متابعات

المرأة السعودية قادرة على الإبداع والتميز في خدمة الوطن

المدينة المنورة – محمد قاسم

بعد أن سمحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للمرأة السعودية بالحصول على رخصة الإرشاد السياحي ،فى وقت احتكر فيه الرجال هذه المهنة من دون النساء، أصبحت “افتخار المطيرى” من أوائل الفتيات اللواتي حصلن على رخصة الإرشاد، فشغفها الكبير بالسياحة والسفر، وحب اكتشاف الأماكن الأثرية، علاوة على دراستها للترجمة ،سأعدها في دخول هذا المجال لتزاحم الرجال ولتؤكد على أن السيدات قادرات أيضا على النجاح فى هذا المعترك.

“الــــــبلاد” التقت بـ”افتخار” لتفتح قلبها لنا للحديث عن كيفية دخولها عالم الإرشاد السياحى ،وتطلعاتها المستقبلية فى هذا المجال ، وموقف الأسرة من قرارها ، حيث قالت فى البداية إنها حاصلة على بكالوريوس ترجمة فى اللغة الفرنسية وماجستير تعليم الفرنسية لغير الناطقين بها من غرونوبل ألب.

وأضافت لـ” البلاد” إن الرغبة في الإطلاع على ثقافات وحضارات الدول الأخرى، كان سبباً فى دخولها هذا المجال الذى يسيطر على تفكيرها ، معتبرة الترجمة في العالم العربي بمثابة علم متروكا -إن صح القول- حيث لا يعتني بهذا العلم إلا قلة من الناس لأسباب عديدة منها ما هو مادي باعتبارها مهنة ،لا يمتهنها البعض إلا من أجل الحصول على قوت اليوم ، وهو أمر طبيعي، ففي كثير من الأحيان تكون الترجمات بها أخطاء بحكم السرعة ، بدون مراعاة جودة النص لأن الغاية هنا هو إنجاز عمل ما دون التفكير في القيمة العلمية أو المعرفية أو المنهجية التي قد تضيفها الترجمة .

وتضيف أنها كانت بحاجة إلى تصحيح تلك الفكرة المتوارثة لدى غير المتخصصين في حقل الترجمة ، وذلك من خلال المشاركة في أوراق العمل البحثية وترجمة كتاب ونشره في هذا الصدد وسيتم الاعلان عنه قريباً.

وعن موقف الأسرة من عملها في مجال الإرشاد السياحي ،أكدت أنه بطبيعة الحال هناك تحديات تواجهها ،وربما السفر وقضاء ليالى طويلة بعيدة عن الأهل هو أبرز تحدٍ بالنسبة لها و لوالديها وخاصة أنها الفتاة المدللة التي لا يمكنها تدبير أمورها، لكن هذه الصعاب والتحديات تذوب عندما تصل لهدفها فى نقل ثقافات الشعوب وحضاراتهم والتعرف على شخصيات من مختلف أطياف المجتمع الشرقي والغربي وهما أبرز محفّزان في المهنة.

وترى “افتخار” أن المرأة السعودية قادرة على العمل فى أي مهنة ، رافضة وجهة نظر المجتمع بحصرها فى مهن معينة دون الرجال ، بل يمكن أن تُبرع في أي مجال تريده ، سواء كانت عزباء أو متزوجة ، الأمر فقط يحتاج إلى تخطيط ورؤية مستقبلية.

وحول الدافع الحقيقي لاختيارها الإرشاد السياحى، رغم إمكانية عملها فى مجالات أخرى بحكم إتقان اللغة الفرنسية ،قالت إنها تتحدث الانجليزية كذلك بطلاقة و عملت بالفعل في مجال الترجمة لفترة طويلة بأهم الوكالات والمؤسسات الحكومية ،أما فيما يتعلق بالمجال السياحي فهو سيكون مشروعها الخاص القادم ،الذى سيحتضن حلمها وحبها للمتاحف والآثار والفن المعماري منذ الصغر .
وتابعت أنها الآن بصدد التعاون وتوقيع عقود مع عدد من الشركات التي تخدم قطاع السفر والسياحة وستعمل قريباً على تأسيس مشروع خاص يدعم هذا القطاع ايضاً.

وشددت “افتخار” على أن المملكة العربية السعودية مليئة بالمواقع السياحية . الأمر فقط يحتاج إلى تطوير هذا القطاع وهو ما تعمل عليه هيئة السياحة والتراث الوطني بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وتشير إلى أن هناك العديد من الأماكن التي تحتاج إلى ترميم وعناية من مساجد وقصور وقلاع وغيرها ، حيث تعود إلى أكثر من 3 ألاف سنة قبل الميلاد. ،وخصّصت الحكومة الرشيدة ميزانية تقدر بالمليارات لدعم هذا القطاع من خلال تأسيس وتطوير سلسلة من المشاريع السياحية الكبرى، والاستثمار فيها .

وتؤكد على أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تمر بمرحلة جديدة على يد رئيسها الأستاذ أحمد عقيل الخطيب ، معربة عن تفاؤلها بهذا الرجل الصحيح في المكان الصحيح الذى كان رئيسا لإدارة الهيئة العامة للترفيه والآن أصبح رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وكلاهما يصبّان في قالب واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *