كلما تجددت ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله ، كلما رأينا صورا ناطقة ومواقف رائعة تجسد عمق المحبة والوفاء وصدق المودة والولاء من الشعب السعودي النبيل للقائد العظيم .. تمثل أجمل معاني الترابط الوثيق في هذا الوطن العريق المبني على الثقة المتبادلة بين القمة والقاعدة في هذه الدولة الفتية التي تنعم بالأمن والأمان والنماء والرخاء والاستقرار والتقدم والأزهار. بفضل الله ثم بفضل الجهود الكبيرة من القيادة الرشيدة.
فهذه الذكرى العزيزة تجعلنا نستلهم منجزات قائد هذا الكيان الكبير سلمان الحزم والعزم الذي حرص على بناء دولة عصرية قوية ، حفلت بصناعة الفكر أولا ، واهتمت ببناء الإنسان السعودي .. باعتباره الركن الأساسي في عملية التنمية الوطنية ، والتي تقوم على أسس ثابتة وقواعد صلبة من خلال تمسكها بثوابتها الراسخة وانطلاقتها الطموحة نحو آفاق التقدم واستشراف المستقبل المشرق في جميع الجوانب ومختلف المجالات .
ولإدراك القائد الحكيم بأن أهم الخطوات الناجحة لعملية البناء السليم هي وأد الفساد فقد وضع منهجا واضحا لمحاربة هذا الداء ، وسعى لاجتثاث كل ما يعيق خطوات الوطن الحثيثة نحو الرقي ، ورسم خريطة جديدة لنقلات اقتصادية نوعية وفق رؤية سعودية عالية المستوى ، ذات أهداف كبيرة ، جسدت الطموحات الكبيرة لمواكبة ما يعيشه العالم المتقدم من تنمية حضارية ، وتحركت بأطرها لتشكيل حالة الاطمئنان مع التقلبات الاقتصادية والإقليمية في ظل ما يواجه العالم من تحديات.
والمتابعون يرون القفزات الكبيرة والنقلات النوعية والمنجزات الكبرى على أرض المملكة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وعلى مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية ، وفق رؤى حديثة وركائز أساسية قوية .
وقد كان لجهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – الأثر الكبير في دعم عجلة التنمية الوطنية وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال إقامة المشروعات العملاقة والاستثمارات المستدامة والعطاءات السخية من أجل مستقبل بهي يخدم الإنسان ويطور المكان . فتحولت المملكة إلى دولة محورية على النطاق الدولي وصمام أمان للاقتصاد العالمي والذي مكّنها من استقطاب الاستثمارات العالمية في ظل سياساتها الواثقة وتوظيفها الجيد لمواردها الطبيعية وقواها البشرية.
ولا شك أن هذا الدور القيادي الرائد والإنجازات الهائلة يؤكد حرص الملك سلمان بن عبد العزيز وفقه الله على أن المملكة ماضية في توجيه دول المنطقة نحو الأمن والسلام والاستقرار ، وسيسجل التاريخ مواقف المملكة الناصعة بأحرف من نور.