Page 12
P. 12
12 اجلمعة/6 رجب1439 /هـ
املوافق/23 مار�س2018 / م ال�سنة88 العدد22234
هذه املواد ن�شرت بتاريخ1384 / 5 / 15 هـ ن�رشت بتاريخ1382 /7 /11 هـ
ال� صيء يخفى!
كان املطر يهطل مدرارا عندما غادر" بن�شيه روبرت" املع�شكر اآخذا اأ�شاع بن�شيه، و�رشيكه لوي�س اأن منجمهما مقفر� شحل، ال يكاد ينتج
طريقه� شوب املدينة، لقد م�شت عليه مع� رشيكه" لوي�س برجتون" لهما ما ي�رشفان يف� شبيله من تكاليف ويبذالن من جمهود، ولكن
ب�شعة اأ�شهر بهذا املكان البعيد املنفرد ال�شتغالل منجم للذهب، كان احلقيقة كانت غري ذل��ك فقد ك��ان ال�رشيكان يتقا�شمان كل ليلة
حممد علي قطب قد ورثه من اأحد اأعمامه البعيدين، وجتنبا للمتاعب واإقالق الف�شوليني مب�شكنهما ما ح�شال عليه من املنجم يف النهار من تر.
وقد اأعطى بن�شيه ل�رشيكه التعليمات الالزمة قبل اأن توجه� شوب املع�شكر الذي كان يلفه ال�شمت والهدوء� رشيكه لوي�س، وعندما ا�شتقر بهما املقام ا�شعل رجل الوقت الذي قمت فيه بجولتي التفتي�شية كافة العمال
يغادر املع�شكر ليتم�شى على� شوئها يف غيابه، وكان وكان املطر الذي ا�شتمر يومني كاملني يف الهطول قد البولي�س غليونه ونظر اىل بي�شيه من خالل الدخان واملواطنني يف م�شاكنهم ومع�شكراتهم واأنت تعرف انني
لوي�س عندما غادر� رشيكه يف كامل� شحته، اإال اأن تكفل مبحو اآثار اأقدامه، واآثار عجالت ال�شيارة اأي�شا. ثم قال: اأقوم بتفتي�س كامل املنطقة وتقدمي تقرير عنها لق�شم
هذا االأخري كان واثقا اأن اجلاوي�س – ويلز�– شوف كان ال�شمت يخيم على املنزل عندما و�شل اإليه بن�شيه- لدي من االأ�شباب ما يجعلني اأعتقد اأنك تعلم البولي�س.. و�شحب اجلاوي�س ب�شعة اأنفا�س من غليونه
يجده ميتا يف� شبيحة اليوم التايل يف جولته االأ�شبوعية ففتح الباب يف هدوء، واألقى نظرة اإىل الداخل فراأى عن هذا االأمتر كثريا، رغم ما يبدو على وجهك من ثم وا�شل كالمه قائال:
بني املع�شكرات، واأه��ايل املنطقة، وال��ذي على الرغم على� شوء م�شباح الغاز اخلافت� رشيكه يف� رشيره الده�شة واأول تلك االأ�شباب هو اختفاء ح�شة� رشيكه- وبعد ان تتبعت معامل احلادث اخذت يف درا�شة
من براعته وح�شن ا�شتدالله وا�شتنتاجه لن يوفق اإىل م�شتغرقا يف النوم، فتوجه نحوه على روؤو�س اأ�شابعه، من الذهب. التفا�شيل، فت�شاءلت مثال ترى كيف تو�شل القاتل
اإدراك احلقيقة مطلقا، ولن ي�شتطيع بحال من االأحوال وبيده احلربة. اقرتب من� شحيته اقرتاب الذئب من فاأراد بن�شيه اأن يقاطعه، ولكن اجلاوي�س وا�شل كالمه ل�رشقة احلربة، التي هاجم بها لوي�س ثم قام بالتمويه
اأن يثبت اأنه هو الذي ارتكب اجلرمية اأوال؛ لعدم الفري�شة، ثم رفع يده باحلربة اإىل ما فوق راأ�شه وهوى قائال: باأنه كان بعيدا عن املع�شكر، وقت ح�شول اجلرمية
وجود باعث له على االإقدام على قتل� رشيكه، ملا بها بكل قواه على� شدر� رشيكه لوي�س، الذي اأخذ- نعم اإنني اأدري عما ي�شاع من اأن منجمكما ال ينتج.. واإنني اعرتف لك يا عزيزي روبرت بن�شيه اأن
هو معروف من اأن املنجم� شحل ال يدر� شيئا ثم اإن ج�شمه يختلج ب�شع ثوان، ثم فارق احلياة من غري اأن غري� شيء قليل من الذهب، ال يكاد يفي بامل�شاريف القاتل كان ذكيا جدا ، ولكنه مل يحكم خطته متاما
اخلطة قد اأعدت بدقة؛ حيث ال ترتك جماال للظن يبدي� شوتا اأو يطلق� رشخة. واجلهود املبذولة يف� شبيله، ولكنني اأحيطك اأنني كنت فكم كانت ده�شتي عندما الحظت عدم وجود اآثار
اأنه هو القاتل. لدى و�شول بن�شيه اإىل املدينة اأخذ يروي كل من اأ�شتغل يف اأعمال املناجم قبل اأن التحق بالبولي�س، وقد اأ�شابع على احلربة، فقد حر�س القاتل على ما يظهر
يف منت�شف الطريق غري– بن�شيه– وجهته ومال يجتمع به اأنه كان بوده اأن ي�شل مبكرا، لوال اأن املطر قمت قريبا بزيارة للمنجم فات�شح يل اأن املنجم ال باأ�س على اإزالة االثار من على احلربة بعناية مبنديل اأو
على اأجمة قريبة اأوقف بها� شيارته، و�شار يف طريقه املنهمر واملياه املتدفقة ا�شطرته اإىل التوقف عدة مرات به، واأن احلقيقة هي على العك�س متاما مما قد اأ�شيع، نحوه، واإنني كمواطن يف هذه املنطقة اأع��رف ان
على االأقدام. يف الطريق لرفع عجالت ال�شيارة الغارقة يف الوحل، كما اكت�شفت مبجرد اطالعي على احلادث، وروؤيتي املواطنني ال يعلمون� شيئا عن مالحظات البولي�س، ثم
كانت القرية مقفرة متاما، فقد الذ كل مبخدعه واأغلقه ويف� شبيحة اليوم التايل باع بن�شيه بع�س ما معه للحربة املغروزة يف ج�شم لوي�س، اأن اجلرمية مل يرتكبها اإنني ال اأظن اأن اأحد املواطنني يفعل النكراء، ويعني
عليه من املطر فاقرتب بن�شيه على� شوء م�شباحه من التر ل�رشاء بع�س احلاجيات و�رشاء هدية منا�شبة اأحد املواطنني اأو اأفراد املع�شكر كما حاول القاتل اأن بتنظيف احلربة مما عليها من اآثار. األ�شت على راأيي
الكهربائي يف هدوء، و�شمت بالغني من املع�شكر ومل ل�رشيكه؛ حتى اإذا ما جاء امل�شاء ا�شتقل� شيارته وكان يجعلنا نعتقد ذلك؛ الأن من املوؤكد اأنهم اإن فعلوا يف هذا؟ واالآن اأرجو اأن ت�شحبني اإىل ق�شم البولي�س؛
يلبث اأن عرث على ما يريده وهي حربة كان قد املطر قد توقف اأخريا عن الهطول، فوا�شل� شريه اإىل ذلك فلي�س اإال لي�شتولوا على الذهب يف الوقت الذي الإجراء بع�س التحقيق مع املحافظة وانني اخطرك باأن
اأعدها من قبل، فانتزعها من االأر�س واأ�رشع فلحق املع�شكر من غري عائق ، وقد التقى به هناك وهو هم فيه على علم تام بفقر املنجم و�شعف موارده، كل ما تدىل به من اإجابة خالل التحقيق حتفظ� شدك،
ب�شيارته وهو يتعرث يف الطريق املوحل فاأدار حمركها ثم ينزل من ال�شيارة اجلاوي�س ويلز بكل اأ�شف بوفاة ومن جهة اأخرى فاإن ما اأده�شني هو انني وجدت يف وتوؤاخذ بها يف حماكمتك.
التجرد قوة!..
وال اجد له جوابا. وحتم�س نفر من املثقفني لروؤية هذا الكاتب ق�شمت اىل ق�شمني بحاجز� شناعي ق�شم وراءها وانت تكتب ما تكتب؟
وكنت– وقد عز اجلواب– اأت�شاءل: والتحدث اليه وقد كان لهم ما اأرادوا. ملنامه وجلو�شه.. والق�شم االآخ��ر لال�شتقبال وكان جوابه بالن�س:
اأهو املال؟ كانت ال�شاحية التي يقطنها الكاتب نائية ككل االكواخ التي ت�شمى باأكواخ "غاندي- " ورائى قوة هائلة حتميني واحتمي بها..
اأهو النفوذ؟ فبعد م�شرية طويلة اقبلوا على جمموعة من وبعد ان حيا زواره اخذ ي�شمع اىل ا�شئلتهم هذه القوة هي:
بقلم: ي�س طه كال.. االأكواخ. املتعددة ويجيب عليها باإجابات� شحيحة انني اأعي�س ه��ذه العي�شة التي ترونها..
اهو اجلاه؟ حتى اذا ما وقفوا على باب كوخ منها.. ت�شتند اىل احلجة واملنطق واالإقناع. وب��دخ��ل ق��دره ت�شعون روب��ي��ة يف ال�شهر
ت�شدين الذكرى.. والذكريات غالبا ما تكون كال.. قابلهم� شخ�س ي�شع الذكاء من عينيه وتطل حتى اذا ما خل�شوا منه او خل�س هو منهم.. اح�شل عليها من مزرعة يل!..
األيمة.. ونادرا ما تكون عذبة رفيقة، لكن اهي العزوة؟ الثقافة الوا�شعة من خمول حركات املالمح وجهوا اليه ال�شوؤال الذي جاءوا من اأجله، و�شمت اجلميع اإجالال وتقديرا وتفهما.
هذه الذكرى التي جتاذب واقعي ال�شد، كال.. وكرثة جتاعيد اجلبهة وكاللة النظرة وزيغها. ف�شاألوه باحلرف الواحد: يومها عرفت ان التجرد قوة ال ت�شارعها اية
لي�شت عذبة وال موؤملة.. ولكنها– بحق اهي قوة التعبري وزخرف القول؟ كان الكوخ عبارة عن غرفة واحدة م�شتطيلة- هل لنا ان نعرف نوع القوة التي حتتمي قوة يف االأر�س.
– ذك���رى ع��رة ت�شتحق ال��وق��وف عندها كال.. اأي�شا� .صورة من التاريخ
والتاأمل طويال. حتى� شمعت الق�شة اأو احلادثة!..
اإن فكري وتخيلي يتمردان على ال�شري مع يومها عرفت اجلواب.. وانقطعت احلرية–
الذكرى التي اأنا ب�شددها.. ولكن واقعي على االأقل– يف نف�شي.
– واإن ب��دا متثاقال يريد اأ مي�شي القهقري وقبل اأن اأف�شح عن اجل���واب، اأح��ب ان
ً
مع الذكرى ليفاخر اأو يت�شامن اأمام واقع يف ن�شتمع� شوية اىل احلادثة.
مكان بعيد بعيد جدا.. يف زمن ال يختلف اهتم النا�س– وه��م يعدون باملاليني–
كثريا عن اأي زمان، ورمبا كان جزءا منه، يف طول الهند وعر�شها بن�شف عمود يف
ً
ً
واأنا ال اأحب اأن اأعود مع الذكرى وحدي� ..شحيفة يومية.. وك��ان� شغلهم ال�شاغل ما
واأنا اأحب اأن يكون معي من اأعني. يكتب يف ن�شف العمود هذا. وكان كاتب
ولعلي ال اأك���ون ق��د اأط��ل��ت يف املقدمة، ن�شف العمود.. ملء االأذهان وا�شمه يرتدد
ً
و�شببت امللل يف نف�س ال��ق��ارئ.. لكن ما على ال�شفاه دائما ابدا.
ذنبي؟ واجلريدة– اية جريدة– تطلب كان يعر عن راأيه بكل جراأة– طبعا يف
من الكاتب� شد فراغ� شفحاتها باأي� شيء حدود القانون– ال يبايل نظرة ال�زشر من
ول��و ك��ان مم��ال.. ورمب��ا ال تنظر اىل نوع الكثريين الذين يقعون حتت مفهوم الراأي
املو�شوع كما تنظر اىل ال�شطور تنتظم بيا�س كان يقول الراأي لوجه الراأي.
ال�شفحة. وكانت حكومة الهند قد حاولت كثريا ان
ومع هذا� شاأ�شغط املو�شوع ما ا�شتطعت. ت�شكت هذا الكاتب.. فعر�شت عليه عدة
ان املو�شوع يتلخ�س يف� شوؤال واحد.. هو: منا�شب عالية منها من�شب نائب رئي�س
ما هي القوة التي يجب ان تكون وراء الرملان، لكن الكاتب رف�س كل ذلك بكلمة
الكاتب؟هذا ال�شوؤال كان يرتدد يف نف�شي.. ب�شيطة هي ال!. موؤمتر االحتاد العام لغرف التجارة وال�شناعة والزراعة للبالد العربية