الدولية

313 خرقا حوثيا لاتفاق السويد .. وتصاعد القلق الأممي جراء جرائم الانقلاب

جدة ــ وكالات
اختطفت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران 5 ضباط سابقين من القوات الجوية اليمنية من منازلهم في العاصمة صنعاء، واقتادتهم إلى جهات مجهولة، حسبما أفادت وسائل اعلام .

ونقل موقع “اسكاي نيوز” عن مصادر مطلعة أن 5 ضباط من القوات الجوية أحدهم برتبة عميد يدعى محمد المطري، اختطفوا من منازلهم في صنعاء، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة دون معرفة الأسباب”.

وأضاف المصدر أن “الضباط كانوا يعملون في القوات الجوية اليمنية حتى انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة في عام 2014، ليغادروا إلى منازلهم ويرفضوا الانصياع لتوجيهات الميليشيات والعودة للعمل لصالحها رغم المغريات والتهديدات المستمرة”.

ولفت ذات المصدر إلى أن “الميليشيات الحوثية تعتقد أن لدى بعض الضباط الذين تم اختطافهم معلومات عن مخازن سرية تتبع القوات الجوية لم تكتشفها الميليشيات حتى اليوم، قد يضم أحدها صواريخ مخصصة لإسقاط الطائرات المقاتلة، كان اليمن قد اشتراها من روسيا في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح”.

في غضون ذلك كشف معهد أبحاث أمريكي عن رصده نحو ٣١٣ خرقا لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران لوقف إطلاق النار في الحديدة، الذي تم التوصل إليه مع الحكومة الشرعية اليمنية خلال اتفاق السويد في ١٣ديسمبر الماضي.

وأشار التقرير الذي نشرت نتائجه امس “الجمعة” إلى أنه في الوقت الذي مازالت فيه الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية يحاولان ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، فإن الحوثيين استغلوا وقف إطلاق النار الأخير، لتعزيز تحصيناتهم الدفاعية في مدينة الحديدة، خلافا لم تم الاتفاق عليه في السويد.

ولفت التقرير الى أن طائرات الاستطلاع والمراقبة في الأجواء اليمنية، رصدت نحو 313 هجوما حوثيا بين 18 ديسمبر حتى 2 يناير وهو ما أسفر عن مقتل 25 شخصا وجرح 197 من القوات الحكومية، وقد حصلت الأمم المتحدة على تلك البيانات قبيل جلسة مجلس الأمن بشـأن اليمن.

وأوضح التقرير أن القوات الحكومية تحيط بالأطراف الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة الحديدة، على بعد 4 كلم فقط من الميناء وعلى طول الطريق المباشر إلى صنعاء، في حين تحتفظ قوات الحوثي بغالبية المناطق الحضرية والميناء، حيث تقيم أعداداً كبيرة من الخنادق والحواجز وحقول الألغام داخل المدينة.

ودعا التقرير الذي أعده معهد ليفر المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، للباحث العسكري الميداني مايكل نايتس، الذي زار جبهات القتال في الحديدة مرتين خلال العام الماضي، البيت الأبيض، إلى الاستعداد لدعم تحالف دعم الشرعية، والقوات الحكومية اليمنية، لاستعادة جميع الموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر، في حال استمرار الخروقات الحوثية لاتفاقية السلام.

وقال التقرير أن الحوثيين خالفوا “اتفاق السويد” ولم يفوا بمواعيد الانسحاب النهائية التي حددتها الأمم المتحدة، وأن الحكومة وحلفاءها لم يلجأوا إلى الرد.

ونبه إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ما زالت تحقق في الانتهاكات الحوثية، فإن الوقت ينفد، مشددة على ضرورة تدخل واشنطن لإنقاذ اتفاقية وقف إطلاق النار الهش في الحديدة.

وأوضح أن واشنطن يجب أن تدفع الأمم المتحدة إلى بعث رسالة قوية إلى الحوثيين، مفادها أن الوقت قصير، وأن المجتمع الدولي سيعتبرهم المتخلّفين عن حفظ السلام إذا انهار الاتفاق، وفي تلك الأثناء يجب أن يحاط الكونجرس بما يجري من مستجدات، تمهيدا لتدخل واشنطن بشكل قوي وحاسم لدعم تحرير كامل موانئ البحر الأحمر اليمنية بقوة السلاح.

ونبه التقرير إلى أن الحوثيين مارسوا تكتيك تخفيض هجماتهم في المناطق الحضرية لعدم جذب الأنظار إليهم، في حين مارسوا نشاطهم في المناطق الريفية، فقد تم رصد 59 حالة انتهاك حوثي في مدينة الحديدة مقابل 254 هجوماً في المناطق الريفية جنوب المدينة.

واستهدفت المليشيا طريق الإمداد الرئيسي للحكومة بالقرب من التحيتا بـ(62 هجوماً) والدريهمي بـ(45 هجوماً)، بالإضافة إلى 80 هجوماً على خطوط التحالف بالقرب من حيس.
وبينما انخفضت الانتهاكات الحوثية في المناطق الحضرية من 30 في اليوم إلى 3 بحلول ٢ يناير ، إلّا أنّ الانتهاكات في المناطق الريفية ارتفعت من 8 في اليوم إلى 24 انتهاكاً.

وأضاف التقرير أن القوات اليمنية وقوات التحالف أفادت أنها تعرضت لقذائف الهاون (عادة ما تكون قذائف هاون ثقيلة من عيار 120 ملم) 95 مرّة اعتباراً من 2 يناير ، فضلاً عن 21 هجوما بصواريخ “كاتيوشا” و4 هجمات بمدافع الـ”هاوتزر”.

ووفقاً لبعض التقارير، فقد تم إطلاق قذيفتين من المدفعية الثقيلة “بدر-1” على مقر للتحالف في 21 ديسمبر، كما تشير بعض التقارير العسكرية الغربية إلى أن الحوثيين شنوا أيضاً 55 هجوماً ببنادق رشاشة ثقيلة عيار 14.5 ملم و12.7 ملم، و12 بقذائف صاروخية، و8 بمدافع مضادة للطائرات عيار 23 ملم، و4 ببنادق عديمة الارتداد من طراز “بي-10″، و76 بأسلحة قناصة ونيران أخرى.

وأشار التقرير إلى أنه بهذا المعدل فإن الحوثيين انتهكوا اتفاق وقف إطلاق النار بمعدّل 19.5 هجوم في اليوم اعتباراً من 2 يناير.

وفي المقابل، لم يقم التحالف بإطلاق أي قذيفة مدفعية أو هاون أو غارات جوية في الحديدة بعد ١٨ ديسمبر.

كشفت التقرير عن أن الأمم المتحدة الآن لديها كل الأدلّة على أن الحوثيين ينتهكون بشكلٍ صارخ قرار الأمم المتحدة رقم 2451 و”اتفاق السويد” واتفاقها الخاص بالحديدة، محذرة من أن هذا ليس حالة يتم فيها منح اتفاق وقف إطلاق النار وقتاً للعمل.

وفى سياق متصل أعرب مارتن جريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن، عن قلقه من تصاعد العنف الذي جرى في اليمن.

وجاءت تصريحات المبعوث الأممي في أعقاب الهجوم الإرهابي الحوثي الذي استهدف، قاعدة العند العسكرية في محافظة لحد، بطائرات بدون طيار إيرانية الصنع.

وفي وقت سابق أكد مجلس الوزراء اليمني أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام محك واختبار حقيقي لجديتهم وقدرتهم على وقف هذا الصلف والتعنت الحوثي ومن يقفون وراءه، وذلك باتخاذ أفعال جادة وليس إدانات كلامية أو تلميحات تهدئة.

وقال المجلس، في بيان صحفي، إن تساهل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي مع المليشيا الانقلابية وعدم الجدية والحزم في تنفيذ قراراتها الملزمة شجعها على التمادي في نهجها العدواني والوحشي وتهديدها للأمن الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *