الدولية

مجلس الأمن يحاصر صواريخ إيران .. واشنطن تحذر طهران من عواقب الإضرار بالملاحة

نيويورك ــ وكالات
اعتبرت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، التجربة الإيرانية لصاروخ باليستي، استخفافا بالقيود التي فرضتها المنظمة الدولية على برنامج طهران الصاروخي، وخرقا للقانون الدولي.
وأدانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا -خلال جلسة مغلقة بمجلس الأمن الدولي، أمس اختبار إيران صاروخا باليستيا متوسط المدى في الأول من ديسمبر.
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، رين بيرس، التي دعت إلى عقد هذه الجلسة بمجلس الأمن مع نظيرها الفرنسي فرانسوا ديلاتر: “لا يوجد أي سبب منطقي يدفع طهران إلى الاستهانة بهذا القرار”.
وأضافت: “إذا أردتم أن تظهروا للمجتمع الدولي أنكم عضو مسؤول فيه، وإذا كنتم بالفعل مهتمين بالسلام والأمن في المنطقة، فما كان لكم أن تختبروا هذا النوع من الصواريخ”.
بدورها قالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي في بيان: “أحدث اختبار إيراني لصاروخ باليستي، كان خطيرا ومثيرا للقلق، لكنه لم يكن مستغربا”.
وشددت على أن التجربة الصاروخية الإيرانية التي أجرتها، السبت الماضي، تنتهك قرار مجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن، حيث يدعو هذا القرار إلى الإقلاع عن إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
فيما قالت فرنسا: إنها قلقة من هذه التجربة التي اعتبرها بيان للخارجية الفرنسية أنها “استفزازية ومزعزعة للاستقرار”، ولا تمتثل لقرار الأمم المتحدة 2231 حول الاتفاق النووي.
وأكد جيريمي هانت وزير الخارجية البريطاني، أن التجارب الصاروخية الإيرانية “استفزازية وذات طبيعة تهديدية ومناقضة للقرار الأممي”، مؤكدا أن بريطانيا تصر على توقف مثل هذه التجارب.
وحض بريان كوك المبعوث الأمريكي الخاص بإيران الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات، تستهدف برنامج إيران الصاروخي، وفي وقت سابق، سافر مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى بروكسل لإجراء محادثات مع شركائه الأوروبيين حول هذا الأمر.
وحذر هوك من اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقا، ما لم يتم كبح طموحات طهران، مؤكدا أن الولايات المتحدة تضغط على الاتحاد الأوروبي للنظر في فرض عقوبات اقتصادية على إيران بسبب صواريخها الباليستية.
وقال هوك لـ”رويترز”، بعد اجتماعات مع القوى الأوروبية في بروكسل: “نود أن يقر الاتحاد الأوروبي عقوبات تستهدف الأشخاص والمنظمات التي تسهل تجارب إيران الصاروخية والانتشار الصاروخي”.
وعادة ما تشمل مثل هذه العقوبات حظرا للسفر وتجميدا للأصول، وتهدف إلى قطع التمويل عن برامج الأسلحة.
وأضاف هوك: إن التجارب الصاروخية الإيرانية تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي 2231 المتعلق بالاتفاق النووي، ودعا طهران للكف عن كل الأنشطة ذات الصلة بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية.
في غضون ذلك، ومع تكرار إيران تهديداتها حول منع تصدير النفط إذا منعت هي من ذلك، جاء الرد الأميركي مكرراً بدوره مواقف واشنطن الرافضة لأي بلبلة في حركة الملاحة، والشاجبة لاستفزازات إيران في المنطقة.
فقد أكد هوك، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الشركاء في المنطقة؛ من أجل ضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز.
وقال: إن إيران لا تسيطر على مضيق هرمز. فالمضيق يعتبر من الممرات البحرية الدولية”. وأضاف: “سنواصل العمل مع شركائنا؛ من أجل ضمان استمرار الملاحة وحرية نقل البضائع عبر الممرات البحرية الدولية”.
وأتى موقف هوك رداً على تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق قائلاً :”إن منع إيران من تصدير النفط سيعني منع المنطقة كلها من ذلك”.
يذكر أن إيران هددت مرارا بإغلاق مضيق هرمز أمام تصدير النفط، في حال أقدمت الولايات المتحدة على المضي قدما بتشديد العقوبات.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، فقد أكد روحاني خلال كلمة له في مدينة شاهرود، شمال البلاد، أن “أميركا لن تتمكن من منعنا من بيع نفطنا”.
وكان روحاني قد أطلق تهديدات مماثلة بإغلاق مضيق هرمز بوجه صادرات النفط، في يوليو الماضي، معتبراً أن إيران لديها “مضائق كثيرة وهرمز أحدها”، من أجل التصدي للعقوبات الأميركية.
ومنذ تصريحات روحاني هذه، أطلق عدد من المسؤولين والقادة العسكريين الإيرانيين تهديدات متكررة حول إغلاق المضيق بوجه صادرات النفط في حالة فشلت إيران في تصدير نفطها.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت المجتمع الدولي على منع وصول السفن الإيرانية إلى موانئها، محذرة من أنها ستواجه العقوبات الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *