للفن دور هام فى تكوين شخصية الطفل، فعلى سبيل المثال الطفل الذى لا يستطيع التعبير عن نفسه يمكن أن يترجم مشاعره عبر فن الرسم أو الموسيقى، التى تساهم فى إخراج ما بداخله
وكثيراً ما نرى إتباع بعض الأطباء النفسيين لسياسة إستخدام فن الرسم للطفل حتى يستطيع الوصول لما يجول بداخله بشكل أكثر وضوحاً بعيداً عن البحث عن الكلمات المباشرة التى يخفيها الطفل بداخله ولا يفصح عنها خوفاً من أسرته
العمل الجماعى وتشجيع الطفل على ممارسة الفن أمر هام وفعال فى نشأته، يجعله أكثر قدرة على التعبير والتواصل والرقى، وسينمى لديه الحس الفنى الذى يجعله يربط الأحداث ويسهل عليه حل المشكلات التى تواجهه بإرتباط كل موقف لديه بصورة فى ذهنه
ليس للفن والثقافة قواعد محددة يمكن وضعها للطفل، فبإمكانه ممارسة الرسم والعزف والقراءة معاً، دون أن يؤثر ذلك على أعماله الدراسية أو تركيزه، بل العكس يمكن للفن والثقافة أن تضيف له بشكل أكبر وتنمى لديه الذكاء وتجعل لديه الكثير من المفردات الجديدة وتجعله أكثر قدرة على التحليل والتصرف
الفن غذاء الروح، وهو السبيل للتنفس عن المشاعر والتعبير عنها بشكل أكثر وضوحاً وتصالحاً مع النفس، لأنه ينمى الجانب الإبداعى لدى الطفل ويجله أكثر حرية وثقة بالنفس، لأنه يستطيع أن يترجم كل الأفكار عبر إستخدام مخيلته والوصول لإختراع شيئ جديد مميز يجعله فيما بعد شخصاً مسؤولاً يمكن الإعتماد عليه ومميزاً بنفس الوقت، ويمكن أن يصبح مع تعزيز مواهبه يوماً ما من أهم فنانى التاريخ
كما أنه يساعد فى تهذيب الطفل لأنه يعلمه الإنضباط والسلوك الراقى والصبر والسلام الداخلى، بعيداً عن مشاعر الغضب والتعصب والتسرع التى يعانى منها الكثير من الأطفال بسبب النشأة الخاطئة
الطفل المبدع والمثقف ليس طفلاً عادياً كبقية الأطفال، فهو مميز وله تكامله الذاتى الذى يعبر به عن إنتمائه وميوله ومفاهيمه ووجهات نظره التى يعبر عنها بعقله وروحه وجسده، فيظهر أمامنا بالنهاية عملاً متناغماً يعكس كيان الطفل بقالب جديد وفريد مليئ بالتلقائية والبراءة
تربية الطفل على أن القراءة والفن من أهم مصادر غذاء العقل والنفس فى الحياة، سينمى قدراته وخياله ويوصله لأقصى درجات الإنسانية، لأنها تكمل حيويته الذهنية والنفسية وتغير الكثير من أفكاره وسلوكياته التى يكتسبها من المجتمع المحيط به، بالإضافة لتمنية قدراته فى القراءة واللغة العربية وإستعمال الألفاظ وإخراجها بشكل صحيح
لذا من الواجب على كل أب وأم تعزيز دور الفن والثقافة فى حياة الطفل ومحاولة إكتشاف موهبته سواءاً بمجال العمل المسرحى أو العزف أو الرسم الخ…، مع ضرورة دعمه حتى لا ينعكس الأمر عليه بالسلب لأن الكلمات لها دور كبير فى التأثير على الأطفال، ويمكن أن تتحكم فى مشاعر الطفل النفسية وتفقده الثقة بنفسه
لكل طفل الحق فى التعبير عن نفسه بعيداً عن سيطره الوالدين، فإحترام فرديته سيجعله يحترم كل من حوله حتى قبل أن يتعلم النطق أو القراءة والكتابة، فمن خلال ورقة فارغة وقلم ملون يمكن له بكل حرية أن يعبر عن ما يجول داخله دون أى قيود أو تحفظ أو خوف