ملامح صبح

كيف يفكر هؤلاء؟!

حنان العوفي

ما زلت أجهل إلى الآن كيفية التعامل مع مُدَّعي المعرفة ، أولئك الذين يحشرون أنوفهم في كل المواضيع ، لهم صولة وجولة في كل علم ، يعرفون كل شيء ويطرحون آراءهم في كل أمر،حقيقةً هم لا يقضّون مضجعي،ولا تهمني إطلاقا صورتهم في أعين الناس ، كل ما في الأمر أنني أنزعج كثيرا من التخاطب معهم ، وذلك ليس لأنني أكثر حكمة وتعقلا منهم ، فربما أكون في نظرهم مثلما ما هم في نظري ، وفي الأخير الحقائق تُعرِّي،قلت ذات مرة لواحدة أعطت الآخرين معلومة خاطئة في النحو وهذا لا يعني أنني مُلمة به كونه تخصصي لكن المعلومة كانت متداولة كثيرا عند المتخصصين

قلت لها:”من قال لا أعلم فقد أفتى ” وشرحت لها الموضوع لكنها للأسف اتِّهمتني بالجهل واستمرت تشرح المعلومة بشكل خاطئ وهي على يقين أنها على صواب وأنا على خطأ ، والموضوع لم يتوقف عند هذا الحد ، بل رمقتني بنظرة مفادها ” الله يخلف على من علمك ” هي تراني جاهلة في معلومة أنا درستها وأنا أراها بعين الاستغراب إذ تصر على الباطل وتظهره بمظهر الحق والنتيجة أنها نقلت للناس معلومة يتداولونها وهي لا أساس لها من الصحة ،

وكنت أعتقد لوقت قريب أن هؤلاء الناس قد انقرضوا خاصة وأن هذه القصة قديمة ، إلى أن واجهتني أخرى أشد جهلا من الأولى فهي لا تمانع من وصف علاج لمريض قلب بل أظن لو طلب منها أن تشارك في عملية جراحية لا تمانع وتترأسه بحجة أنها الأجدر بهذه المكانة ، والسؤال كيف يفكر هؤلاء ؟! والأهم كيف يمكنني التعامل معهم عندما يوجهون لي الحديث الذي أشك في مصداقيته غالبًا؟ أحيانا نبدو لهم كما يبدون لنا ، يقول عبادي الزهراني:

” وكان السؤال اللي معذبني
ماني حطب ليه الحبايب فاس؟!”
ربما ينظرون لنا نفس النظرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *