المملكة العربية السعودية، والذي أراد البعض أن يتجاوز حدود وأدبيات الحوار مع كياناتها، وينعتها بما يجول في خواطرهم وفق مزاجية بغيضة، من الحقد والكراهية، حتى وصل البعض منهم لدرجة الامتعاض، لكل إنجازاتها التاريخية، محاولا التغريد بأبواق نَتِنَة، ونعتنا بأوصاف لا يمكن أن تنسجم مع ما تختزنه ذاكرتنا الأخلاقية، والأطر الدينية والثقافية التي تحتلها بلادنا، وإرثها الحضاري الذي نحمله على أعناقنا، ودونه نرخص أرواحنا فداءً لترابنا الطاهر، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، كفيلة أن تنطق ألسنة من عاش على أرضها بكلمة الصدق، دفاعا عن الأسس والمبادئ، التي لاشك أنها سر التَّفوق والأخلاق الفاضلة، التي تتمتع بها قياداتنا ملوكاً وأمراء، لفترات زمنية متتالية، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
والتزم بها أبناؤه بعده، في مسيرتهم التنموية برؤية واضحة، كرسائل لقادة العالم وشعوبه، تُفند سبل الحياة بثوابت السياسة، فهذا المُكون التاريخي كان ولايزال يستقرئ معطيات الزمان والمكان، وكذلك الأرض والإنسان، وحميمية التجاذب الإيجابي، والتفاعل الأنثروبولوجي، بنكهة الأصالة التي عُرفت بها بلاد الحرمين الشريفين، بأبعاد إنسانية ومجتمعية تمثل القيم والعادات والتقاليد، وهذا ما يُلِمْ به قادة ورموز العمل السياسي، على مستوى قارات العالم قاطبة، وما نتج عنه من علاقات عربية وإسلامية ودولية، فتح الكثير منهم نوافد التواصل بالثقة والمعرفة المتبادلة، بكل الخصائص التاريخية والحضارية، في حراك مجتمعي عبروا عنه في مجالات الواقع المعايش، يفخر به المواطن البسيط، من قبل التكنوقراط لفئة الشباب أصحاب المبادرات الأكثر أهمية.
زيادة على جعل هذه المؤشرات، مشاريع علمية وانتاجية، لبعض قادة العمل المؤسسي، في جامعاتنا السعودية بإشراف مباشر من المعنيين في تلك الجامعات، بجودة معايير محلية وإقليمية وعالمية، دون تحديد أسماء هذا الجامعات، حتى لا نتهم بالثناء، على جامعة بعينها دون أخرى، بينما اللافت ونحن أولاد ديرة، أن هناك تفاوتا واضحا في مستوى الأداء، وهذا التفاوت يُعد سنة من سنن الحياة، فالجامعة تمثل اليوم نقاط تحول في تاريخ الوطن ومستقبله، لهذا تطالعنا الأخبار بين فينة وأخرى، بأن أحد هذه الجامعات، حققت براءة اختراع، في احدى التخصصات العلمية، من قبل أحد طلابها أو طالباتها، وتم تكريمه على ذلك الإنجاز العلمي الذي حققه، وأصبح حديث المجتمع، وعلى الأخص المجتمع الطلابي، داخل حدود الجامعة التي ينتمي إليها ذلك الطالب أو الطالبة، فمن هنا تأتي أهمية المناشط الجامعية، على مستوى الكليات ومن ثم على مستوى الجامعة الأم، وكم تمنيت من المؤسسات الوقفية، أن تبادر برعاية هذه المشاريع الجامعية العلمية، التي تسعى لتوطين المنتج المحلي، فالحماية الفكرية للمخترع، جزء لا يستهان بأهميته، وتعزير لدوره في تعزيز الانتماء من قبل الطلاب والطالبات، ومحفز لهم لمزيد من الإنتاجية،
بأيدي سعودية قادرة على العطاء، فهذا التوجه الوطني، مثار تساؤلات عديدة يقظة، فما هي علاقة الجامعات، بعنوان المقالة ” ترسيخ مفاهيم التعايش والحوار” فثقافة الحوار عندما تنطلق من قبل الطلاب والطالبات، تكون نتائجها محققة لأهداف أمنية أكثر أهمية.