حنان العوفي
الحرية هي أن تترك الآخرين وشأنهم طالما إنهم لم يقوموا بما يتعارض مع مصالح الآخرين ، وهذا الشيء من مبادىء ديننا الإسلامي الذي لا يسمح لك مثلا أن تطيل بيتك طولا يحجب الشمس عن غيرك حتى لو كنت تمتلك المال الكافي لفعل ذلك .
احترام الآخرين مبدأ ننادي به لكننا لا نطبقه على أنفسنا ، في الوقت الذي نطالب به كي يفعلوه معنا ، سخريتك من عادات الناس أو طريقة لبسهم أو نمط حياتهم ما هي إلا صورة من صور محاربتهم في حياتهم ، أنت تفعل ذلك دون أن تدري أنك تفتقد لمعنى الرقي الفكري ، الحياة لا تبدأ أو تنتهي من عندك تذكر ذلك وأنت تحكم على شخص أنه متخلف فقط لأنه لا يفكر كما تفكر ، أو يلبس بطريقة تختلف عنك ، المتخلف هو أنت لأنك تركت نفسك ولم تعمل على تطويرها بل رأيت الكمال فيها وبدأت تسعى لإكمال الآخرين من وجهة نظرك أنت ، كن حرًا واتركهم وشأنهم ،
قلنا كثيرا هذا الكلام ، وهذا ما نفعله دائما نقول ولا نطبق ، ما أثارني هي زميلة لي تدِّعي الرقي والشفافية وهي لا تترك أحدا يمر أمامها إلا وانتقصت منه في كل شيء ، ربما إنهم يرونها كما تراهم لكنهم يحتفظون بآرائهم ، أو يغضون البصر عن شؤون من لم يعنوهم ، عموما أنت حر إذا تركت الآخرين يمارسون حرياتهم يقول ألدوس هكسلي :” لو رأى البشر بعضهم البعض على حقيقتهم لقتل بعضهم البعض كالحشرات أو لشنقوا أنفسهم ” لا أعرف ربما هناك مبالغة في كلام ألدوس لكن فيه شيء من الحقيقة ، عموما هو حر فيما يقول.