المحليات

ولي العهد يدشن اليوم مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)

جدة – البلاد
تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك SPARK)، الواقعة بين حاضرتي الدمام والأحساء في المنطقة الشرقية، والتي يشرفها بالحضور والتدشين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم الإثنين ، لتسهم هذه المدينة في توطين أكثر من 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة، وإيجاد قاعدة صناعية تساعد على الابتكار والتطوير والمنافسة العالمية ، وتعزز مكتسبات برنامج التحول لتنويع مصادر الدخل الوطني ، ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 .

تقع مدينة الملك سلمان للطاقة بالقرب من مدينة بقيق، وعلى مقربة من خط السكة الحديد، الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي، وتستهدف توفير سلسلة الإمداد لخمسة قطاعات، هي: الإنتاج، والتكرير، والبتروكيماويات، والكهرباء، والمياه، حيث يقدر الإنفاق السنوي لدول مجلس التعاون على هذه القطاعات بأكثر من 100 مليار دولار، ما يعادل 375 ، مليار ريال. كما تخلق المدينة المتخصصة الجديدة 100 ألف فرصة عمل للشباب في المملكة ، وستضيف عوائد للاقتصاد المحلي تقدر بنحو 6 مليارات دولار (22.5 مليار ريال) عند اكتمال جميع مراحلها ، حيث سيتم تطوير المدينة على ثلاث مراحل، بمساحة إجمالية تبلغ 50 كيلو مترًا مربعًا، تغطي المرحلة الأولى منها مساحة قدرها 12 كيلومترًا. ويضم المشروع خمس مناطق محورية هي: المنطقة الصناعية، الميناء الجاف، منطقة الأعمال، منطقة التدريب، المنطقة السكنية والتجارية.
وحول ذلك، أكد مسؤول تطوير الأعمال أحمد الغامدي، أن مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، ستسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز استراتيجي، يوفر بيئة مشجعة للاستثمار في قطاع خدمات الطاقة، على الصعيدين المحلي والدولي؛ حيث أصبحت فكرة إنشاء قطاع وطني جديد يهتم بالصناعات المرتبطة بالطاقة، جاهزة للتطبيق على أرض الواقع، أكثر من أي وقت مضى.
وتستهدف المدينة عدة مجالات إنتاجية حيوية، وهي: التنقيب، والإنتاج، والتكرير، والبتروكيماويات، والطاقة الكهربائية التقليدية، وإنتاج ومعالجة المياه، لتعزز بذلك دور أرامكو السعودية كأكثر مزودي الطاقة موثوقية في العالم، وكمطور لأكبر المشروعات الضخمة والرائدة في العالم.
وتضم الأنشطة التصنيعية والخدمية بالمدينة: خدمات حفر الآبار، وأجهزة الحفر، ومعدات معالجة السوائل، وخدمات التنقيب والإنتاج، والأنابيب، والمعدات الكهربائية، والأوعية والخزانات، والصمامات والمضخات. وبذلك تسهم «سبارك» بشكل كبير في تحقيق «رؤية المملكة 2030» التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، وتقليل اعتماده على النفط، وخلق قطاع خاص مزدهر.
ومن المتوقع، أن تحقق «سبارك»، عند تطويرها بالكامل بحلول عام 2035، فوائد اقتصادية مستدامة لصالح المملكة، ويشمل ذلك: دعم وزيادة أمن إمدادات الطاقة وتوفيرها بأسعار تنافسية، وخفض تكاليف المنتجات والخدمات التشغيلية المساندة والمرتبطة بقطاع الطاقة، وسرعة استجابة الصناعات والخدمات المحلية، المساندة لاحتياجات الشركة التشغيلية والتطويرية الملحة.
كما يُتوقع أن تحقق المدينة أثراً اقتصادياً وطنياً على المدى البعيد، يشمل ذلك توطين أكثر من 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة، وخلق قاعدة صناعية تساعد على الابتكار والتطوير والمنافسة العالمية.
وتُسهم «أرامكو السعودية» من خلال دورها المحوري، في دفع عجلة تطوير قطاع خدمات الطاقة بالمملكة، في وضع أسس منظومة اقتصادية، تساعد على استقطاب وإنشاء وتشجيع صناعات محلية مرتبطة بقطاع الطاقة، وقادرة على المنافسة في الساحة العالمية. كما تحرص على دعم نمو وتطوّر الشركات المحلية التي تعمل على تصنيع المواد المتعلقة بقطاع توليد الطاقة، وتوفير الخدمات الهندسية، وخدمات حقول النفط.
وكانت أرامكو السعودية، قد أجرت كثيراً من الدراسات مع المورّدين الرئيسيين والعالميين، وتم تحديد 6 متطلبات رئيسية لخلق بيئة عمل متكاملة ومستدامة، تضاهي أفضل مراكز الصناعة في العالم. وتشمل تلك المتطلبات: توفير بنية تحتية متطورة، وخدمات لوجستية، من ضمنها ميناء جاف، وتوفير معاهد تدريبية متخصصة في الصناعة، ومجمعات سكنية، وأنشطة تجارية، وحوافز لجذب الاستثمارات، وتمكين المنشآت المتوسطة والصغيرة، التي تعد أساساً لبناء قطاع خاص ناجح.
وقد بدأت أعمال الإنشاءات لإعداد موقع المشروع في سبتمبر 2017؛ حيث تم إنجاز أكثر من نصف أعمال التصميمات الهندسية لكامل المشروع، فيما يتم تخصيص الأراضي للمستثمرين في الربع الثالث من العام المالي الجاري، على أن تنتهي الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في عام 2021.
وبتوفر بنية تحتية لاستقطاب المستثمرين وجذبهم عبر ترتيبات معدة بعناية تامة، ستُسهم مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) في تنمية الصناعات والخدمات المرتبطة بمجال الطاقة في المنطقة، وفي أفريقيا وآسيا وأوروبا. وستكون المدينة قاعدة صناعية تساعد على الابتكار والتطوير، وتنمية قدرات شبابنا وشاباتنا المؤهلين المدرَّبين والمتعلمين.
وتواصل أرامكو جهودها المتسارعة في تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، وتهيئتها لمنظومة التحوّل الوطني، وجذب الاستثمارات العالمية المتعددة والمرتبطة بالصناعات المساندة لقطاع الطاقة. وجاءت بواكير هذه الجهود بالإعلان، في ديسمبر 2017، عن أول مستثمر يضع حجر الأساس لمنشآته الجديدة في المدينة، وهي شركة «شلمبرجير»، وذلك من خلال إنشاء مركز تصنيع منتجات خاصة بمنصات حفر آبار النفط الخام والغاز على اليابسة، إلى جانب منتجات مرتبطة بسلسلة إمداداتها.
ويجري في الوقت الحالي التفاوض مع كثير من المستثمرين في إطار خطة لجذب أكثر من 120 استثماراً صناعياً بنهاية المرحلة الأولى من المشروع ، كما ستنقل أرامكو إدارة أعمال الحفر وصيانة الآبار التابعة لها، إلى مدينة الملك سلمان التي ستكون مركزاً لإدارة سلاسل الإمداد.
وستُسهم الفرص الكثيرة التي توفرها مدينة الملك سلمان للطاقة، في إنشاء قطاع صناعي عالمي قوي، وفي تأمين مستقبل الطاقة، بما يعود بالمنفعة على الجميع. وستركز المناطق المتخصصة على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيماويات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية. أما الميناء الجاف، فهو عبارة عن منطقة خدمات لوجستية حديثة، تتميز بدرجة عالية من الأتمتة، مع منطقة للجمارك يمكن ربطها بالسكة الحديد الخليجية في المستقبل. وستصل طاقة الميناء الاستيعابية إلى ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنوياً.
وتضم منطقة الأعمال، مقر «أرامكو السعودية» الرئيسي لأعمال الحفر وصيانة الآبار، وعقارات تجارية تحتوي على مساحات مكتبية، ومطاعم، ومحال تجارية. وقد صممت منطقة التدريب لتستوعب عشرة مراكز تدريب متخصصة في قطاع الطاقة، لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية، وتلبية احتياجات المستثمرين في المنطقة. أما المنطقة السكنية والتجارية فتضم مجمعات سكنية، ووحدات فندقية، ومركزاً صحياً، ومدارس، ومرافق ترفيهية.
وتواصل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عيد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – الانجازات التنموية الحضارية لتحقيق أهداف رؤية 2030 ، لتعزيز المكتسبات الاستراتيجية لمستقبل المملكة في كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية والسياحية. وهكذا تتوالى فصول قصة الطموح والإرادة السعودية التي تسطرها المملكة في هذا العهد الزاهر ، بإنجازات عملية متسارعة فاقت الخيال ماثلة وترتفع على أرض الخير وتسابق الزمن؛ من أجل وطن الشموخ والطموح والازدهار حاضرا ومستقبلا ، تظلله، بفضل الله، ثم بحكمة القيادة والتلاحم الوطني، نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *