اجتماعية مقالات الكتاب

إن العالم يتحول … صرخة الحياة

بنظرة دقيقة ..نجد ان الانسان يصرخ طوال حياته .. حيث يبدأ صراخه منذ ولادته ..نتيجة تأثره بالضغط الجوي الخارجي المختلف عن رحم امه ..وتأثره بالهواء .. ودرجة الحرارة المختلفة …الخ. وما اقصده ان الانسان يكابد الضغوط الحياتية منذ ولادته وحتى مماته .. وصدق الله العظيم القائل .. وخلقنا الانسان في كبد ..

وتبدأ رحلة الانسان مع الضغوط بمختلف انواعها وحالاتها .. مثل ضغوط الامراض والدراسة والعمل والنجاح والفشل والمنافسة والاحتياج والفاقة وتغير الاجواء في الفصول الاربعة ..الخ.

وما نحن بصدده اليوم .. هو ضغوط العمل .. فهي قطعا امر طبيعي .. عندما تكون في حدود المعايير الصحية المقبولة .. ولكنها في كل الاحوال لها وقع وتأثير نفسي وصحي قوي على انتاجية العاملين .. فهي تؤثر علي طريقة تفكيرهم وصحتهم وعلاقاتهم التفاعلية .. بل تؤثر بشكل مباشر علي قدرتهم علي الابداع والابتكار.

وغالبا ما تكون تلك الضغوط ناتجة عن بيئة عمل سيئة نتيجة الضوضاء والاضاءة وسوء اختيار الاثاث غير المريح والالوان والديكورات وخدمات الاعاشة من كفتيريات واسعارها ..وحمامات وضعف خدمات الانترنت وسرعتها ..الخ.
وفوق هذا وذاك الضغوط الناتجة عن الاحساس بعدم العدالة الوظيفية من حيث فرص التدريب والتنمية والتطوير والترقي والعائد المادي والرواتب الي جانب تضارب صريح بين اهداف كل من المنظمة والموظف واضمحلال الآمال في مستقبل مشرق بالنسبة للموظف.

لقد اثبتت العديد من الدراسات ..ان 76% من العاملين في بحث دائم عن وظائف اخرى غير التي يشغلونها بسبب ضغوط العمل التي يواجهونها من تعامل الرؤساء والمديرين والمشرفين .. وآخرون يعتقدون ان حجم العمل الذي يؤدونه يفوق طاقتهم والوقت المتاح لادائه .. وغيرهم قلقون على مستقبلهم الوظيفي نتيجة التطور التكنولوجي وفقدانهم لوظائفم بسبب المنافسة الشرسة القادمة من الروبوتات الذكية والتي ستتفوق علي اداء البشر .. وايقاع التحولات الرقمية السريعة والمنافسة الكونية علي اسواق العمل .

ونتيجة لكل ماسبق ..نجد ان نسبة تدني انتاجية ومعنويات العاملين في انخفاض ملحوظ ودائم ومستمر مما يقود الى التنقل من ادارة الى اخري بل الى شركة اخرى .. واحيانا ما يقود الاحباط الى سلوك متنامٍ انتقامي تخريبي لممتلكات الشركة او الاساءة لعملائها وتدني مستوي الخدمات ..
كنا نقول العميل اولا … الان.. نقول الموظف اولا .. واخيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *