Page 62
P. 62
الطبائع األربع»1«
اإن طبيع���ة العب���ادة: تدعون���ا اإىل الإت�صال خالل« عبقرية حمم���د» عليه اأف�صل ال�صالة
باأ����رار الك���ون للمعاطفة والتاآل���ف بيننا واأذك���ى الت�صليم���ات, اأن اأط���ل معكم على
وبينها. بع����ض من الإب���داع العمي���ق, لعلنا نقتب�ض
واأم���ا طبيع���ة التفك���ر: فهى ت�ص���ب النار منه نفحة روحية فريدة تعيننا خا�صة ونحن
املقد�صة فى� رائرنا, وتعمل على الك�صف فى رحاب تل���ك الأيام املبارك���ة من� صهر
والإ�صتق�صاء. رم�ص���ان الكرمي, ومثرا من���ا يحاول فى
وهناك طبيعة التعبر اجلميل: التى ت�ص���هر بذل مزيد من اجلهد فى العبادة لتحرى ليلة
معادن اجلمال من ه���ده الدنيا وتفرغها فى القدر التى هى خر من األف� صهر.
قوالب ح�ص���ناء من� صنع قرائحنا واأل�صنتنا, وقد� رح لنا الأ�صت���اذ« عبا�ض العقاد»فى
اأو� صنع قرائحنا و اأيدينا, اأو� صنع قرائحنا كتاب���ه« عبقرية حممد» اأن تل���ك الطبائع
واأو�صالنا. التى اإ�صتهليت بها مقاىل. اليوم تتفرق فى
واآخرا طبيعة العمل واحلركة: والتى تعلمنا النا�ض, وقلما جتتمع فى اإن�صان واحد على
هى الآخ���رى كيف نتاأثر بدواف���ع الكون, قوة واحدة. فاإدا اإجتمعت معا فواحدة منهن
وكيف نوؤث���ر فيها, وجتذبنا اإليها فن�ص���تمد تغلب� صائرهن ل حمالة, وتلحق الأخريات
منها القدرة التى جتذبها اإلينا. بها.
وعل���ى ما يب���دو اأن ف���الأوىل تدعونا اإىل وحقا� صدق ف���ى قول���ه.... فقلما ي�صعر
احللول من الكون فى اأ�رة كبرة. اأحدنا ب���اأن الك���ون بيتا لأ����رة, ومعمال
والثانية تدعون���ا اإىل احللول من الكون فى لباح���ث, ومتحف ف���ن, وم�صم���ار� صباق
معمل كبر. فى نف�ض الوقت, واٱمن���ا هى حالة من هذه
والثالثة تدعون���ا اإىل احللول من الكون فى احلالت جتب الباقى, وقد تلحقها بها حلاق
هبة عبد العزيز متحف كبر. التابع باملتب���وع وامل�صاعد بالعامل الأ�صيل
واأم���ا الرابع���ة فتدعون���ا اإىل احللول من« بحد قول اأ�صتادنا.»
heba.elmolla@yahoo.com
Twitter: @Heba_elmolla الكون فى ميدان� راع وم�صمار� صباق. ولك���ن اأ�صتاذنا قد� رح ب�صىء من التف�صيل
كان���ت تل���ك الطبائ���ع الأربع الت���ى حدثنا اأن� صيدنا حممد كانت فيه هذه الطبائع جميعا
عنه���ا الكاتب الكبر مو�صوع���ى املعرفة, بنف�ض القوة.... فقد كان عابدا, مفكرا,
واملفك���ر امل����رى النادر« ال���ذى خا�ض قائ���ال بليغا, وعام���ال يغر الدني���ا بعمله.
العدي���د من املعارك الفكري���ة والأدبية فى ولكنه كان عابدا قبل كل� صىء, ومن اأجل
ع����ره,» واأي�صا ال�صاع���ر« الذى اأر�صى العبادة كان تفكره وقوله وعمله.
قواعد مدر�صت���ه ال�صعرية اخلا�صة جدا,« وم���ا وددت التاأكي���د علي���ه, واأعتق���د اأننا
و هو ال�صحفى« الب���ارع وامللتزم باأ�صول بحاجة ما�صة لإدراكه ب�ص���كل وا�صح اأي�صا
ومعاير املهنة» وكذلك ال�صيا�صى امل�صتقل ه���و اأن هن���اك ف���رق ما ب���ني العابد الذى
«ع�صو الربمل���ان امل�رى ف���ى وقت من انقط���ع للعبادة, والعاب���د الذى يفكر و يعرب
الأوق���ات, والذى كان م���ن كبار املدافعني ويعمل.....وهذا بالتاأكيد ميكن اأن ينطبق
عن حقوق الوطن ف���ى احلرية والإ�صتقالل على كل منا, واملتاأمل قليال فى حياة� صيدنا
.....« اإن���ه اأ�صتادى القدير وتاج راأ�صى حممد عليه اأف�صل ال�صالة وال�صالم يجده كان
«عبا�ض حممود العقاد– » ومعدرة منكم اإن حرك���ة متجددة فى احل����ض وفى الفكر وفى
كنت قد اأطلت بع�ض ال�صىء فى كلماتى عند ال�صمر, فال انقطاع عن احل�ض للعبادة كل
ذك���ر« الأ�صتاذ« العقاد» ولك���ن ظنى اأنكم الإنقطاع, ول انقطاع عن احل�ض للتفكر كل
ت�صتطيعون تقدير ذل���ك عذرى هذا فمن منا الإنقطاع, واإمنا هو كان دائما فى تفكر من
ي�صتطيع م���رور الكرام باإ�صم���ه الكبر فى ينتظره العمل, ولي�ض بتفكر من ترك العمل
عامل الفكر والكتابة.! ليوغ���ل فى الفرو����ض ومذاه���ب الإحتمال
اإن���ه« العق���اد» موؤلف العبقري���ات, والتى والت�صكيك- بحد قول العقاد-
اأردت م���ن خالله���ا الي���وم, وحتديدا من وحلديثنا بقية.....