Page 7
P. 7
حتقيقات ال�سبت/7 ربيع الأول1439/هـ07
املوافق/25 نوفمرب2017/م ال�سنة88 العدد22116
تربويون وم�ست�سارون لـ:) (
نتائج م�ستقبلية وخيمة للعقوق..والت�سلط والقمع من الآباء معاول هدمALBILAD
www.albiladdaily.com
جدة- حماد العبديل
حني نقف على ظاهرة ما من الناحية ال�سلوكية يف
املجتمع يجب األ نقف موقف املنظ ِ ر الذي يقول":
هذا واجب، وهذا حرام، وهذا حلل، وهذا خطاأ،
وهــذا عيب"، بــل نحن يف حاجة اإىل الغو�ص يف
حالت املجتمع حتى تتكون لنا� سورة قريبة لل�سورة
ال�ساملة لهذه الظاهرة..وهذا ما فعلناه ونحن نطرق
باباً رمبا يف طرح جديد يخالف ما اعتدنا عليه من
عقوق بع�ص الأبــنــاء لآبائهم واأمهاتهم لنتناول
اجلانب الآخر وهو م�سوؤولية الآباء جتاه اأبنائهم
والتي قال عنها النبي� سلى اهلل عليه و�سلم“ :كلكم
راع، وكلكم م�سئول عن رعيته”،
ظلم الآباء للأبناء: والتلفزيون، ولعله قد يكون نافعاً يف ذلك".
ب���داي���ة ت���ط���رق الأ����س���ت���اذ ال���رب���وي ع��ب��دال��ل��ه
ح����زام ال�����س��ري��ف اإىل ال��ت��ف��رق��ة يف امل��ع��ام��ل��ة اأ�سلوب القمع:
بقوله":بع�ض الآب���اء والأم��ه��ات ي��ج��دون اأن واأ������س�����اف اأح����م����د��� س��ع��د الغامدي": م��ن
بع�ض الأب��ن��اء اأق��رب اإىل قلوبهم، فيظهرون ال�����س��ل��وك��ي��ات ال��ت��ي ت��وج��ب غ�����س��ب الأب���ن���اء
هذا يف معاملتهم، وهو ما يولد حقداً وكرهاً وكرههم لآبائهم ال�سرب امل��رح والتعذيب
م��ن ال��ول��د ل����أم والأب والإخ����وة اأي�����س��اً، ول دون اأي ذن��ب، اأو اأن يفر�سوا على الأبناء
ميكن لنا اأن نحجر على احل��ب ال��زائ��د، فقد ع���ق���وب���ات م��ث��ل ح��رم��ان��ه��م م���ن ال���ط���ع���ام اأو0
ت�سريدهم اأو ط��رده��م م��ن امل��ن��زل اأو دع��وة
كان يعقوب عليه ال�س�م يحب ولده يو�سف
-عليه ال�س�م- اأكرث من اإخوته؛ وهو ما حدا الأبناء لطرق ال�سر والرذيلة التي ل تر�سي
بهم اإىل حماولة قتله والتخل�ض منه، فرموه ال��ل��ه ع��ز وج����ل. وم���ن م��ظ��اه��ر ت�سلط الآب����اء
يف ال��ب��ئ��ر، غ��ر اأن يعقوب ك��ان ي���درك هذا على اأبنائهم ال�ستبداد وفر�ض ال��راأي على
متاماً، ومل يكن يظهره. واإن كنا ل ن�ستطيع الأب���ن���اء، ك��اإل��زام ف��ت��اة ب��ال��زواج م��ن��� س��اب ل
م�سادرة القلوب، واأن جنعلها تق�سم احلب يخاف الله جمرد اأن لديه مال وفر ومنفعة،
بالت�ساوي، فيجب اأن يظهر هذا يف الأعمال اأو اأن يفر�ض الأب على ابنه دخول تخ�س�ض
امل��ادي��ة، ب��امل�����س��اواة ب��ن الأب��ن��اء يف العطية، معن يف اجلامعة اأو اإل��زام��ه بعمل معن اأو
والبت�سامة والقب�ت وغرها قدر الإمكان، مهنة معينة ل يرغب فيها، وقد ينطوي هذا
وهذا يعني اأنه قد يكون يف القلب حب زائد النوع من الت�سلط على جوانب نف�سية كاأن طيباً ولكن ل يناديه به بل قد ينادي بع�ض
لولد دون اآخ��ر، ب�سرط اأن يبقى� سيئاً قلبياً يكره الأب ابنه لأنّ��ه ي�سبه خاله اأو عمه، اأو الآباء اأولدهم مبا يوؤملهم نف�سياً عند اخلطاأ اأو
(اللهم هذا ق�سمي فيما اأملك، ف� تلمني فيما تكره الأم ابنتها لأنّها ت�سبه عمتها، فهنالك التق�سر كقوله" : يا فا�سل" اأو" يا خائبة
متلك ول اأملك) وبع�ض الآب��اء ي�سددون على العديد من الآباء والأمهات ميار�سون اأ�ساليب" فهذه ال��ن��داءات ت�سعف همتهم بل علينا
اأب��ن��ائ��ه��م يف بع�ض الأم����ور فيتهمونهم يف تفر�ض� سيا�سات معينة على اأبنائهم ويرون ت�سجيعهم وتعزيزهم ومدحهم والثناء عليهم
بع�ض ال�سلوكيات بالأخطاء التي قد لتكون اأن��ه��ا ه��ي الأ���س��ل��ح وي��ف��ر���ض عليهم ح��ب ما خا�سة اأمام اأ�سحابهم ومن يقاربهم� سناً من
مقننة وب��ال��ت��ايل ت��ت��اأزم ال��ع���ق��ة ب��ن الأب��ن��اء يحبه هو وبالتايل ي�سلب حقاً من حقوهم يف اأقاربهم بل اإثابتهم عند عمل� سلوك ح�سن فاإن
والآباء فهذا الت�سييق والت�سدد يجعل الأبناء التعبر وحرية الراأي وهذا الأ�سلوب قد يلحق ذل��ك يوؤثر يف نفو�سهم اإيجاباً ويدخل فيها
يف حالة ت�ستت، لأن الت�سدد من الآباء يلقي ال�سرر بالأبناء". الفرحة وال�سعي للمزيد من الأعمال اجليدة".
بظ�له عليهم.ويوؤثر� سلباً على التح�سيل وق���ال الأ���س��ت��اذ ال��رب��وي اأح��م��د ذاكر": مل اأحمد ذاكر ال�سريف ال�سعدي وا�ستطرد ال�سيخي": قد جند ت�سلطاً فكرياً
العلمي اإن كانوا يف املراحل التعليمية". ينتبه الكثر لظاهرة اأخ��ط��اء الآب���اء يف حق م��ن ق��ب��ل الأب لأب��ن��ه وق���د ي��وج��د ه���ذا الأم���ر
وا���س��ت��درك ال�سريف قائ�ً":على الآب���اء اأن اأبنائهم على الرغم من اأنها ظاهرة قدمية ، لغة احلوار مع اأهله..ورغم تلك الدوافع التي فاإن تكرمي الله تعاىل ل�آباء والأمهات لي�ض ع��ن��د طبقة م��ن الآب����اء املثقفن ف��م��ث���ً يكون
يدركوا طبيعة املرحلة التي يعي�سها اأبناوؤهم، غر اأنها تاأخذ� سوراً واأ�سكالً� ستى.. بينما جعلت الأ�سرة تفقد جزءا كبرا من وظيفتها، لذات الإجناب ، ولكن ملا يقومون به من تربية الأب طبيباً فريد اأن يكون ابنه طبيباً مثله
واأن يدركوا اأي�سا اأن الأجيال خمتلفة، واأن ي�سرخ العديد م��ن الأب��ن��اء� ساكن منددين وه��ي ال��رب��ي��ة، مم��ا نتج عنه ت�سلط وق�سوة ، فاإن تخلى الآباء عن الربية ، فقد اأ�سقطوا فيجر ابنه على خطوط حمددة فلي�ض الأمر
التاأثرات يف البيئة املحيطة حتدث نوعاً من بت�سلط وق�سوة اآبائهم عليهم فكما اأن للوالد بع�ض الآباء ل�أبناء، فتبقى امل�سكلة كما هي، حقهم عند الله فيما وهبهم من ف�سل ، واإن كذلك بل عليه احرام قدراته حتى ولو كانت
التغير. النمطي". حقاً على ولده، فاإن للولد حقاً على والده، ولو فهل يعي الآب��اء اخلطر ال��ذي يحيط بهم، اأم وجب على الأبناء برهم.. ب�سيطة فقد يكون الولد غر متفوق يف طريقه
اأن كليهما عرف حق� ساحبه واأدّاه لزداد ي�����س��ت�����س��ل��م��وا ل���دوام���ة احل���ي���اة، وع��وا���س��ف وفى النهاية.. اإن ظاهرة ت�سلط وق�سوة الآباء التعليمي ولكنه ماهر يف هواية ما لذلك لبد
فجوة كبرية خرهما وذهب عنهما ما ي�سووؤهما، وعمتهما العوملة التي جتتاح جمتمعاتنا؟!، عليهم اأن ل���أب��ن��اء ظ��اه��رة حت��ت��اج ل��وق��ف��ات تلو وقفات من م�حظة مواهبه وتنميتها فقد جند من
ويو�سح اأحمد ال�سعدي امل�ست�سار الأ�سري رحمة الله يف الدنيا والآخرة، وهذا ما حثنا يختاروا.. اإما املقاومة اأو ال�ست�س�م.. وبداية ل��ن��ع��اجل��ه��ا.. ليتكلم ع��ل��م��اوؤن��ا.. وليخطب خ�لها جناحا غر متوقع.
بقوله": من� سور الت�سلط والق�سوة وغرها عليه ديننا احلنيف. الت�سحيح األ يبحث النا�ض عن حقوقهم قبل خطباوؤنا.. وليكتب كتابنا.. وليتحرك كل وم��ع��ام��ل��ة الأب ال�سيئة ل��زوج��ت��ه ت��ع��ود على
اأي�ساً اإظهار الآباء اأنهم ميلكون احلق الأوحد، ف�سلوك الآباء وت�سلطهم وق�سوتهم على اأبنائهم اأداء واجباتهم ، فحن يق�سر الإن�سان يف ح�سب ج��ه��ده لنغير ه���ذه امل��ع��ت��ق��دات حتى الأولد ب��ع��واق��ب وخ��ي��م��ة ك��م��ا جن��د م��ن اأب
واأن الأبناء دائماً على خطاأ، في�سعر الأبناء ظ��اه��رة يتجاهلها كثر م��ن الآب����اء رغ��م اأنها واج��ب��ه ، فلي�ض م��ن احل��ك��م��ة اأن ي�����س��األ عن لتوؤثر مثل هذه المناط على م�سرة ابنائنا� ساخر م��ن زوج��ت��ه دائ��م��اً اأم���ام الأولد فمن
اأن اآب��اءه��م واأمهاتهم ل ميلكون ال��ق��درة على خطرة ج��داً.. فنجد اأن بع�سهم يكذب اأمام حقه ، بل اإننا نطالب الآب��اء اأن يتعاملوا مع وبناتنا يف حياتهم". الطبيعي اأن تفقد الأم هيبتها اأم��ام اأولده��ا
خطابهم، واأنهم ي�سيئون اإليهم دائ��م��اً؛ وهو ابنه ال�سغر وهو ل يبايل ، والبع�ض الآخر ل اأبنائهم ل من باب احلقوق والواجبات ولكن ف��� ي�ستمعون حلديثها ول حتى ن�سيحة
ما يحدث فجوة كبرة بن الآباء والأمهات." يهتم بابنه اإل يف املاأكل وامل�سرب ، ول ي�ساأل معاملة الف�سل ، التي و�سعها الله تعاىل يف ال�سخرية يف النداء. من قبلها ف�بد على ال��زوج اح��رام زوجته
وب����ن ال�����س��ع��دي اأن اح�����رام اآراء الأب���ن���اء ابنه عن اأ�سدقائه ، والبع�ض الآخ��ر يت�ساجر نفو�سهم جت��اه اأبنائهم ، حتى تتم ال�سورة وي�سر يف ه��ذا اجل��ان��ب اب��راه��ي��م ال�سيخي وتقديرها اأم���ام اأولده ل��رى م��ن ذل��ك ثمرة
و�سماعهم وال��ت��ح��اور معهم واإق��ن��اع��ه��م هو م��ع زوج��ت��ه اأم��ام��ه��م، ومنهم م��ن ي�سمي ابنه التي و�سعها الله تعاىل لهم يف الإ���س���م ، ق��ائ���ً:": بع�ض الآب����اء ي�سمي ول���ده ا�سماً لطاعاتها. "
ال�سبيل للربية ال�ساحلة، اأما اأن يكون الآباء ا�سماً غر لئق يعايره به قرناوؤه يف ال�سارع
والأمهات ل يخطئون، فهذا هو اخلطاأ بعينه،.. وهذا كله عقوق ل�أبناء وقد يوؤثر على البن
ول يظن الآب���اء اأن��ه��م باعرافهم اأن��ه��م كانوا يف م��رح��ل��ة ح��ي��ات��ه خ��ا���س��ة اذا ك���ان لي���زال
خاطئن يف موقف ما اأن� سورتهم تهتز اأمام� سغرا يف� سن تكوين� سخ�سية يفر�ض
اأولدهم، فاإنها اإن اهتزت لأول وهلة، ولكنها اأن مينح حرية التحاور معه بعق�نية والأخذ
�سرعان ما تعود لتثبت كاجلبال الروا�سي، والعطاء يف عدة جوانب وبالتايل تنمو ثقافة
كما اأن��ه يولد يف الأب��ن��اء الع���راف باخلطاأ، التفاهم ال�سليم داخل الأ�سرة ال�سغرة".
وما يتبع هذا من فوائد يف حياة الأبناء.
وم��ن النا�ض م��ن ي�ستثمر يف الأم����وال، ولكن التحولت احلياتية تغريت
هناك من العق�ء من ي�ستثمر يف اأولده، وكم وق����ال يف ذات ال�����س��ي��اق حم��م��د ال�����س��م��راين
تفوق اأبناء الفقراء، بح�سن رعايتهم واهتمامهم، اخ�سائي اجتماعي": لعل ديناميكية احلياة
فالتفوق وح�سن الربية ل ع�قة لها بفقر اأو وال��ت��ط��ورات املت�حقة فاقمت امل�سكلة مث�
غنى، ولكن لها ع�قة بالربية والبذل. خروج املراأة للعمل اأدى اإىل تغر يف توزيع
اأخ��را العقوق والت�سلط والق�سوة من اأمرا�ض الأدوار بن اأفراد الأ�سرة فبعد اأن كان الأب
املجتمع، والتي يجب النتباه لها، واأن توظف م�سئولً عن الإن��ف��اق يف ال��دور الأول والأم
لها الطاقات املتنوعة، من دور العلماء يف الدعوة م�سئولة عن الربية، اأ�سبح دور الربية تقوم
وخطب اجلمعة ودرو����ض العلم، وم��ن الإذاع���ة به موؤ�س�سات وح�سانات؛ فبالتايل فقد البن