حتى هذه اللحظة لا نعلم سر شجاعة رهف التي ألمحت اليها وزيرة الخارجية الكندية ابان الاحتفاء بوصول رهف الكندية الجديدة كما وصفتها الوزيرة وقدمتها لوسائل الاعلام. وللعلم فقط فرهف هذه مواطنة سعودية آثرت الانتقال من دين الاسلام الى ديانة اخرى على ذمة وسائل الاعلام، وفرت من كنف اسرتها الى تايلند. ومهما ادعت وطرحت من مزاعم لتحقيق احلام اللجوء ستظل قضيتها قضية عائلية بحتة تتجسد بفرار فرد من افراد عائلة تقطن جزءاً من اجزاء الكرة الارضية طلبا للعيش بمجتمع مختلف بغض النظر عن شكل وهيئة الاختلاف.
ولكي لا نخرج من دائرة قضية رهف دعونا نستعرض حال المنسحبات من المجتمعات العربية تحديدا لمبتغى وهدف واضح تمثل بطلاق الدين أولا والرغبة بالعيش في كنف مجتمع متحرر خاصة ان تلك الرؤى والمبتغيات تحظى باهتمام الكنديين وتؤدي لسرعة الموافقة على اللجوء. إذ يكفي ان تتخلى سيدة عن دينها وتدعي الاضطهاد كي تحصل على الجنسية الكندية خاصة طوابير القادمين والقادمات من الشرق ولن تكفي مساحة صغيرة لسرد قوائم المنضويات تحت شرف الاحتفاء الكندي السري المتحول لعلني في حالة رهف لمجرد كونها سعودية ولرغبة واضحة بالتشجيع والتبسيط لحاجة في نفس الوزيرة فقبلها فرت التونسية مريم والاردنية سهاد والمصرية سوسن والايرانية بتول وكثر غيرهن سابقات سيلحق بهن اخريات ادركن المبتغى الكندي وحققن احلامهن بسهولة متناهية لا تتجاوز كيل الاتهامات من باب التشويه والزيف والتذلل للعيش في جنان كندا.
يجب ان يدرك العاقل الواعي المطلع بأن المجتمعات ليست بالضرورة مذنبة فيما يتعلق برحيل فرد من افراد المجتمع ولا علاقة للحقوق والواجبات على الاطلاق في قرار الرحيل او تغيير الديانة فلن يعاني جراء حالة الفرار سوى العائلة الصغيرة المكلومة بقرار احد افرادها الاختياري بل لا رابط مؤثر وكبير بين التربية الاسرية ونتائج التصرفات الفردية فالمجتمعات في معظم دول العالم على سبيل المثال متفقة وجادة وصارمة في محاربة الارهاب فيما يخرج مراهق من بين الاسر متحدثا بالهاتف من مناطق الصراع في حالة ليست ذات علاقة بالتربية ولا بالقيمة الاجتماعية ولا بالمستوى العلمي ، تخضع من وجهة نظر شخصية لنزعة شخصية وافقها مشروع غسيل دماغ يسبح في فضاء الانترنت ووسائل التواصل الحديثة.
بناتنا السعوديات يتمتعن بحرية كاملة وفق ضوابط المجتمع لا يردعهن سوى مبادئ الدين واعراف المجتمع تفوقن بالحقوق على الشباب بعد ان فتحت امامهن مجالات العمل وتبوأن مراكز متقدمة قيادية في كافة الوزارات حتى بلغن مرحلة إدارة الاعمال الميدانية الصرفة فلا وصاية عليهن ولا حدود ولا اضطهاد سوى ما عشعش في عقول الناعقين مستثمري مصائب العوائل ومسيسي قضايا الافراد.
باختصار شديد رهف حددت المبتغى وعملت بمبدأ من له حيلة فليحتال ومن باب الحرية الشخصية لا بأس ان تفعل الا أن موضوعها والمواضيع المشابهة لا ينبغي ان تُحمل اكثر من ما تحتمل فتحوم حولها الظنون وبين سطورها يختلط الحابل بالنابل ليشار بجهالة الى تقصير مجتمعي او قوانين ليست موجودة الا في اذهان المرضى والمفلسين من المحللين ذوي الاجندات المعلومة سلفا فالإسلام كرم الانسان ومن يعيش بالمملكة يدرك حجم رعاية المرأة والعناية باحتياجاتها حتى باتت تفعل ما يفعل الرجل بالضبط في تنقلاتها واجراءاتها وكافة شؤون حياتها.
لا يجوز ان تتحمل حكومة أو مجتمع بعينه تصرفات فرد ولا يمكن تصور كافة افراد المجتمع بعقلية واحدة ومزاج واحد ورؤى متطابقة فهناك من يعشق العيش بين ربوع الغرب حد الاستماتة وله ان يفعل ما شاء وهناك من لا يستسيغ العيش بين افراد اسرته الصغيرة لأسباب مختلفة لا مجال لحصرها ولو لم تكن رهف سعودية لما احتفت وزيرة الخارجية الكندية علنا بعد ان ظل احتفاؤها بنظيرات رهف سرا ولما تناولت قصتها الفردية قنوات مفلسة ولهذا لا نملك سوى الدعاء الصادق لأسرة رهف صغيرهم وكبيرهم فحتما ستعود ابنتنا رهف نادمة بعد ان تتبخر نشوة الاحلام والأوهام كما فعل غيرها.