كنت أتساءل في نفسي، هل هناك ممنوعات في برتوكول الحب تمنعني من الخوض في مشاعري العاطفية إلا لو أصبحت من المصرّح لهم بالحديث في الأمر، وفق القولبة التي فُرضت علينا..؟ هل أحتاج للحالة الرسمية المتعارف عليها، حتى أحمل جواز عبور بمشاعري إلى حيث يسافر العاشقون..؟
لا تعتقد سيدي أنني أحتاج أن أعيش حالة من الحب، حتى أعبّر لك عن جماله وروعته وعما يفعله من أفعال في القلب، وكيف تكون لمعة العين وابتسامة الثغر، وكيف يجعل المحبوب في حالة من الهيام والعشق، ولا تتصور أنني أحتاج أن أصاب بطعنة الغدر لأوصف لك كيف تكون الخيانة، وكيف يتحول لون الحياة في عين الضحية، وكيف ترعد وتمطر سماءه في عتمة لا نهاية لها، وكيف يصبح ناقماً على كل البشر.
قد أعيش قصة حب كاملة في كلمات قصيدة، أو فصول رواية، أو حتى في أحداث فلم يعرض على شاشات التلفاز، أو في دور العرض – بما أننا أصبحنا نملك دوراً للعرض-، قد أعيش تلك القصة في حوارات صديقة وأعشق عشقها وأتألم لألمها..
– إييييه فين رحتي.. بأكلمك من أول تهزيلي راسك على كل كلمة حتى السؤال..
– إيش سألتي..؟
– إللي أخذ عقلك يتهنابه.. ما حأقولك.. خلي سرحانك ينفعك..ههههههههههه
هل هو تلميح مزعج حتى لو كان بداعي المزاح..؟ ربما لو أنها كانت تقرأ جيداً ملامح الوجه لعرفت ما يشغل بالي.. ما الذي جعلني أثور لمزاحها، هل من المعقول ثورتي تلك كانت لمجرد أن اعتقادها خاطئ، أم أنني غضبت حقاً لأن اعتقادها خاطئ.. لماذا أعتقدت أنه تلميح مزعج، لماذا لم أبتسم لها وأتنهد كما يفعلون ثم تركتها مع ما تعتقده..؟
الحب من المشاعر الجميلة سواءً كان هناك محبوب أو لم يكن، فحالة الحب وحدها تكفي لإنعاش الوجدان وارتفاع شعور السعادة إلى عنان السماء..
إياك أن تقوم بتقطيب حاجبيك وكأنك تقول ( لا يكون هناك حب بدون محبوب..!) وحتى أريح تفكيرك الذي وضعت حوله إطاراً من التراكمات، لن أجيب على تعجبك، بل سيجيب عليك نيابة عني عشاق أم كلثوم وفريد وطلال.. هل تعتقد أنهم كلهم عشاقاً بمفهومك..؟
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid