للكلمة دور فعال فى هدم أو بناء الشخصية، ففى كثير من الأحيان تكون للكلمة تأثير على الشخص يجعله يتخذ على آثرها القرار
لكن ليس بالضرورة أن تكون الكلمات تحمل صدقاً، فأحياناً نجد نقداً هداماً بشكل غير مباشر يوصلنا لأن نفقد الثقة بأنفسنا أو نتخذ قرارات خاطئة تكون ضد مصلحتنا، بسبب حمل صاحبها لحقد أو غيرة
بالغالب لا يأتى النقد من الغرباء، فالصدمة أن النقد أو الغيرة دائماً ما تكون من المقربين منا، فلا يوجد أحد يرغب فى أن يكون الأخر أفضل منه فى شيئ ما إلا من رحم ربى
النقد ليس مقتصر على علاقة الرجل والمرأة فحسب، بل ممتد لكل أشكال العلاقات كالأقرباء والأصدقاء وزملاء العمل، وكل هؤلاء بينهم الصديق الوفى والأخر الأكثر حقداً وحسداً علينا بالرغم من أنه قد يكون لديه من المميزات ما يفوق التى نتمتع بها بكثير
هدم الثقة بالنفس يضعف الإنسان ويجعله شخصاً ضعيفاً يتأثر بآراء المحيطين به ولا يستطيع التميز بين ما هو فى صالحه وما هو ضد مصلحته، لذا موازنة الأمور فى كل شيئ وإستخدام العقل فى الحكم على كلمات الغير أكثر من التأثر وجعل القلب المتحكم الرئيسى فى تصرفاتنا هو الأفضل، فالحكم بالمشاعر يختلف عن الحكم العقلانى المبنى على التميز بين ما هو حقيقى ومزيف، بين ما هو صادق وما هو كاذب
فالنقد البناء يختلف عن النفاق الذى يغيب الحقيقة ويجعلنا نغض الطرف عن الحقيقة والصواب، النقد البناء هو ما يضيف إلينا أمر ما فى صالحنا عكس المجاملات المبالغ فيها والمديح الذى لا يضيف إلينا إلا مزيداً من التكبر والظلام الذى يطمس كل الآراء المحيطة بنا ويجعلنا أصحاب الرأى الأوحد لأننا نجد دائماً أن هناك أشخاص ما فى محيط حياتنا الإجتماعى يصفقون لكل ما نقوم بفعله
على النقيض النقد الهدام الذى يحمل بين طياته الحقد والغيرة، وهنا للعقل دور كبير فى الحكم على الكلمات وموازنتها مع الواقع، هل بالفعل ذلك النقد بأمر ما حقيقى فى شخصيتنا؟ أم أنه مجرد نقد يهدم ثقتنا بأنفسنا ويجعلنا غير قادرين على المضى قدماً بسبب الخوف من التعرض للنقد الشديد
فليس دائماً توجيه النصح يكون من أشخاص يخافون علينا ويرغبون فى الأفضل لنا، فقد يكون لهدم ثقتنا أو أحلامنا وطموحاتنا، الأمر الذى يحول صاحبه لشخص متردد لا يرى فى نفسه أن بإستطاعته تحمل أى مسؤولية لأنه دائماً على قناعه أنه سيكون معرض للفشل بل ويشعر مع مرور الوقت بضعف يجعله يخشى مواجهة الأخرين ويفضل أن يبقى أغلب الأوقات وحيداً