“لا أنت لمست الشمس ولا كفّت أصابعك يوماً عن الاحتراق ما تعيشه هو حياة بامتياز”، قرأت العبارة أكثر من مرة، ثم حاولت تحليلها بغرض الخروج منها بمفهوم يخصني، لكني كنت في كل مرة أرجع بخفي حنين، قد يحرك شفتيه أحدكم امتعاضاً قائلاً: ( أنها لا تحتاج إلى الكثير من التفسير وهي واضحة وضوح الشمس المذكورة فيها)..
ربما خانني التعبير عندما ذكرت عدم فهمي الظاهري للأمر وأنا أقصد المعنى البعيد للاستيعاب، ذلك المعنى الذي يجعلنا نسرد قصة حياتنا في لحظات داخل ذاكرتنا، لنبحث عن مواطن حاولنا فيها أن نبلغ الشمس دون أن نذوب احتراقاً، أو أننا فضّلنا أن ننأى إلى الضوء متخيّرين السلم، لعلّها وسيلة جيدة للبقاء أطول وقت ممكن بعيداً عن المخاطر والحوادث، ولعلّنا بذلك نحافظ على الكثير من المشاعر والآمال دون ان تتكسّر.
ماهذه الحياة الرتيبة التي جدولتها وسرت وفق جدولها دون أن تحدث فوضى تجعلك تشعر بمادة الإدرينالين تملأك..! آه.. لو تعلم يا صديقي ما يفوتك وأنت تقف ملاصقاً للحائط خوفاً من دبابة نارية يقودها قائد متهور، أو سيارة مكتوب عليها (قائدة المركبة لم تكمل التمرين لأن المبلغ المحدد لتعلم القيادة مبالغ فيه)، ثم تصرّ على أن تبقى بالقرب من الحائط، على الرغم من أن الإشارة الضوئية الخضراء تدعوك للسير.
هناك على الجانب الآخر من الطريق.. العديد من الأمور التي لن تحصل عليها من مكانك، ولن تنال منها سوى المشاهدة عن بعد، ولن تكون الأمور التي تؤخذ عن بعد كتلك التي تكون من قلب الحدث، قد تُحجب عنك الصورة أو لا يصلك الصوت، هذا إذا استبعدّنا قصة الشعور بالأمر وما تتركه من أثر.
أهلاً بحياة المغامرة والتجربة والخطأ، إلى أن وصلنا إلى ذلك الحلم الذي وضعنا أسسه بأعمدة الرغبة في التحقيق، وجهزناه بطموحنا وإقدامنا وإصرارانا على الوصول، وعندما وصلنا عرفنا كيف يكون طعم الحلم على أرض الواقع، وأدركنا أننا وصلنا لنقطة البداية.. والبقية تأتي.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid