ملامح صبح

(كلك عورات وللناس ألسن)

حنان العوفي

الإنسان المنطقي يواجه تحديات عظيمة في هذا الزمن ، هو يُحكِّم عقله وأغلب الناس حوله تُسيّرهم أهواؤهم،ظهرت عندنا في السنوات الأخيرة وعلى صعيد واسع مفردة” طقطقة”وانتشارها لم يأتِ بمعناها كما هو في القاموس إنما تعني أن تسخر من آخر كي تُضحِك آخرين ، وكما انتشرت هذه المفردة تزامن معها في الانتشار مفردة ” نفسية ” وهذه الكلمة تعني عند مجتمع “المطقطقين” إنك لا تقبل سخريتهم منك ، يضحكون على وتر حساس لديك وأنت تقبل ذلك دون أدنى تعبير،أو ردة فعل طبيعية ،

ممكن يسخرون من بدانتك أو نحافتك ، أو من عاهة مستديمة أو وضع اجتماعي أو أسري تعاني منه ، وإذا رفضت ذلك بأي شكل من الأشكال تكون في نظرهم ” نفسية ” كان هذا الأمر متداولا في المسرحيات التجارية التي نرى فيها بطل المسرحية يُضحك الجمهور بالسخرية المستمرة من ممثل ” كومبارس” أتى به كي يغطي على الفلس الفكري الذي يعاني منه ، وللأسف أصبحنا في حياتنا نواجه مثل ذلك المفلس الناقص الذي يُداري نقصه بالرقص على أوجاع الآخرين ، جميل أن تزرع ابتسامة في قلوب الناس بطُرْفَة لا تمس فيها الأشكال أو الأعراض أو القبائل ، ولا حتى أخطاء الآخرين ،

إذ نشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي كثير من روادها يسخرون بمقاطع تنتشر لأخطاء المشاهير وتهزأ بأخلاقهم ، لنا ما يقارب الشهر ونحن نسمع سخريتهم بالعري الجسدي للممثلات وللأسف لو كانت غيرة على الدين والأخلاق لكان الأمر مختلفا عما هو عليه ، إنما ما نشاهد هي رغبة في التوسع والانتشار أو الاستظراف وهو يعكس العري الأخلاقي لأنهم يُسهمون في انتشار المقاطع التي يدِّعون أن أصحابها أساء وا للدين فيها بينما شاركوهم هذه الإساءة ، يقول المثل الشعبي:

” لا تعايب إلا بصايم ومصلي”ويقول الإمام الشافعي – رحمه الله – :
“لسانك لا تذكر به عورة امرىء
فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايبًا
فدعها وقل يا عين للناس أعين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *