شاهدت منذ فترة أحد المنشورات الكوميدية، يحث الرجل على دفع «مهر» الفتاة التى تجيد لعب «البلاى ستيشن» أو كرة القدم بالدولار!
بالرغم من تفاعل الكثيرين على المنشور وتناول البعض الأمر بحس فكاهى إلا أننى وجدت فئة كبيرة من الرجال تأخذ الأمر على محمل الجد، فى البداية شعرت قليلاً بالإحباط، فمعايير الزواج لدى فئة معينة من الشباب إختلفت وتغيرت لشكل أكثر سطحية عن ذى قبل
بعد مراجعتى لكافة التعليقات، وجدت أن الكثير من الرجال لا يرغبون إلا فى أمرين، الأول إما مشاركة المرأة الرجل إهتماماته، أو تركه وشأنه يشاهد المباراة فى سلام، على الجانب الآخر إجتاحت موجة من الغضب الكثير من النساء المشاركات بالمنشور بعد أن شعرن بالإهانة والتقليل من قيمتهن
قد نتفق وقد نختلف، لكن بعد تفكير أكثر عقلانية ودون تحيز لجنس النساء، وجدت أن بعض الآراء «الذكورية» محقة فى طلب الإهتمام، فنحن معشر النساء نرغب وبشدة دائما فى أن نجد الرجل يهتم ويكترث لإهتماماتنا، وقد يكون إهتمام الرجل بهوايات المرأة سبب رئيسى لوقوعها فى الحب فى كثير من الأوقات
لذا من غير العادل أن نطالب بالأخذ دون العطاء، لا مانع من القليل من المشاركة مع الرجل، فى إعتقادى أن الرجل سيسعد كثيراً عندما يشعر بإهتمامك، كذلك ستشعر المرأة بالرضا عن حياتها بعد أن أصبح الحب والإهتمام متبادل دون التفكير فى أن كرة القدم تقف حائلاً بينها وبين زوجها أو شعورها الدائم طوال الوقت بأنها داخل مقارنة مع الكرة وهى فكرة خاطئة تماماً
بالرغم من كل الأسباب السابقة إلا أن البعض يظل يتساءل ويفتش عن سر «كره» النساء لكرة القدم، من وجهة نظرى أن الأمر يرجع لشعور المرأة بالغيرة تجاه كل ما يمكن أن يستحوذ على تفكير الرجل، فغالبية النساء يتمتعن بأنانية فى الحب تجعلهن يرغبن فى أن يصبحن هن الوحيدات القادرات على الإستحواذ على عقل وفكر الرجل، كذلك سخرية بعض الرجال وإنتقاداتهم اللاذعة فى كثير من الأوقات على عدم فهم المرأة لسير المباراة، مما يجعل المرأة أكثر تمسكاً بكره تلك اللعبة التى تظهرها بمظهر «الحمقاء» أمام زوجها، كذلك أحد أبرز الأسباب لكره النساء لكرة القدم وهو «الكذب والتهرب» الذى يمارسه الرجل عند رغبة المرأة إصطحاب زوجها للذهاب للتسوق أو زيارة الأهل والأصدقاء أثناء المباراة، الأمر الذى يشعر أغلب النساء بالغضب لأنها تلمح فى تصرفات الرجل أنه لا يعيرها أى إهتمام فى وقت يوفر كل طاقته وينطلق فرحاً للإحتفال مع أصدقائه فور إنتهاء المباراة!، كذلك شعورها بأنها «مهملة» أو غير مرغوب فى وجودها خاصة فى أوقات الدوريات العالمية الهامة، أيضاً عدم قدرة المرأة فى كثير من الأوقات على متابعة «المسلسل» بشكل هادئ ما يفتح أبواب الصراع بين الرجل والمرأة على«ريموت» التلفاز الأمر الذى قد يصل فى بعض الأوقات للوقوف على الطلاق!
بالرغم من تعدد الأسباب، إلا أننى فى الفترة الأخيرة بدأت ألاحظ مشاركة أعداد كبيرة من النساء فى المباريات وإرتفاع نسبة إهتمامهن بكرة القدم، ما يعطى الرجال بصيص أمل بأن هناك لحظة قريبة قادمة ستشاركه فيها المرأة أحد أكبر وأهم إهتماماته، لكن الوصول لتلك المرحلة يتطلب من الرجل قليلاً من التريث والصبر والحكمة، خاصة وأن كرة القدم ليست من أولويات الكثيرات من النساء، لذلك الإبتعاد عن التعصب والسخرية والتقليل من شأن معلومات المرأة الكروية هو أفضل حل للوصول لنقطة إتفاق بين الرجل والمرأة على أبرز إهتمام يشغل بال الرجال طوال الوقت