الدولية

توقف صحيفة المستقبل اللبنانية عن الصدور

بيروت ــ وكالات

اعتبر مراقبون إعلان صحيفة المستقبل اللبنانية توقف نسختها الورقية والتحول إلى إصدار إلكتروني بدءا من الأول من فبراير المقبل، خسارة كبيرة للأصوات المناهضة للمشروع الإيراني في البلاد. ودعا إعلاميون إلى دعم الصحيفة كونها تمثل درعاً واقياً وصوتاً واعياً ضد اختطاف مليشيا حزب الله المدعومة من طهران ديمقراطية البلاد.

وأشاروا إلى أن الخطوة التي أعلنتها إدارة الصحيفة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها تمثل نتيجة طبيعية للتضييق الذي تمارسه مليشيا حزب الله الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، التي لطالما راهنت على استغلال وسائل الإعلام كأداة لنشر بروباجندا واسعة ترسخ لأيديولوجيتها الماضوية.

يشار الى ان العاصمة اللبنانية بيروت تضم نحو عشرين قناة تلفزيونية تابعة لإيران، كلها موجودة في نطاق جغرافي معين بالقرب من قناة الميادين في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعضها متخصص بالشأن اللبناني، وآخر في السوري، إلى جانب قناة مخصصة لزعزعة استقرار البحرين تدعى “اللؤلؤة”، وأخرى لدعم مليشيا الحوثي باليمن “المسيرة”، وأخرى لمهاجمة المملكة، وأكثر من قناة تتوجه إلى العراق من بينها قناة “الاتجاه”، وقنوات أخرى مخصصة لفلسطين كـ”فلسطين اليوم” وغيرها. وكل هذه الأبواق الدعائية الإيرانية توجد في لبنان جنباً إلى عدد هائل من المواقع الإلكترونية والصحف التي تعمل ضمن خطة عمل واضحة لأجل خدمة مشروع طهران التوسعي في دول المنطقة.

وتعمل الآلة الإعلامية الضخمة على الترويج لانتصارات إيران الزائفة في المنطقة، لتتصدى لها بالمقابل صحيفة “المستقبل” اللبنانية وغيرها من منابر الاستنارة التي ظلت تواجه تضييق حزب الله الذي ضاق ذرعاً بالضربات التوعوية التي ظل يتلقاها منها.

وواكبت “المستقبل” تغطية الاحتجاجات الإيرانية في الشارع، ونقلت للقارئ اللبناني معاناة الناس في طهران من ممارسات نظام ولاية الفقيه. كما شكلت صحيفة “المستقبل” المملوكة لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، وسيلة فعالة لإظهار سياسة التمدد الإيرانية في المنطقة، وعكست خطره عليها.

وحسب مراقبين، يرتكز التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية على ثلاثة عوامل أساسية؛ أولها دعم مجموعات خارجة على القانون موالية لطهران مالياً وسياسياً، وثانيها تمويل الجماعات المتطرفة من كل الفئات والمشارب لأجل تزكية منطق الصراع المذهبي وتوتير الأوضاع الأمنية في الدول العربية، وثالثها الارتكاز على الدخول الإعلامي أو الاجتياح الإعلامي للدول العربية من خلال دعم وسائل إعلام عديدة تنطق باسم طهران، ضمن وظيفة بروباجندية واسعة، لا مهمة لها سوى تسويق انتصارات وهمية للنظام الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *