني مع الأكراد ؟
تعامل النظام الإيراني مع الأكراد تعاملا عنصريا ، و هناك تفرقة عنصرية واضحة في التعامل من قبل القومية الحاكمة المحتلة ضد القومية الرازحة تحت الاحتلال وسياسات المطاردة والقمع والقتل والتنكيل والاعدامات هي شيمة النظام في التعامل مع شعبنا، كما يسعى ويعمل النظام المحتل لتضعيف الجانب الاقتصادي في شرق كردستان، ونشر الفقر.

•• هل سينجحون يوما ما في ان تكون هناك دولة لهم؟
التاريخ اثبت ان الشعب الصامد و الذي لايستسلم للظلم والاضطهاد سوف ينال حقوقه ويصل الى حقوقه العادلة والمشروعة ، الشعب الكردي انموذج للشعوب الصامدة في العالم وسوف لن يتوقف عن النضال بالرغم من كل الكوارث والمآسي التي حلت به خلال العقود الماضية، لذلك إنني أرى آفاق انشاء الدولة الكردية في شرق كردستان واضحة وسيأتي اليوم الذي نعلن فيه استقلالنا وسنرفع العلم الكردستاني في العاصمة كرماشان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *