Page 5
P. 5
محليات
االثنني26 ذو القعدة1440 هـ املوافق29 يوليو2019 م ال�سنة88 العدد5 22710
التفكك األسري وألعاب العنف أخطر األسباب
حتى ال يستفحل تنمر األطفال
تربويون ومستشارون أسريون:
عالج العدوانية مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة
جدة– حماد العبديل
تر�سد طفل زميله لي�ؤذيه اأو يناديه بلفظ غري حمبب له اأو اطالق لقب� سيء عليه اأو دفعه ومتزيق مالب�سه..
هذا امل�سهد لي�س جديداً لكن اجلديد ه� االلتفات اإىل مثل هكذا م�ساهد واالن�سغال بت�ابعها وانعكا�ساتها
النف�سية واملجتمعية ليخل�س اأهل االخت�سا�س يف هذا املجال اإىل تقنينها مب�سمى( التنمر.. ) ومع كل واقعة
تنمر تبقى هناك ا�سئلة مفت�حة من قبيل: هل التنمر حاالت فردية معزولة اأم اأ�سبح ي�سكل ظاهرة؟ وما
هي اأ�سبابه؟ وهل ي�سكل خط�رة على املتنمر وال�سحية واملجتمع.
عنف وإساءة الطالب يف املدار�ض االبتدائية، وله عدة اأنواع؛ منها التنمر امل�ساركات اجلماعية والفردية يف
ويعترب امل�ست�سار االأ�ــســري واملحا�سر الــدويل اأحمد اللفظي وهو ا�ستخدام األقاب مهينة عند النداء وال�سخرية االأن�سطة املتنوعة، وتفعيل برامج
ال�سعدي التنمر اأحد اأ�سكال العنف واالإ�ساءة التي تكون والتهديد امل�سبب لالأذى، والتنمر االجتماعي، وهو تخريب توثيق العالقة بــني املدر�سة واملنزل
موجهة من فرد اأو جمموعة اإىل فرد اأو جمموعة اأخرى، عالقة الطفل االجتماعية ، كذلك التنمر اجل�سدي ويتمثل يف لتقدمي الــربامــج االإر�ــســاديــة املنا�سبة
حيث يكون الفرد املهاجم اأقوى، م�سيفاً اأن التنمر اجل�سدي� سرب ودفع الطفل واإتالف ممتلكاته، مما قد يت�سبب له يف لويل االأمر ملتابعة طفله.
ً
ي�سمل الــ�ــســرب والــعــنــف ب�سكل عـــام، والــلــفــظــي ي�سمل اأ�سرار ج�سدية، م�سيفا اأن النواحي ال�سلبية للتنمر قد ت�سل واأ�ــســاف اجلليدي: ر�سالتي الأولــيــاء
ال�سخرية واال�ستفزاز والتعليقات غري الالئقة، وبني اأن من اإىل اجل�سد باأن ميتد للتاأثري على ال�سحة النف�سية، والت�سبب اأمور الطلبة: توا�سلك امل�ستمر مع املدر�سة
اأ�سباب التنمر الظروف االأ�سرية كتفكك االأ�سرة وتعر�ض يف م�ساكل يف العالقات والتوا�سل االجتماعي، مما يدعو واملر�سد الطالبي� سبب رئي�ض- بعد توفيق
اأحــد اأفرادها للعنف، وهــذا يــوؤدي اإىل تنمر الطفل خارج اإىل القلق وال�سدمة النف�سية، وقد يدمر قــدرة الطفل على الله- يف الق�ساء على كثري مما قد يتعر�ض
نطاق االأ�سرة، اأي�ساً هناك الظروف املادية واالجتماعية روؤيــة نف�سه باإيجابية، ويــوؤدي اإىل فقدان الثقة بالنف�ض، له طفلك، بل وامل�ساعدة يف جناح العديد من
والتاأثر بو�سائل االإعـــالم، و ياأتي دور االأهــل واملجتمع فيبداأ بت�سديق ما يقوله املتنمر، وتراوده اأفكار اأنه� سعيف، أسباب التنمر
واملــدر�ــســة يف احلــد مــن هــذه الــظــاهــرة، وجتــنــب العنف قبيح، عدمي الفائدة، فيبداأ يف ال�سعور بالعزلة واالن�سحاب
االأ�سري الذي يتاأثر به. من حياته االجتماعية، اإىل جانب انخفا�ض م�ستواه التفكك األسري
وي�سيف: على االأهل النظر بجدية يف اأمر الطفل املتنمر، التعليمي، وتكرار تغيبه عن املدر�سة، والتاأثر
وعدم الت�ساهل يف ذلك، وكذلك التعاون مع املدر�سة لو�سع ب�سكل عام يف حياته. القسوة في التربية
خطة فعّالة للحد من ت�سرفاته، بل والوقوف على م�سكالته السبيل إلى العالج
ال�سلوكية- اإن وجدت- مطالبا ال�سعدي على� سرورة االإملام ولــكــن مـــاذا عــن عــالج مثل هذه مشاهدة األلعاب العنيفة
باأ�سباب التنمر ومعاجلتها والق�ساء عليها، كما يجب على احلــالــة؟ االإجـــابـــة لــلــدكــتــور ح�سن
االأهل مناق�سة الطفل بهدوء والوقوف معه على تلك االأ�سباب
التي غري ّ ت من� سلوكه وحولته اإىل� سخ�ض عنيف، اإ�سافة اجلليدي اأ�ستاذ املناهج املدر�سية العالج
ً
، الــذي اأكــد على اأن عــالج التنمر
اإىل اأن الرقابة مهمة الأجــهــزة واألــعــاب الطفل االإلكرتونية يبداأ من االأ�سرة عند اكت�ساف هذا
والربامج التلفزيونية العنيفة، وعلى املدر�سة� سن قوانني ال�سلوك، وذلــك من خالل مناق�سة تشجيع السلوك اإليجابي
ً
حازمة متنع اإيــذاء اأي طفل لالآخر،� سواء كــان ج�سديا اأو الــطــفــل اأوال بـــهـــدوء وعــقــالنــيــة،
ً
نف�سيا، وعلى املعلم واملعلمة اأن يدركوا اأنهم قدوة للطالب واال�ستف�سار والــ�ــســوؤال عــن� سبب القدوة األسرية الحسنة
والطالبات، واأن ينتقوا االألفاظ والعبارات اجليدة البعيدة عــنــفــه، والــتــو�ــســيــح لــه خــطــورة ما
عن االإ�ساءة اأو غري الالئقة، كما اأنه من املهم االنتباه لوجود يفعله، وما قد يرتتب عليه من اأ�سرار، تشخيص الحالة إذا لزم األمر
هذا ال�سلوك ومعاجلته والتعامل املبكر معه؛ كي ال يتطور كذلك على االآبــاء عــدم التربير واختالق
وي�ستمر مع الطفل يف مراحل العمر املتقدمة، فيحدث ما ال االأعــــــذار لــلــطــفــل اأمـــــام املــعــلــمــني والــطــالب الحوار واإلرشاد األسري والتربوي
حتمد عواقبه. واالعـــرتاف بهذا ال�سلوك، ومتابعة الطفل يف
أنواع التنمر املنزل وما ي�ساهده يف التلفزيون من اأ�سياء قد تكون
من جانبه، اأو�سح عبدالله حزام ال�سريف معلم تربوي عوامل م�ساعدة لهذا ال�سلوك املتنامي. مواجهة المشكلة
، اأن التنمر نوع من ال�سلوك العدواين يقوم فيه واأو�سح الدكتور جنيدي اأن العالج املدر�سي يكمن يف الربامج االإر�سادية املقدمة باملدر�سة طيلة العام الدرا�سي. من جهته، قال عاي�ض ال�سلمي معلم تربوي: اإن ويل اأمر
�سخ�ض باإيذاء اآخر اأو الت�سبب يف عدم راحته الت�سدي لذلك ال�سلوك، وجعل بيئة املدر�سة اأكــر كما حتدثت وفاء عبده م�ست�سارة اأ�سرية قائلة: التنمر يف الطفل العدواين قد يتعر�ض ملواقف حمرجة، ورمبا� سعبة
مــتــعــمــدا وب�سكل مــتــكــرر، ويــكــر بني اإيــجــابــيــة، وذلـــك عــن طــريــق التوعية للمعلمني اعتقادي هو نتاج ماي�ساهده الطفل ماحتتويه بع�ض اأ�سرطة عندما تكر ال�سكوى من اجلريان، اأو اإدارة املدر�سة ب�سبب
ً
والطالب واأولياء االأمــور حول� سرر� سلوك البالي�ستي�سن وغريها من االألعاب التي تعر�ض يف القنوات� سلوكيات ابنه ، مما ي�سطر ملواجهة هذه امل�سكالت، وعليه
الــتــنــمــر وخــطــورتــه بــالــنــ�ــســرات الــرتبــويــة الف�سائية، ويكون فيها اخليال وا�سعا لدرجة املبالغة التي اأن ال يحاول تربير ت�سرفات ابنه العنيفة. لذا اأقول: تاأكد
التوعوية وور�ـــض العمل، وكــذلــك الر�سد يتعلق بها الطفل، ويكت�سب العدوانية واإيــذاء االآخرين؛ من عدم وجود اإعاقة ذهنية اأو مر�سية بت�سخي�ض حالة ابنك
واملتابعة املبكرة حلــاالت التنمر، وو�سع حيث يبداأ هذا ال�سلوك مع بع�ض االأطفال منذ الت�سجيل يف لدى خمت�سني، وا�ستمع ملا يقوله االآخرون عن� سلوكه لتفهم
الربامج العالجية املنا�سبة التي تهدف ريا�ض االأطفال، واأحياناً من قبل دخول املدر�سة، وينت�سر الــدوافــع احلقيقية لهذا العنف من جانبه، وا�سرح له مدى
ً
وت�ساهم يف احلد من هذا ال�سلوك، بني االأوالد والبنات وال يخت�ض بفئة دون اأخرى، م�سيفة االأذى الــذي ي�سببه� سلوكه، وعلّمه التعاطف واالإح�سا�ض
ً
اإ�سافة اإىل العمل على تعزيز اأن اأغلب اأولياء االأمور ال يعريون انتباهاً ملعاناة اأوالدهم مب�ساعر االآخرين، كذلك عليك اأن تكون وا�سحا يف موقفك
ً
ً
الـــثـــقـــة بــالــنــفــ�ــض واحــــــرتام الــذيــن يقعون� سحايا للمتنمرين، بــل وال يــدركــون مدى برف�سك لل�سلوك املوؤذي ، وكن حازما و�سارما يف تو�سيح
الـــــذات، وت�سجيع� سحايا ال�سغط النف�سي والرعب الذي مينعهم حتى من ال�سكوى العقوبات له يف حال ا�ستمراره ، ويف نف�ض الوقت� ساعده
هـــذا الــ�ــســلــوك بــاجلــلــ�ــســات لذويهم اأو مدر�سيهم ويتحملون مايحدث لهم، وبالتايل على حت�سني� سلوكه بكل الطرق املمكنة، وكن قدوة ح�سنة
االإر�ــــــســــــاديــــــة- الــــفــــرديــــة يوؤثر على حت�سيلهم العلمي ، حمذرة من خطاأ فهم بع�ض البنك يف� سلوكك، وامتدحه حني يظهر التعاطف مع االآخرين
واجلـــمـــاعـــيـــة- والــتــحــفــيــز اأولياء اأمــور االأطفال باعتقادهم اأن ت�سرفات و�سلوكيات ، فيدرك اجلانب االإن�ساين ال�سحيح يف تعامالته مع اأقرانه
املــ�ــســتــمــر وتــعــزيــز الــثــقــة العنف لدى الطفل هي من عالمات الرجولة وموؤ�سر لقوة واالآخــريــن ، وينمو هــذا االإح�سا�ض يف داخــلــه، فيعدل من
بـــالـــنـــفـــ�ـــض، اإىل جــانــب ال�سخ�سية يف امل�ستقبل� .سلوكه اإىل حالة اأكر لطفا ومودة واإيجابية.