الدولية

طهران تتربص شرًا بالبلقان .. دليل جديد على إرهاب الملالي فى أوروبا

محمد عمر – القاهرة -طهران ــ وكالات
كشف تقرير أميركي عن جهود إيرانية خفية، لتوسيع نفوذها في منطقة البلقان؛ بهدف تحويلها إلى شوكة “إرهابية” في خاصرة أوروبا، التي شهدت زيادة في أنشطة طهران، وتلك التي يقوم بها “حزب الله” لزعزعة أمن القارة. ونقل موقع “غلوب بوست” الأميركي، عن مصادر، وصفها بالاستخباراتية، قولها: إن “الإيرانيين طوروا شبكة تمر عبر البلقان، وحولوا دولًا مثل بلغاريا إلى قواعد لوجستية”. وفي حين جرى الكشف عن العديد من الخطط الإيرانية والأنشطة السرية في فرنسا وألمانيا والنمسا والدول الإسكندنافية، فإن الوجود الإيراني في البلقان يبقى خارج التركيز قليلا.

وذكر التقرير، أن منطقة البلقان باتت محل اهتمام كبير لإيران، التي تعتبرها منصة لوجستية هادئة في منطقة تمثل بداية جسر مهم إلى أوروبا، بعيدا عن أعين وكالات الاستخبارات، مع تراخي الأمن في هذه البلدان، وضعف المؤسسات وتفشي الفساد.
وقال التقرير: “في هذه البيئة تنفذ إيران أنشطتها عبر موظفي السفارة وعملاء حزب الله النشطين”.
وأبرز مثال على هذه الفجوة الأمنية في البلقان، الهجوم الذي وقع عام 2012 في بورغاس ببلغاريا، عندما نفذ أحد عملاء حزب الله هجومًا انتحاريا على حافلة، كانت تقل سياحا إسرائيليين، مما أسفر عن مقتل 5 منهم، وسائق الحافلة البلغاري، وأصيب 32 آخر من المصطافين الإسرائيليين.
ويستخدم عملاء حزب الله وثائق إيرانية، أو يسافرون باستخدام جوازات سفر غربية إلى المنطقة وخارجها، وهو ما حدث في تفجير الحافلة، حيث كان الجناة يحملون وثائق هوية أسترالية وكندية.
ويمكن لبلد مثل بلغاريا، أن يوضح التحول الذي طرأ على أنشطة حزب الله، فقبل 5 سنوات كان عملاء الميليشيا الإيرانية يتصرفون بهدوء لتجنب التدقيق الأمني، ولم يستهدفوا بلغاريا مباشرة، لكن هجوم الحافلة عام 2012 مثل نقطة تحول.
واعتبر التقرير أن الاعتداءات الإيرانية ليست جديدة في البلقان، فهجوم عام 2011 على السفارة الأميركية في البوسنة الذي نفذه الصربي ميفليد غاسارفيتش، بمساعدة من شركائه الذين كانوا يتجمعون فيما عرف بـ”قرية الجهاديين” البوسنية في غورانيا موكا، أظهر نطاق ومدى وصول الشبكات الإيرانية على الأرض، وكذلك روابطهم بمختلف المجموعات المتشددة في البوسنة.
وأظهرت المؤامرة لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس الصيف الماضي، والاعتقالات الأخيرة في السويد المتعلقة بهجوم، تم إحباطه في الدنمارك، مدى تعقيد العمليات الإيرانية ونطاقها، كما تظهر دور النشطاء الإيرانيين تحت غطاء دبلوماسي متمركز في عواصم أوروبية مختلفة.
وتشير هذه الحوادث إلى أن الإيرانيين؛ إما يقومون بتوسيع شبكتهم، أو أنهم ببساطة نشطوا شبكة قائمة بالفعل مرتبطة بالبلقان، في صورة خدمات لوجستية لهذه العمليات.
وتؤكد مصادر استخباراتية للموقع الأميركي وجود شبكات تابعة لحزب الله في 3 على الأقل من أكبر المدن البلغارية وأكثرها اكتظاظا بالسكان، لا سيما في العاصمة صوفيا، وبلوفديف، وفارنا على البحر الأسود.
ووفقا لمصادر بين الجالية اللبنانية في بلغاريا، فإن نشطاء حزب الله هم الأكثر تحركا في العاصمة، وفي فارنا، بينما يعبر بعضهم الحدود مع صربيا بشكل روتيني كسائحين أو تحت غطاء رسمي.
وفي صربيا، يجمع عملاء إيران وحزب الله معلومات تتعلق بالبنية التحتية والمباني الإدارية، وأي شيء آخر ذي صلة بالمجتمع اليهودي، ومصالح الأعمال الإسرائيلية في البلقان.
ووفقا لمصادر من مجتمع الاستخبارات البلغاري، فإن الاستخبارات الإيرانية تدير أصولا في مقدونيا وكوسوفو، رغم أن إيران لم تعترف رسميا بكوسوفو كدولة مستقلة.
وفي صوفيا، على سبيل المثال، يملك حزب الله مكانين محددين على الأقل للاجتماعات، حيث تتم مناقشة مواضيع تتراوح من التخطيط للأنشطة المختلفة إلى تعزيز الاتصالات مع القوى السياسية المحلية، وفقا للبناني مقيم في بلغاريا، كان قد شارك سابقا في أنشطة الحزب التنظيمية.
ويدفع جميع رجال الأعمال البارزين الذين يدعمون حزب الله ضرائب شهرية، لتطوير وتعزيز شبكة المصالح المرتبطة بالميليشيا الإرهابية.
وقال المصدر الاستخباراتي للموقع: “الجهد الشبحي المتواصل الذي تقوم به إيران يستفيد من عدم وجود عبء تاريخي في علاقتها مع المجتمعات المحلية، على عكس النفوذين الروسي والتركي المتنافسين بوضوح في المنطقة”.
إلى ذلك، أقر الحرس الثوري الإيراني باجراء تجربة صاروخية “مؤخرا”، وفق ما أفادت وكالة “فارس” بعد أكثر من أسبوع على تنديد واشنطن وباريس ولندن بالعملية.
وأعلن قائد ما يسمى بالقوة الجيوفضائية التابعة للحرس الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، “إجراء اختبار لصاروخ بالستي مؤخرا”، وأضاف: “نحن نقوم باختبار صواريخنا والعملية الأخيرة.
وقالت الخارجية الأميركية، في بيان، مطلع ديسمبر الجاري: إن إيران اختبرت صاروخا باليستيا متوسط المدى يستطيع حمل رؤوسا نووية، فضلا عن بلوغ أجزاء من أوروبا ومواقع أخرى في الشرق الأوسط.
وتنتهك التجربة قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يمنع إيران من القيام بأي أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل الأسلحة النووية.
ودانت الخارجية الأميركية التجربة الإيرانية، حيث حذر الوزير مايك بومبيو من أنه في حال عدم ردع إيران، فإن ذلك سوف يسبب المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفى سياق متصل، قالت الباحثة فى الشان الإعلامى رانيا البليدى لـ”البلاد “: إن إيران اتخذت من الثورة التكنولوجية التى اجتاحت العالم مؤخرا، منصات تحاول من خلالها الترويج للأخبار المزيفة، والتي من شأنها تضليل الرأي العام وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية بأسرها.
معتبرة أن هذه الوسائل الحديثة، أصبحت من أهم الأداوات التي تستخدم من قبل هذه الدول؛ لنشر أفكارها المسمومة وتنفيذ أجنداتها الخارجية، ليس ذلك فحسب، بل قام نظام الملالى باستخدام هذه الوسائل تحديدا في تجنيد الشباب والعبث بأفكارهم ومعتقداتهم من خلال مواقع التواصل المختلفة؛ سواء أكانت( فيسبوك ، توتير ، يوتيوب ، واتس آب ، أو الإنستجرام). و مع ظهور مايسمى مؤخرا “بالإرهاب الإلكترونى”، حاولت إيران وبشكل مستمر استغلال هذا النوع الجديد من الإرهاب؛ كعامل ضغط ليس فقط على الشباب ولكن أيضا على صناع القرار فى الدول المستهدفة، بغرض بث الفوضى والتأثير على مجريات الأحداث.
مشيرة إلى أن الدور الذي تلعبه تلك الميليشيات المسلحة، والأذرع الإرهابية الغادرة التي يحركها نظام الملالي في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
واعتبرت الباحثة الإعلامية أن أبرز الأذرع الإرهابية الإيرانية: حزب الله اللبناني، عصائب أهل الحق، “الحشد الشعبي” في العراق، ميليشيا الحوثي الإيرانية،هذا بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية في سوريا؛ حيث يوجد أكثر من 50 ميليشيا إيرانية مسلحة في سوريا تحمل مسميات طائفية مختلفة.
ونوهت أن تلك الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها النظام الإيراني، ومنذ زمن بعيد بدءا من الاضطهاد والممارسات غير الإنسانية ضد الأقليات، مرورا بقمع الحريات وسلب الحقوق المشروعة للمواطنين الإيرانيين، وانتهاء بمحاولات نظام ولي الفقيه إستغلال الاذرع الإيرانية السالفة الذكر في زرع الفتنة وإثارة القلاقل في المنطقة.
ومن هنا تسعى إيران إلى تنفيذ هدفها الأبعد، وهو نشر الطائفية وخطاب الكراهية في الخارج، وصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقوقية التي تمارسها في الداخل، هذا بالإضافة إلى الانتهاكات غير المشروعة ضد الأقليات العرقية، والتي تمثل السواد الأكبر من سكان البلاد، خاصة عرب الأحواز ، ومن هنا يتضح حجم الاضطهاد والظلم والإرهاب الذي يتعرض له الأحوازيون بشكل خاص، بدءا من مصادرة حقوقهم المدنية والمحاولات المستميتة لطمس هويتهم العربية، وانتهاء بمعاقبة النشطاء منهم بالاعتقال والسجن والتعذيب والموت.
ووصفت ” البليدى “، أنه منذ احتلال إيران لإقليم الأحواز في الربع الأول من القرن العشرين، تحديدا في العشرين من إبريل عام 1925، يحاول نظام الملالى وعلى مدى أكثر من تسعين عاما تقريبا، طمس الهوية العربية الأصيلة للأحواز؛ ليصل الضطهاد ذروته مع وصول الخميني إلي الحكم عام 1979 خلال هذه الفترة، مارس النظام الإيراني كل أشكال القمع كحرمان عرب الأحواز من الدراسة باللغة العربية ،وهي اللغة الأم. يضاف إلى ذلك تغيير أسماء المدن إلى الفارسية وحظر الثقافة والموروثات العربية بكل أشكالها.
إنطلاقا من ذلك، تسعى إيران إلى صرف انتباه العالم عن هذا الوضع المزري لحقوق الإنسان، وذلك من خلال اختلاق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة والعمل على نشر خطاب الكراهية والطائفية، ومن هنا كان لجوء إيران إلى منصات التواصل الإجتماعي المشبوهة لافتعال أزمات على الأرض، وخلق بيئة خصبة لتغذية الصراع والتوتر في المنطقة.
وأشارت ” البليدى ” إلى أن هذه المنصات الإيرانية المشبوهة استخدمت 16 لغة مختلفة لنشر أخبار مزيفة وأكاذيب مضللة ، يضاف إلى ذلك تلك الدعاية الإيرانية التي كانت تروج لها هذه المواقع وعلى نطاق واسع في 15 دولة ، وفي نفس السياق، تم الكشف عن مواقع إيرانية كثيرة باللغة العربية تركز على منطقة الشرق الأوسط تحديدا ، ومن هنا يتضح الدور المشبوه الذي تقوم به إيران للترويج لأجنداتها الخارجية، فالعديد من الحسابات التي تم الكشف عنها كانت ولاتزال جزءا لايتجزأ من مشروع ترعاه طهران لتضليل الرأي العام الخارجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *