فلسطين – مها العواودة
بوتيرة متسارعة يواصل الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستيطانية اليهودية حفر الأنفاق في مدينة القدس المحتلة، وباتت تلك الأنفاق تشكل شبكة متكاملة تصل كافة أرجاء مدينة القدس المحتلة ببعضها البعض تحت الأرض، وتسببت تلك الحفريات الخبيثة في انهيارات خطيرة في شوارع القدس وفي باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط تحذيرات فلسطينية من خطورة تلك الحفريات على قبة الصخرة بعد أن تعمد الاحتلال حقن أساسات الأقصى والصخور التي تقع تحت الأقصى بمواد كيمائية تذيب الصخور تدريجياً مما يشكل خطورة بالغة على الأقصى المبارك.
شبكة الأنفاق الضخمة تمتد تحت أحياء وادي حلوة والبلدة القديمة وسلون وصولاً للمسجد الأقصى المبارك وتتجمع تحت ساحة البراق والذي يقع في المنطقة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى وفيه ربط الرسول صلي الله وعليه وسلم دابته في رحلة الإسراء والمعراج .
وحذر وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس من خطورة الحفريات على المسجد الأقصى والتي باتت تهدد وجود المسرى ، مؤكداً لـ”البلاد” أن مخططات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية اليهودية تقوم على أساس هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه ،لافتاً إلى أن سماء الأقصى وأرض الأقصى هي للأقصى وليس لليهود وحفرياتهم حق فيها .
وأوضح ادعيس أن المسجد الأقصى تبلغ مساحته 144 دونماً ،والاحتلال يواصل إقامة متاحف ومرافق كثيرة تحت أساسات الأقصى .
مطالباً بتحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل لوقف حرب التهويد والحفريات التي تتعرض لها مدينة القدس العربية .
على هذا الصعيد قال الخبير في مجال الاستيطان صلاح الخواجا لــ” البلاد” إن :”الحفريات في القدس بدأت في عام 1985 وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيرس هو من أمر بالبدء في الحفريات في القدس للبحث عن التاريخ اليهودي المزعوم في هذا المكان المبارك، ولم يجد العلماء اليهود أي رابط لليهود في المدينة المقدسة ، فبدأت عمليات تشويه للتاريخ والحضارة العربية والإسلامية ولكن الاحتلال لن ينجح في ذلك” .
وأكد الخواجا أن الحفريات الإسرائيلية وصلت لمرحلة بناء مدينة جديدة من الأنفاق تحت الأقصى والبلدة القديمة وتحت المناطق الإسلامية والمسيحية في القدس ، وأشار الخواجا أن الحفريات أخذت أشكال متنوعة منها على شكل تواصل بين مناطق تاريخية وحضارية، وهناك قاعات أقامها الاحتلال تحت القدس تتسع 5000 فرد وهناك طرق رابطة بالحفريات ترتبط بكل البلدات في القدس .
مبيناً أن الحفريات تشكل خطراً على منازل الفلسطينيين التي تساقطت جدرانها وأرضياتها بفعل الحفريات ، كما أن الاحتلال يخطط لإحداث اهتزازات خطيرة تهدد الأقصى سواء بالحفريات تحت الأرض أو فوقها، حيث أن الحفريات باتت تأخذ مسارات خطيرة تهدد وجود الأقصى .
وكشف الخواجا عن مخطط طالب به أعضاء في الكنيست الإسرائيلي بهدم سور البلدة القديمة، وكذلك إخطارات بهدم 84 منزل في حي البستان الذي يعد أحد أوجه مدينة القدس القديمة والتاريخية وباتت العائلات التي تسكن هذه المنازل مهددة بالترحيل، مؤكداً أن الاحتلال يريد الاستيلاء على حضارة وتاريخ القدس وتزوير هذا التاريخ لصالح الجمعيات الاستيطانية اليهودية التي تنفذ يومياً عمليات استيلاء على عقارات ومنازل الفلسطينيين .