الرياضة

فريق عمال مناجم إنجليز .. أول بطل للعالم .. والأندية البرازيلية تسيطر

إعداد- محمود العوضي
تعود فكرة تنظيم كأس العالم للأندية للقرن الماضي، ولكن توجد قصة مخفية لا يعلمها كثيرون من متتبعي تاريخ البطولات العالمية..
ويست أوكلاند… البطل الأول
سيكون ريال مدريد أمام فرصة نيل لقب جديد لمونديال الأندية ، بعدأيام قليلة فيما سيكون مدربه سولاري، أمام فرصة لدخول التاريخ بعد أن حقق اللقب العالمي كلاعب، ويبقى تحقيقه كمدرب. فوز الريال سيفتح كذلك صفحة جديدة في تاريخ البطولة بحلتها الجديدة والتي بدأت مع بداية القرن الـ21 ، رغم أن قصتها تعود لما قبل 100 سنة من الآن.
البداية تعود بنا لقصة أحد أغنى رجال الأعمال في إنجلترا، ولفريق عمال مناجم إنجليزي، ولمجموعة من المباريات الشرسة بين أندية أوروبية وأمريكية جنوبية، ولـ300 ألف متابع لمباراة نهائي كأس الاتحاد الانجليزي الذي يعد أقدم مسابقة في تاريخ كرة القدم.
قائمة اللاعبين الكبار الذين شاركوا في البطولة خلال آخر 60 سنة تضم أفضل اللاعبين باستثناء واحد فقط. فقد شاهدنا بوشكاش، دي ستيفانو، بيليه، أوزوبيو، فان باستن، مالديني، رونالدو، ميسي وكريستيانو، لكننا لم نشاهد مارادونا، الذي لم يكن في الفريق المناسب للمشاركة في البطولة.
ريال مدريد فاز قبل ذلك ببطولة دولية في مناسبتين، إذ تُوج بأول نسخة لبطولة ما بين القارات سنة 1960 حين فاز على بينارول الأوروجوياني. بوشكاش كان أول لاعب يسجل في تلك البطولة، فيما كان نيكولاس أول لاعب يسجل في كأس العالم للأندية سنة 2000 علمًا أنه كان يحمل قميص ريال مدريد كذلك.
كأس ليبتون:
إن عدنا لأول بطولة دولية للأندية، فسنجد أن الفائز بها كان فريق هواة من شمال شرق إنجلترا، والذي كان يرتدي قميصًا أسودًا مع حرف V بالأصفر. السيد توماس ليبتون هو من بدأ كل شيء، حيث استغل الثروة التي جناها من تجارة الشاي ليصرف أموالًا طائلة في كرة القدم وبالخصوص على المنتخب الاسكتلندي، كما أنه قام بتنظيم أول بطولة دولية تجمع الأندية سنة 1909. أندية مثل إيفرتون وتوتنهام كانت مستعدة حينها للذهاب لإيطاليا لخوض البطولة، إلا أن الاتحاد الانجليزي عارض ذلك، فاقترح أحد عمال ليبتون على اتحاد شمال شرق إنجلترا بعث فريق للمشاركة في إيطاليا، فقبل فريق ويست أوكلاند التحدي، علمًا أنه كان يضم لاعبين يزاولون مهنة عمال مناجم وأنهم تكفلوا بدفع قيمة السفر والإقامة بنفسهم عبر بيع جزء من ممتلكاتهم، فقضوا أسبوعًا في طريقهم لتورينو وأسبوعًا ونصف في لعب المباريات.
ويست أوكلاند فاز بالبطولة، رغم أنه احتل المركز العاشر في الدوري الانجليزي للدرجة الثانية، حيث تفوق على أندية من ألمانيا وسويسرا بالإضافة ليوفنتوس الذي كان يضم أهم اللاعبين في مدينة تورينو. فريق عمال المناجم ذاك، دافع عن لقبه سنة 1911، وفاز على يوفنتوس بـ6 أهداف لهدف، كما أنه تفوق على ميلان في مباريات ودية، ليخلق الحدث حينها.
فريق عمال المناجم ذاك، لم يتحدث عنه أحد إلا بعد 70 سنة؛ حين تطرق التلفزيون البريطاني لقصته، قبل أن يتم الحديث عنهم في كتاب صدر سنة 2014 وسُمي “بنجاح عمال المناجم”. صاحب الكتاب، مارتين، كونولي، قال: “اليوفي لم يرد أن يتعاون معي؛ حين كنت أبحث عن القصة الحقيقة. إنهم يخجلون كثيرًا من تلك الفترة في تاريخهم”
.ولسوء الحظ، فإن الكأس سُرقت من أحد عمال النادي سنة 1994 ولم يتم العثور عليها حتى يومنا هذا، لكن شركة “أونيليفر” التي اشترت ليبتون بعد ذلك، دفعت ثمن تصميم كأس شبيهة بالأصلية. وبغض النظر عن كل ذلك، فإن اليوفي الآن يُشارك في دوري أبطال أوروبا وبإمكانه أن يُطلق على نفسه لقب بطل العالم سنتي 1995 و1996، في الوقت الذي يستقطب فيه ويست أوكلاند مجموع حضور جماهيري لا يتعدى 270 متفرجًا، رغم أنهم يحملون لقب أول بطل للعالم في التاريخ.
مونديال الأندية
كانت اول خطوة نحو استحداث بطولة كأس العالم للاندية عندما أعلن الفيفا عام 1999 عن إنشاء بطولة جديدة يشارك فيها كل أبطال الاتحادات القارية؛ لإضفاء نوع من الديمقراطية و مبدأ تكافؤ الفرص لمعرفة أقوى نادي في العالم كل سنة، و هو الأمر الذي لم يكن متاحا في البطولة السابقة التي كانت تقتصر فقط على بطل دوري أبطال أوروبا و بطل كأس ليبرتادوريس.
وأُقيمت كأس العالم للأندية لأول مرة في 2000 ولم تقم بين 2001 و 2004 ؛ بسبب انهيار شريك الفيفا تسويقيا، وتُقام البطولة كل سنة منذ 2005 بشكل منتظم حيث استضافت البطولةَ 4 دول هي البرازيل واليابان والإمارات والمغرب.
وفازت 9 أندية مختلفة باللقب في 12 نسخة سابقة، ويمتلك برشلونة وريال مدريد الإسبانيين الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بواقع ثلاثة ألقاب، ويأتي خلفهما نادي كورينثيانز البرازيلي برصيد لقبيّن ، بينما فاز كل إيه سي ميلان وإنتر ميلان الإيطاليين، نادي ساو باولو إنترناسيونال البرازيليين، مانشستر يونايتد الإنجليزي.
فكرة البطولة
فكرة البطولة عُرضت على اللجنة التنفيذية للفيفا في ديسمبر 1993 في لاس فيجاس بالولايات المتحدة، عن طريق رئيس إيه سي ميلان السابق سيلفيو برلسكوني، واختار الفيفا في 3 سبتمبر 1997 البرازيل لاستضافة البطولة، والتي كان من المخطط أن تقام في عام 1999، قبل ان تتأجل ليتم تنظيم اول نسخة في عام 2000.
( البرازيل 2000 )
انطلقت البطولة لأول مرة عام 2000 في البرازيل بمشاركة ممثلين من القارات الست، لكنها عادت مجددا لتقام بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية بعدما أعلنت شركة “آي إس إل” الراعية لبطولات الفيفا إفلاسها، واستمر العمل بكأس إنتركونتننتال بين عامي 2001 و2004 قبل أن تعود فكرة بطولة العالم بين أبطال القارات الست من جديد لتوضع حيز التنفيذ بداية من عام 2005.
وأقيمت النسخة الاولى من البطولة في مدينتي ريو دي جانيرو وساو باولو البرازيليتين بمشاركة 8 أندية هي كورينثيانز وفاسكو دي جاما من البرازيل ممثلين لقارة أمريكا الجنوبية، وريال مدريد الأسباني، ومانشستر يونايتد الإنجليزي بطل أوروبا ممثلين لأوروبا، والنصر السعودي من آسيا والرجاء البيضاوي المغربي من إفريقيا ونيكاكسا المكسيكي من كونكاكاف وجنوب ملبورن الأسترالي من أوقيانوسيا. واحتل الفريقان البرازيليان قمة المجموعتين ليتأهلا للمباراة النهائية حيث حسم كورينثيانز اللقب الأول بركلات الترجيح على استاد ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، وكان ريال مدريد قد خسر أمام نيكاكسا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث بركلات الترجيح ليحتل الفريق المكسيكي المركز الثالث، بينما سقط مانشستر يونايتد في فخ الهزيمة أمام فاسكو دا جاما بقيادة روماريو وإدموندو 1-3 في الدور الأول للبطولة ليودع البطولة مبكرا.
(اليابان 2005)
أقيمت النسخة الثانية للبطولة في اليابان بعد غياب 4 سنوات بسبب إفلاس الشركة الراعية للبطولة، وأكدت فرق البرازيل تفوقها مجددا حيث توج ساو باولو باللقب بعد التغلب في المباراة النهائية للبطولة على ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا بهدف دون مقابل على استاد يوكوهاما الدولي . وشهد الدور الأول مواجهة فاصلة بين الأهلي المصري بطل إفريقيا والاتحاد بطل آسيا، ونجح الفريق الاتحادي في التغلب على الأهلي بهدف دون مقابل على استاد طوكيو، وبدأت الإثارة الحقيقية للبطولة مع دخول بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية في الصراع بداية من دور الأربعة.وفاز ساو باولو على الاتحاد 3-2 بفضل هدفين سجلهما مارسيو أموروزو وحارس المرمى المتألق روجيرو سيني من ضربة جزاء، بينما تأهل ليفربول للمباراة النهائية بالفوز على سابريسا الكوستاريكي بثلاثة أهداف نظيفة.
(اليابان 2006)
بدأت البطولة بنفس نظام بطولة عام 2005 حيث جنبت القرعة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية اللعب في الدور الأول الذي شهد فوز الأهلي المصري بطل إفريقيا على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسيا 2-0 وفوز أمريكا المكسيكي بطل كونكاكاف على تشونبوك الكوري الجنوبي بطل آسيا ، وفي الدور نصف النهائي تخطى إنترناسيونال عقبة الأهلي 2-1 بصعوبة بالغة بينما سحق برشلونة فريق أمريكا المكسيكي بأربعة أهداف نظيفة في المباراة الثانية بنفس الدور. وفي المباراة النهائية، تغلب إنترناسيونال على برشلونة بهدف لويز أدريانو في الدقيقة 82 بينما فاز الأهلي على أمريكا المكسيكي 2-1 في مباراة المركز الثالث، وفاز ديكو نجم فريق برشلونة على جائزة أفضل لاعب، بينما حصل المصري محمد ابوتريكة على لقب هداف البطولة (3 أهداف).
(اليابان 2007)
قرر الاتحاد الدولي اعتبارا من تلك النسخة، مشاركة الفريق الفائز ببطولة الدوري من البلد المضيف، لتزيد عدد الفرق المشاركة إلى 7. انطلقت البطولة بمشاركة ميلان الإيطالي (بطل أوروبا)، وبوكا جونيورز الأرجنتيني (بطل أمريكا الجنوبية)، والنجم الساحلي التونسي (بطل إفريقيا)، وسباهان أصفهان الإيراني (بطل آسيا)، وباتشوكا المكسيكي (بطل أمريكا الشمالية)، ووايتاكيري يونايتد النيوزلندي (بطل أوقيانوسيا)، بالإضافة لأوراوا ريد الياباني، الممثل عن البلد المضيف. تمكن النجم الساحلي من خطف بطاقة العبور إلى نصف النهائي من باتشوكا المكسيكي بهدف في الدقائق الأخيرة عن طريق موسى ناري، فيما عبر أصفهان إلى ربع النهائي بأقدام عربية، بعدما فاز على وايتاكيري بثلاثية سجل منها العراقي عماد محمد هدفين، بجانب مواطنه عبد الوهاب أبو الهيل هدف، قبل أن يخسر أمام أوراوا بثلاثية مقابل هدف.
وفشل النجم الساحلي في استكمال مسيرته، بعدما اصطدم ببوكا جونيورز الذي فاز بهدف نظيف، ثم فاز ميلان بنفس النتيجة على أوراوا بهدف تأخر حتى الدقيقة 68 من توقيع الهولندي سيدورف. نجح الروسونيري في التتويج باللقب على حساب البوكا بالفوز في النهائي بأربعة أهداف لهدفين، في البطولة التي فاز بها البرازيلي كاكا بجائزة أفضل لاعب، فيما تعثر النجم الساحلي مجددا واحتل المركز الرابع بعد خسارته بضربات الجزاء أمام أوراوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *