Page 5
P. 5
متابعات
ال�سبت 5 رجب1441 هـ املوافق29 فرباير2020 م ال�سنة89 العدد22925 الأربعاء27 جمادى الأوىل1441 هـ املوافق 22 يناير2020 م ال�سنة89 العدد55 22 887
جدة ـ يا�سر بن يو�سف
ً
اكت�سحت ظاهرة الت�سول الإلكرتوين و�سائل التوا�سل الجتماعي، واأ�سبحت تزداد وتنت�سر موؤخرا،
من دون معرفة ال�سخ�س اأو اجلهة التي حتاول احل�سول على املال،
عرب و�سائل التوا�سل الجتماعي، اإذ ي�ستطيع املت�سول اأن ي�سل اإىل العديد من الأ�سخا�س ب�سكل
ٍّ
متخف؛ حيث مل تعد العبارات النمطية التي يطلقها املت�سولون" لله يا حم�سنن" ل�ستدرار العطف
اأمام الأ�سواق واملــولت التجارية وبجوار امل�ساجد، و�سيلة وحيدة للت�سول واإمنا اتخذ الت�سول
�سيناريو مغايرا م�ستعينا بالتقنية وو�سائل التوا�سل الجتماعي، ليتحول الت�سول اإىل واجهة يف
"تويرت" وـ" في�سبوك" ، مرورا بـ وات�ساب، وذلك يف ر�سائل جمهولة امل�سدر، واإن حملت اأرقاما
هاتفية،� سواء حملية اأو من اخلارج.
والغريب اأن الر�سائل التي ت�سر على ا�ستجداء الآخرين تعول كثرا على الثقة التي يفرت�س اأن
تنالها ر�سائلهم، واملت�سمنة م�ساعدات مالية وتربعات ملر�سى وحمتاجن، واملذيلة بتقارير طبية ل
تعرف� سحة م�سدرها اأو م�سامينها، اإذ يبادر بع�س املت�سولن بو�سع ح�ساباتهم البنكية لتحويل
التربعات عليها، يف اإ�سارة وا�سحة اإىل اأن جتاوب املتربعن« قاب قو�سن اأو اأدنــى.» وتعدى
الت�سول الإلكرتوين م�ساألة املر�س، اإىل تربعات الديات، التي جتد� سداها يف تغريدات على
ح�سابات امل�ساهر بوجه خا�س، م�ستغلن الكم الكبر للمتابعن.
وهنا يبدر الت�ساوؤل: األ يعد هذا انتهاكا لنظام اجلرائم املعلوماتية، وتعديا على حقوق اأ�سحاب
احل�سابات ال�سخ�سية على مواقع التوا�سل الجتماعي؟ فاإذا كان من حق املت�سولن ال�سوؤال يف
ال�سوارع دون اقتحام خ�سو�سية اأحد، اأفل يعد اقتحامهم ح�سابات� سخ�سيات بعينها؛« تويرت
وفي�سبوك ووات�س اآب»، تعديا على اخل�سو�سيات؟
يعزفون على وتر العاطفة باالستجداء
متسولون يستغلون وسائل التواصل لجمع األموال
األسباب ومراحل الظاهرة ونوافذه. امل�سدر ويطالب فيها� ساحبها جمــهــولــن يــزعــمــون اأنــهــم يــعــانــون
واأو�ــســحــت املــحــامــيــة جنـــود عبدالله وحــــذرت قــا�ــســم مــن خــطــورة م�ساعدته مــاديــا، لفــتــا اإىل بع�س الظروف من خلل اإرفاق بع�س قصص افتراضية وحيل
قا�سم املحكمة، واملدربة املعتمدة بقولها: الــتــ�ــســول املــمــنــهــج الــــذي يتم اأن الــتــ�ــســول الإلــــكــــرتوين، امل�ستندات الوهمية اأو تقارير طبية
تــفــ�ــســت يف الآونــــــة الأخــــــرة ظــاهــرة عـــرب مــنــظــمــات ربــحــيــة تــدعــي اأ�ـــســـبـــح لـــلأ�ـــســـف ظـــاهـــرة غــر� سحيحة، وكــل هــذه املرفقات خداعه واغراءات مبتذلة
اإن�ساء م�ساريع خرية وهمية،
مــلــحــوظــة ميــار�ــســهــا بع�س
تكون اأ�سا�س ً ا قد مت معاجلتها بربامج
الت�سول اللكرتوين عرب مواقع التوا�سل وتن�سئ مــواقــع جمــانــيــة لهذا الأ�ــســخــا�ــس الــذيــن يــدعــون الكمبيوتر مثل الفوتو�سوب ، وهم
الجــتــمــاعــي لطلب املــ�ــســاعــدات املالية؛
الغر�س، ليقع املــرء يف دائــرة الـــعـــوز ومبــ�ــســانــدة الــكــثــر يتقنون يف اإر�سالها لأكرب عدد ممكن،
بحجة العوز واحلاجة املا�سة وللأ�سف اأخطر. مــن املــتــعــاطــفــن والــراغــبــن لعل وع�سى، اأن يقع اأي فرد� سحية مل يــقــف ممتهنو الــتــ�ــســول مكتويف
يتم جمع اأمــوال طائلة من اأعــداد كبرة جنود قا�سم حممود ك�سناوي يف ن�سر تلك الر�سالة؛ بغية طالل النا�سري ويقوم بتحويل املبلغ اإلكرتونيا بعد الأيــــــدي مـــع مــظــاهــر تــطــور احلــيــاة
من النا�س بهذه الطريقة. تقنيات حديثة الأجر والإ�سهام يف م�ساعدة املحتاج، وجند اأن البع�س ان تغلبت عليه م�ساعر الإن�سانية. فعلموا اأن حيل ال�ستجداء التقليدية
ورغم التحذيرات امل�ستمرة من عدم التجاوب مع مدعي ويـــرى اأ�ــســتــاذ عــلــم الجــتــمــاع حمــمــود كــ�ــســنــاوي اأن ممن يروّجون لتلك احلــالت هم من املهوو�سن بداء وحـــذرت الــدكــتــورة هــويــدا مــن الــتــجــاوب لهذه التي تتجلى مظاهرها يف ك�سب عطف
احلاجة عرب و�سائل الت�سال اللكرتوين والتوجيه ظاهرة الت�سول الإلكرتوين موجودة منذ بدء انت�سار ال�سهرة والراغبن يف زيــادة ر�سيدهم من املتابعن الفئات التي تت�سول اإلكرتونيًا وعــدم الــرد على النا�س من خلل ادعاء الفقر واملر�س
للتعامل مع اجلمعيات الأهلية واحلكومية اخلرية التقنيات يف الــعــامل؛ اإذ اإن هناك اأفـــرادا وع�سابات واملتفاعلن ملا ين�سر يف ح�سابهم، ولو كلّف ذلك ن�سر الر�سائل جمهولة امل�سدر؛ تفاديًا للوقوع� سحية مل تعد مقنعة فحزم بع�سهم اأمتعتهم
املعتمدة من قبل الدولة اإل اأنه وللأ�سف جند الكثر
ممن يتجاوب ويتفاعل معهم ويدفع املبالغ الطائلة رغم خم�س�سة ل�سطياد الأبرياء والإيقاع بهم ، والواقع اأن بع�س اخل�سو�سيات لتلك الأ�سر ال�سعيفة. لع�سابات اأو اأفراد ميار�سون الأن�سطة امل�سبوهة مـــن عــلــى الأر�ـــســـفـــة وهـــاجـــروا اإىل
حاجة البع�س الفعلية ملثل هذه الأموال؛ هذه الفئة اعتادت على ممار�سة هذا الن�ساط وقال« :ل ن�ستطيع اأن نحكم على اأن الكل فيها كاذب، اأو تتحجج بالأمرا�س اأو بناء م�ساجد اأو دعم الف�ساء الإلكرتوين، الذي وجدوا فيه
�سواء كانت� سدقات اأو زكاة اأو وقفاً اأو جلمع املال. لكن حتما لي�س الكل فيها� ــســادق، لكنها جمعيات خرية اأو مر�سى ال�سرطان� سالتهم� سواء من حيث العائد الذي
معاونة. واأ�ساف: اإن الوعي الجتماعي لدى الفرد حــقــيــقــة جتــعــلــنــا اأمـــــام طــريــقــة مـــن طــرق ، والأف�سل ان كان للفرد اأياد بي�ساء مل يكن يحلمون به خا�سة مع زيادة
كفيل بعدم وقوع اأي فرد� سحية لهذا النوع الت�سول اجلديدة التي ينبغي يف احلقيقة يف فــعــل اخلــــر ان يــتــجــه للمكان امل�ساحة التي يت�سولون فيها فلم تعد
أسباب التسول من الت�سول، ويقع دور كبر على الوالدين احلذر منها، ول� سك اأن الإن�سان- بطبعه- ال�سحيح بنف�سه ويقف على ن�ساطهم مق�سورة على� ــســارع اأو م�سجد بل
وحددت املحامية قا�سم ، اأ�سباب الت�سول يف تــوجــيــه الأبـــنـــاء لأن� سعف خربتهم جبل على فــطــرة العاطفة وغــر ذلــك من ويلتم�س احتياجاتهم بدل من اأولئك يجدون جتاوبا من البلدان البعيدة،
الأ�سياء، لكن ينبغي على الإن�سان اأول اأن
الذين يتغلغلون خفيًا وميار�سون
ب�سكل عام تقليدي اأو الكرتوين، يف عدة يف احلــيــاة قــد جتعلهم ي�ستجيبون يف يتوثق ويــتــاأكــد، والــلــه� سبحانه وتعاىل، اأن�سطة ل يعرف حقيقتها. بــعــد ن�سر ق�س�سهم الــوهــمــيــة التي
نــقــاط، اأبــرزهــا� سعف الـــوازع الديني، حتويل الأمــوال، فالواجب التاأكيد عليهم حــدد لنا م�ستحقي الــزكــاة؛ وهــم الفقراء يتفننون يف ن�سجها بــــ140 حرفا،
البعد عــن امل�ساألة الأمــنــيــة والقانونية هويدا ح�سن بعدم اعطائهم اأي اأرقام للبطاقات البنكية وامل�ساكن والعاملن عليها واملوؤلفة قلوبهم بلقي�س الف�سلي ابتزاز عاطفي ف�سل عن اأنهم يظلون جمهويل الهوية
وكروت الئتمان والتاأكيد على عدم فتح اأي
وعــدم جتــرميــه، و�سيلة مريحة للك�سب ر�سائل جمهولة امل�سدر. ويف الرقاب والغارمن ويف� سبيل الله وابن وعربت بلقي�س الف�سلي اأخ�سائية العلج النف�سي حتت اأ�سماء م�ستعارة.
ال�سريع، عدم التعرف على� سخ�سية اأو هوية من يقوم واأ�ساف ك�سناوي: اإنه ميكن معاقبة املت�سول املحتال ال�سبيل، لذا فالواجب على الإن�سان التحرى يف م�ساألة ال�سلوكي اأنه ل يخفى على اأغلبية� سريحة املجتمع فــمــع الــتــ�ــســول الإلـــكـــرتوين انتقلت
بالت�سول الإلكرتوين، غياب الرقابة على اختلفها يف يف احلق العام وفق نظام اجلرائم املعلوماتية، التي من يعطيه� سدقته حتى يكون نفعها اأنفع واأثرها اأكرب، من امل�ستخدمن للأجهزة اللكرتونية التعر�س عــبــارات« اأحــتــاج م�ساعدة« »انــقــذوا
الف�ساء الإلــكــرتوين، ورمبــا اأي�سا كنوع من جرمية تن�س على معاقبة كل من قام بـال�ستيلء لنف�سه اأو باإذن الله.» ملثل هذا البتزاز العاطفي املغلف بفعل اخلر ، ابني« »فرجوا همي» من كونها عبارات
الن�سب والحتيال وال�ستيلء على اأموال النا�س. لغره على مــال منقول اأو على� سند، اأو توقيع هذا واأ�ساف: اإن الدولة و�سعت قنوات لعلج اأ�سحاب والــذي يف الغالب ل ميت له باأي� سلة، ول يعلم ا�ستعطاف ت�ستخدم يف ال�سوارع اإىل
وا�ستذكرت مــراحــل الت�سول التي تــطــورت منذ عام ال�سند، عن طريق الحتيال، اأو اتخاذ ا�سم كاذب، اأو احلــاجــات عــن طــريــق جــهــات ر�سمية، اأمـــا ا�ستخدام ال�سخ�س يف اأي جهة غر� سرعية� سيذهب ماله، اأ�ــســمــاء مُــعــرّفــات وح�سابات يديرها
2002، بظهوره اإلكرتونيا، من خلل موقع اإلكرتوين
اأطلقته اأمريكية تــدعــى كــاريــن بو�سناك، كتبت فيه انتحال� سفة غر� سحيحة. وجعلت العقوبة يف حدها و�ــســائــل الــتــوا�ــســل لن�سر مثل هــذه احلـــالت فيجب كما اأنه يدخل من� سمن اجلرائم الإلكرتونية التي جمــهــولــون عــلــى مـــواقـــع الــتــوا�ــســل
منا�سدتها لـ� 20.000سخ�س بالتربع لها بدولر واحد، الأق�سى ال�سجن مبا ل يزيد على� 3 سنوات، وغرامة على اجلــهــات املخت�سة الــتــاأكــد مــن هــذه املوا�سيع، يحا�سب عليه املر�سل وحتى من� سيقوم بتحويل الجتماعي، واأ�سحى تاأثرهم على
لإجـــراء عملية جراحية لوالدتها املري�سة، لتنت�سر ل تزيد على مليوين ريــال، ويعاقب الفاعل يف احلق فهناك جمعيات وموؤ�س�سات وقنوات اإي�سال الطلب الأموال له واجلهل ل يعفيه من العقوبة يف ذلك؛ املح�سنن اأقـــوى واأ�ـــســـرع، ل� سيما
الظاهرة بذات الكيفية وتتنوع مبرور الوقت. اخلا�س مبا تراه املحكمة اجلزائية منا�سبا مع اإلزامه لأعلى� سلطة، واحلقيقة اأن الإجــراءات عديدة و�سهلة ملا له من اأ�سرار جمتمعية والتي تو�سم املجتمع اأنهم ي�ستخدمون لغة الع�سر احلايل
التحقيق، واأخذ املعلومة من امل�سدر، وامل�سادر اأي�ساً
وتعتقد اأن التمدد ب�سبب مل�سات العطف جتاه الآخرين، باإعادة املبالغ املدفوعة. متعددة، ولله احلمد. بو�سمة ال�سعف واملهانة. لــلــتــخــاطــب والـــو�ـــســـول اإىل جميع
وما يحثنا عليه ديننا من م�ساعدة وعون، لذا البع�س األضرار االقتصادية واألموال اأ�سحاب القلوب الرحيمة يف� ستى
الآخــــــــــــــــــــــر ي�ستغل هذا الأمر ليتمدد يف املطالب ظاهرة ملحوظة زيادة التثقيف غير الشرعية الــبــقــاع، خــا�ــســة يف� ــســهــر رمــ�ــســان
اأمـــا الــبــاحــث والأخــ�ــســائــي الجــتــمــاعــي طــلل حممد من جانبها، تقول ا�ست�سارية الطب النف�سي الدكتورة الت�سول الإلكرتوين مثله مثل الت�سول الفعلي املـــبـــارك الــــذي تــكــر فــيــه الــ�ــســدقــات
النا�سري فيتفق مع الراأي ال�سابق ويقول: مع انت�سار هويدا ح�سن: للأ�سف هناك بالفعل ما ي�سمى بالت�سول مــن حيث الأ�ـــســـرار املجتمعية وال�سلوكية والهبات من قا�سدي الأجر.
التقنيات الذكية ازدادت املمار�سات امل�سبوهة ومنها الإلــــكــــرتوين؛ اإذ قــد تــ�ــســل عــرب مــواقــع الــتــوا�ــســل الــنــاجــمــة عــنــه يف اأي جمــتــمــع، والــتــي يف وقد وجد( املت�سولون الإلكرتونيون) من
الت�سول الإلــكــرتوين، واأعــتــقــد اأن الكل منا قد الجتماعي للفرد بع�س الــر�ــســائــل مـــن اأ�ــســخــا�ــس الــغــالــب يــكــون خلفها منظمات اإجــرامــيــة يدعم ق�ساياهم وا�ستجداءهم من امل�ساهر
وردتـــه ر�سالة على بــريــده جمهولة
متنوعة يف الن�ساطات الإجرامية وغر واأ�سحاب احل�سابات الن�سطة الذين يدعمونهم
ال�سرعية. وكــل مــا علينا فعله زيــادة بعمل( الرتويت) واإعــادة ن�سر ق�س�سهم، حيث
التثقيف املرئي وال�سمعي والكتابي يحيك املت�سول ق�س ّ ة بوؤ�س يف الظلم ويعر�سها
ونــ�ــســر الــوعــي والــبــحــث الإعــلمــي على ذلك امل�سهور مع اإدراج رقم ح�سابه يف البنك
خــلــف الــكــوالــيــ�ــس عـــن الق�س�س ليتعاطف بدوره معه ويعيد اإر�سالها، وبذلك يك�سب
احلقيقية ملن قام مبثل هذا الفعل املت�سول امل�سداقية لــدى الــنــا�ــس ويــنــجــرف الكثر
وماهي عاقبته واأبعاده. وراء عواطفهم دون تثبت من احلقائق وتتم بعد ذلك
التحويلت املالية على ح�ساباتهم بدون وجه ا�ستحقاق.