Page 5
P. 5
محليات
الأربعاء27 ذو احلجة1440هـ املوافق28 اأغ�سط�س2019 م ال�سنة89 العدد5 22740
قبل العهد السعودي" ..الذاهب للحج مفقود والعائد منه مولود الحلقة األولى
الحجاج يفضلون السفر بحرا ً النعدام األمن في الطرق
البرية بالجزيرة العربية
مركز املعلومات- عبداهلل� صقر� ساحب كتاب« مــراآة احلرمني» ما ذهب اإليه حممد و�سف ً ا دقيق ً ا ملكة املكرمة، وامل�ساعر املقد�سة، واملدينة
من نعم الله، التي اأنعم بها على هذه البالد املباركة، طاهر الكردي عن اأحــوال الأمــن يف مكة املكرمة يف املنورة، عالوة على و�سف لقائهم بامللك عبدالعزيز اآل
وما اأكرثها من نعم، فله احلمد، نعمة الأمان والطعام مطلع القرن الع�سرين امليالدي ،� سعود- رحمه الله.- كما اأثبتوا باحلقائق الدامغة
.. قال تعاىل": ل ِ إ ِ يال َ ف ِ قُرَيْ�س ٍ اإ ِ يال َ فِهِمْ ر ِ ح ْ لَةَ ال�س ّ تَاءِ موؤكدا اأن من كان يريد زيارة جبل النور، و هو تفا�سيل رحلة احلج قبل عهد امللك عبدالعزيز، ومنها
ِ
َ
وَال�س َّ يْف ِ فَلْيَعْبُدُوا رَب َّ هَذَا الْبَيْت ِ الَّذِي اأط ْ عَمَهُمْ مِنْ جبل قريب من امل�سجد احلرام يوجد به غار حراء ، على� سبيل ال�سرد ل احل�سر ما ذكره« احلاج عبداملاجد
ج ُ وع وَاآمَنَهُمْ مِنْ خ َ ــوْف ٍ. وهي دعوة اأبينا اإبراهيم اأن يحمل معه املاء الكايف ، و اأن يكون احلجاج على زين الدين� »سابط� سوؤون احلجاج املالوييني يف
َ
ٍ
اخلليل لأهل هذه البالد املباركة� .سكل جماعات يحملون ال�سالح حتى يدافعوا عن الربع الأول من القرن الع�سرين، الذي و�سف معاناة
(وَاإ ِ ذْ قَالَ اإ ِ بْرَاه ِ يمُ رَب ِّ اج ْ عَلْ هذَا بَلَدًا اآمِن ً ا وَارْزُق ْ اأنف�سهم من الل�سو�س الذين يرتب�سون بهم ل�سلب رحلة احلج يف ذلك الزمن وما يعرتيها من اأمرا�س،
َ اأهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات ِ مَنْ اآمَنَ مِنْهُم ب ِ اللَّهِ وَالْيَوْم ال ْ آخ ِ ر ِ اأمتعتهم. وخوف، وفو�سى يف تنظيم اإدارة احلج، ناهيك عن
ۖ
ِ
ُ
َ
قَالَ وَمَن كَفَرَ فَاأمَتِّعُهُ قَلِيال ً ثُمَّ اأ�س ْ ط َ رُّهُ اإ ِ ىل َ عَذَاب ِ النَّار ِ و يقول اإبراهيم رفعت اأي�ساً: اإن� سلطات ذلك طول ال�سفر ما بني مدينة جدة حيث امليناء، ومكة
ۖ وَب ِ ئْ�س َ امل َْ�س ِ ريُ.) الزمان التابعة للدولة العثمانية كانت تقف موقف املكرمة، واملدينة املنورة.
ومن نعم الله على هذه البالد، اأن قي�س لها رجال املتفرج من هذه الفو�سى واإيذاء النا�س و احلجاج، وقال احلاج زين الدين يف ق�سته، التي رُ�سدت
وحــدهــا، بعد اأن كــانــت ممــزقــة، و ثبت فيها الأمــن حتى اإنــه حدث قتال يف مكة ليلة و�سلنا من منى� سمن مو�سوعة احلج واحلرمني ال�سريفني التابعة
والأمـــــان، بعد اأن كــانــت يف خــوف وحـــرب و�سلب اإىل مكة بني الأعراب اأمام ديوان احلكومة، دون اأن لدارة امللك عبدالعزيز: اإن رحلة احلج يف ذلك العهد
ونهب، ل ياأمن فيها احلــاج بلوغه لبيت الله� ساملا. يبالوا بها، وقد قتل يف تلك املعركة ثمانية اأ�سخا�س. تبداأ من حلظة املغادرة من ميناء جدة اإىل مكة املكرمة وثيقة تاريخية تبني مدى حر�س ورعاية امللك عبدالعزيز باحلجاج.
قبل تاأ�سي�س الدولة ال�سعودية، كانت رحلة احلج وقد� سطر عدد من الرحالة الأجانب، واملفكرين يف رحلة ت�ستغرق ليلتني عن طريق قوافل الإبــل،
حمفوفة باملهالك، فقد انت�سرت ع�سابات قطع الطرق الــعــرب انطباعاتهم يف كُتب« اأدب الــرحــالت»، عن ويو�سع على ظهر كل جمل�( سرج خ�سبي) حم�سو يقهر.) نحن مررنا من هناك،
على احلجاج، وكان احلجاج ل مي�سون اإل يف جماعة رحالت احلج قبل اأكرث من ثمانية عقود م�ست والتي ب�سعف النخيل يعرف بـــ( الــ�ــس ُ ــقــدف) حتى ميكنه يقول� سكيب اأر�سالن اأمــري البيان الــذي حج يف واأن الأرجــح كونها� سقطت من� سيارتنا، فجاء
ل�سوء اأحوال الأمن وا�سطرابه، وعندما كان الرجل تبداأ من كتابة الو�سية حتى العودة� ساملا، حمل حاجني على اجلهتني، لت�ستمر الرحلة اإىل مكان عام1348 هـ ، اإنه ما اإن تاأ�س�ست الدولة ال�سعودية الأمري ثاين يوم يزورنا و�ساألنا: هل فقد لكم� سيء
ينوي احلــج، كــان اأقــربــاوؤه واأ�ــســدقــاوؤه يودعونه وقـــد حــ�ــســر يف مــ�ــســامــني الــكــتــب احلـــديـــث عن يعرف با�سم( بــحــرة) يق�سي فيه احلجاج راحتهم ودخــل امللك عبدالعزيز" رحمه الله" مكة املكرمة من حوائجكم يف اأثــنــاء جميئكم من مكة؟ فاأهبت
وداع الفراق، وكانوا يقولون“ :الذاهب للحج مفقود� سخ�سية امللك عبدالعزيز بن عبدالرحمن اآل� سعود يف طريقهم اإىل مكة املكرمة. وحتــدث زيــن الدين ، والــذي كان همه الأول ب�سط الأمــن و تاأمني طرق برفاقي ليتفقدوا احلوائج فافتقدوها فاإذا بالعباءة
والعائد منه مولود”، فاحلاج جتتمع عليه املخاطر- تغمده الله بوا�سع رحمته- واهتمامه باحلج عن رحلة ال�سفر من مكة املكرمة اإىل املدينة املنورة احلــجــاج ، حتى عــم الأمـــن والأمــــان ربــوع اململكة ال�سوداء مفقودة، وكنا مل ننتبه لفقدانها، فقلنا له:
وتتناو�سه من كل جانب ،� سواء كان قطاع الطرق واحلجاج، حيث التقى بع�سهم بامللك عبدالعزيز- بعد اأداء احلج، مبين ً ا يف وريقات كتبها عام1923 م العربية ال�سعوية، ل� سيما منطقة مكة املكرمة عباءة� سوداء اإح�سائية.
اأو الكوارث الطبيعية مثل ال�سيول والأمطار اأو� سح رحمه الله- يف مكة املكرمة والريا�س، وقدموا اأنها ت�ستغرق12 ليلة، واأ�سبحت رحلة احلج يف ذلك واملــديــنــة املــنــورة واأ�ــســاف« :لــو مل يكن مــن ماآثر ويف و�سف دال على اهتمام امللك عبدالعزيز
املياه اأو احليوانات املفرت�سة التي تقابله يف رحلته، الزمان عائق ً ا كبريًا اأمــام امل�سلمني يف العامل ب�سبب احلكم ال�سعودي� سوى هذه الأمنة ال�ساملة الوارفة" رحمه الله" ب�سالمة احلجاج يقول� سكيب اأر�سالن:
وفوق كل ذلك الإتاوات التي تدفعها القوافل لل�سماح خطورة الرحلة، الظالل على الأرواح و الأموال التي جعلت� سحاري" كانت قوافل احلجاج من جدة اإىل مكة املكرمة
لهم باملرور. على الرغم اأنها احللم الكبري الــذي يبداأ بكتابة احلجاز و فيايف جند ، اآمن من� سوارع احلوا�سر خيطاً غري منقطع واجلمال تتهادى حتت ال�سقادف،
مل تــكــن خمــاطــر احلـــج وقــفــاً عــلــى الــلــ�ــســو�ــس و و�سية احلــاج ا�ستعدادًا للرحيل اإىل مكة املكرمة الأوروبــيــة، لكان ذلــك كافياً يف ا�ستجالب القلوب وكــثــرياً مــا ت�سيق بها ال�سبيل على رحبها، وكــان
قطاع الطرق فح�سب ، بل كانت الطرق التي ي�سلكها لأداء احلــج، وينتهي با�ستقبال بهيج من الأقــارب، وا�ستنطاق الأل�سن يف الثناء عليه.» امللك- اأيده الله- من� سدة اإ�سفاقه على احلاج وعلى
احلجاج حمفوفة بخطر ال�سيول والأمطار ،� سواء والأ�سدقاء، واجلريان. ويروي� سكيب كيف� سقطت عباءته من ال�سيارة الرعية ل يرفع نظره دقيقة عن القوافل وال�سوابل
داخل اجلزيرة العربية اأو خارجها ، حتى اإن بع�س وقـــدّم الــرحــالــة الــيــابــاين( تاكي�سي� سوزوكي) عندما كــان يف الطريق اىل الطائف، فاأخذ النا�س ول يفتاأ ينبه� سائق� سيارته بعدم العجلة،
حجاج الكويت يف�سلون ال�سفر بحراً ، لنعدام الأمن كتابًا عام1935 م بعنوان( ياباين يف مكة) تناول ميرون فريون هذه العباءة ملقاة على قارعة الطريق وكل هذا ل�سدة خوفه اأن مت�س� سيارته� سقدفاً
يف الطرق الربية يف اجلزيرة العربية ، و رغم ما يف فيه زيارته ملكة املكرمة وامل�ساعر املقد�سة بعد اأن فال يتجراأ اأحد اأن يلم�سها، بل� سرعت القوافل تتنكب اأو توؤذي جمالً اأو جمالً، وهكذا� ساأن الراعي الرب
ال�سفر عن طريق البحر من م�سقة ، حتى اإنهم كانوا اأ�سلم واأطلق على نف�سه( حممد� سالح)، كما حتدث عن الطريق عمداً حتى ل متر على العباءة، فو�سل الـــروؤوف برعيته، الــذي وجــدانــه معمور مبعرفة
ي�سافرون اإىل بومبي. عن واقــع احلياة يف عهد امللك عبدالعزيز، والتقى خربها اإىل اأمري الطائف، فاأر�سل� سيارة من الطائف واجباته. و للدللة على� سيوع الأمــن وا�ستتبابه
ومنها اإىل جدة مــروراً بالبحرين و دبي و بندر امللك عبدالعزيز عام1938 م وقال عنه( :اإنه رجل ل اأتت بها، واأخذ بالتحقق عن� ساحبها فقيل له: اإننا يف اأر�س احلرمني ما جاء يف كتاب" م�ساهداتي يف
عبا�س و م�سقط و كرات�سي، ثم تبحر ال�سفينة من احلجاز1354 " هـ، ملوؤلفه عبا�س متويل الذي كان
بومبي اإىل عمان ثــم املكال و عــدن و بــربــرة، حتى اأ�ستاذاً لل�سريعة يف جامعة القاهرة) ، والذي ي�سف
ت�سل اإىل جدة، و كانوا يتج�سمون هذه امل�سقة و ملدة فيه ما مل�سه من توفر الأمن يف طرق احلجاج ، فقد
حوايل ال�سهر؛ جتنباً ملخاطر ال�سفر بالرب. تعطلت بهم ال�سيارة يف الطريق من مكة املكرمة
و مثل احلجيج من خارج اجلزيرة العربية، كان اىل املدينة املنورة ويقول« :جــاء بع�س الأعــراب
كــذلــك مــن يــنــوي احلــج مــن اأهـــل اجلــزيــرة يعانون يطلبون اإح�ساناً، فتقدم اإيل اأحــدهــم يطلب مني
اأ�سد املعاناة عند توجههم للحج ، فكانوا يغادرون� سدقة فاأعطيت غــريه متظاهراً بالغنى والــرثاء،
مناطقهم؛� سواء من اجلنوب اأو ال�سرق عقب عيد فقال: اأعطني يا حاج، فقلت خذ ما تريد من جيبي!
الفطر يف رحلة ت�ستغرق� سهرين على اجلمال، وم�سياً فقال: حــرام عليك وما جنيت ؟ اأتريد قطع يدي ل
على الأقــدام، و كان بع�سهم ميوت يف الطريق قبل يا بوي ل اأطلب� سيئاً، فقلت: اإننا يف عزلة عنهم
الو�سول اإىل امل�ساعر ب�سبب املر�س اأو لدغ الثعابني،( يق�سد بذلك احلكومة) ، فــازداد الرجل اإ�ــســراراً.
و كانوا مي�سون يف جماعات خوفاً من قطاع الطرق. فده�ست لهذا ورددت قول� سيدنا عثمان بن عفان
يــوؤكــد حممد طــاهــر الــكــردي يف كتابه« التاريخ ر�سي الله عنه( اإن الله ليزع بال�سلطان اأكرث مما يزع
القومي ملكة وبيت الله الكرمي»، ا�ستعال عدد من الفنت بالقراآن) واأعطيته ما تي�سر، ولقد مكثنا يف مكاننا
و القتال داخــل حــدود احلــرم خــالل مو�سم احلــج ، اإىل� ساعة متاأخرة من الليل ، اأح�سروا اأثناءها املاء
م�سريا اإىل اأنه، و يف� سهر احلج من عام واللنب واأكرموا وفادتنا من غري اأن يتعر�س اأحد
1326 هـ ا�ستعلت فتنة بني ال�سفا، و باب الوداع ، منهم لنا ب�سوء.» ويــقــول" :ا�ستتباب الأمــن بهذا
و ترامى الطرفان بالر�سا�س ، مما نتج عنها قتل عدة ال�سكل مل يوجد يف احلجاز اإل بعد تنفيذ� سريعة
اأنفار من الع�سكر و املدنيني ويعزز اإبراهيم رفعت الله، واإقامة حدوده."