Page 5
P. 5
محليات
اجلمعة27 جمادى الآخرة1441 هـ املوافق21 فرباير2020 م ال�سنة89 العدد22917 الأربعاء27 جمادى الأوىل1441 هـ املوافق 22 يناير2020 م ال�سنة89 العدد5 5 22 887
دعوا إلى تجنب السفر إلى تركيا
استشاريون وأخصائيون يحذرون من عمليات التجميل بالخارج
الريا�ض ـ البالد
حذر عدد من الأطباء واملخت�سني من اإجراء عمليات التجميل يف اخلارج ، خ�سو�سا يف الدول
التي تعاين من م�سكالت� سيا�سية وبها� سعف يف حيثيات التقا�سي ل�سعوبة مالحقة املو�سوع
قانونيا فيما لو تعر�س املري�س اإىل م�ساعفات جراء الأخطاء الطبية. جاء ذلك� سمن
فعاليات ملتقى الطب التجميلي الرابع، الذي ي�ست�سيفه مركز الريا�س الدويل
للمعار�س واملوؤمترات، حتت رعاية� ساحب ال�سمو امللكي الأمر م�سعل بن
حممد اآل� سعود، وي�سارك فيه اأطباء وم�ست�سفيات من رواد الطب التجميلي
يف اململكة العربية ال�سعودية.
وناق�س امللتقى يف يومه الثاين خماطر عمليات التجميل باخلارج خلف التكلفة الأقل، وبحثهم عن ال�سياحة العالجية، مما جعلهم� سحايا واإجـــابـــة عــلــى مــداخــالت احلــ�ــســور الــذيــن تــ�ــســاءلــوا عــن احلـــل الــقــانــوين
�سمن ندوة توعوية بعنوان" عمليات التجميل اخلارجية حتت املجهر للحمالت الإعالنية، كالتي تروج لها تركيا. للمروجني للم�ست�سفيات الرتكية وغرها التي تفتقر للجودة
"،� سارك فيها ا�ست�ساري اجلراحة والتجميل الدكتور لــوؤي ال�ساملي واأ�ــســافــت اأن اأنــظــمــة التعقيم قــد تــكــون دون املــطــلــوب يف بع�س والكفاءة؛ اأكدت العتيبي على اأن املواطن هو رجل الأمن
ً
وا�ست�ساري اأمرا�س الن�ساء والتجميل الن�سائي الدكتورة جنالء املري، امل�ست�سفيات هناك، مبيّنة اأنها قد� سهدت على حالة طبيب ي�ستخدم املنظار الأول، و�سجعت احل�سور على رفع بالغات عن املعلنني
كما� ساركت املحامية وامل�ست�سارة القانونية ملري�ستني دون تعقيم. الذين يروجون لأماكن غر موثوقة وم�سبوهة.
�ـــســـروق الــعــتــيــبــي لــتــو�ــســيــح اجلــانــب وت�ساءلت� سمر املقرن" :يتواجد يف امللتقى ركــن توعوي يــدار من و�ــســارك املحلل ال�سيا�سي مــبــارك اآل
القانوين للمخاطر، اأدارت الندوة� سمر قبل مت�سررين من عمليات التجميل يف تركيا، كم حالة ت�سلكم تعاين من عاتي مبداخلة حتدث بها عن اجلوانب
املقرن. اأ�سرار� سببها عمليات فا�سلة؟"، واأجابت د. جنالء" :ت�سلني ثالثة حالت ال�سيا�سية ملو�سوع التجميل يف تركيا
ً
وبــــداأت الــنــدوة مبناق�سة حالة� سهريا كحد اأدنى." قائال ً": نــالحــظ الــ�ــســلــوك الــرتكــي
الــهــو�ــس بالتجميل يف اخلـــارج فيما� سلط الدكتور لــوؤي ال�ساملي ال�سوء على حالة اأ�ــســرف عليها، الــيــوم الــذي يتق�سد ال�سعوديني
ً
التي اجتاحت املجتمع اخلليجي تعر�ست لإزالة جزء من اأمعائها اأثناء العملية التجميلية يف تركيا، مبيّنا ونالحظ اأي�سا التغرير احلا�سل
ً
عــمــومــا، وذكـــــرت الــدكــتــورة اأن احلالة موثقة يف وزارة ال�سحة، حيث و�سلت من املطار اإىل العناية، لـــلـــمـــواطـــن ال�سعودي"،
جنــالء املــري اأن هــذا الهو�س بعد عملية جتميل اأجرتها يف اخلارج. مـــ�ـــســـتـــ�ـــســـهـــدا ً بــقــ�ــســ�ــس
قد تفاقم ب�سبب غزو مواقع ولــفــت ال�ساملي اإىل اأن عمليات الــرتمــيــم قــد تــطــول ل�سنوات لعالج لعمليات ن�سل جلوازات
ً
الـــتـــوا�ـــســـل الجـــتـــمـــاعـــي الأماكن املت�سررة، مبيّنا اأن بع�س احلالت التي حاولت رفع� سكاوى على� ــــســــعــــوديــــة تــــكــــررت
ً
وحـــــــمـــــــالت الــــــرتويــــــج امل�ست�سفيات يف تركيا قد تعر�ست للتهديد، م�سرا اإىل اأهمية اأن يكون كــــثــــرا ً يف الآونــــــة
ً
املدفوعة ورغبة الفتيات اجلو ال�سيا�سي والأمني م�ستقرا يف الدولة التي يقرر املراجع اأن يخ�سع الأخـــرة، لفتا ً اإىل
ً
ً
باأن ي�سبحوا ن�سخا عن فيها للعملية، م�سددا على اأن تركيا من اأ�سواأ الوجهات احلالية لعمليات اأن الأو�ـــــســـــاع
م�ساهر عامليني. التجميل. امل�سطربة توؤثر
ً
وتــــطــــرقــــت املــــري وتطرقت املحامية� سروق العتيبي للجانب القانوين، مبينة اأن القانون جدا ً على� سالمة
اإىل اأن كــــثــــرا مــن لن يحمي املت�سرر اإذا تعر�س مل�ساعفات من م�ست�سفيات خارجية؛ لأن املـــــــواطـــــــنـــــــني
الــ�ــســعــوديــني يــقــدمــون القانون يطبق على احلالت التي حتدث يف اململكة فقط، واأ�سافت اأن ما الـــ�ـــســـعـــوديـــني
على الــذهــاب للتجميل� سيطبق هو قانون الدولة التي ح�سلت احلادثة بها، وبع�س الدول تعاين الـــذاهـــبـــني اإىل
باخلارج ب�سبب اندفاعهم من� سعف القوانني الرادعة يف املجال ال�سحي. تركيا.
الصناعات التقليدية موروث األصالة والتاريخ قرية القارة
عشق أزلي مع صناعة الفخار
الأح�ساء ـ البالد
مع تطور احلياة واعتماد الكثر على الو�سائل احلديثة يف حياتهم، انح�سرت كثر من
ال�سناعات البدائية التي كانت توفر لهم الأدوات الالزمة لت�سير احلياة رغم ب�ساطتها يف
ذلك الزمان اجلميل، ومل يعد اليوم لهذه ال�سناعات البدائية مكان اإل يف ذاكرة الرتاث
واملحافظة عليه، غر اأن بع�س املناطق يف اململكة ما زالت تبقي على هذه ال�سناعات،
تنتجها ب�سكل حمدود، رمبا من باب املحافظة عليها وتعليمها لالأجيال القادمة
كاإرث يجب املحافظة عليه ، ومن تلك ال�سناعات واحلرف ،� سناعة الفخار
التي ا�ستهرت بها منطقة الأح�ساء منذ اآلف ال�سنني ول زالت حتى يومنا
احلا�سر ، اإىل جانب العديد من احلرف وال�سناعات التقليدية ال�سعبية
والرتاثية الأخرى.
وتعد� سناعة الفخار من احلــرف التقليدية التي اهتم بها اأبناء
الأح�ساء منذ القدم ولزالـــوا متم�سكني بها حتى وقتنا احلا�سر ،
ً
جنران ــ البالد ل� سيما واأنهم توارثوها اأبا عن جد ، اإىل جانب توفر املادة اخلام
ً
ّ
ظلت منطقة جنران جنوب اململكة منذ اأزمنة بعيدة مركزا للكثر من ال�سناعات واحلِرف، وور�سة عمل يدوية اأ�سيلة� سنعت ال�ساحلة لهذه ال�سناعة التي اأنتجت منها العديد من الأ�سياء التي
من مواد طبيعتها كل ما يحتاجه الإن�سان يف يومياته،� سواء من اأدوات ٍ اأو اأوان ٍ اأو جلديات اأو ملبو�سات اأو حلي ّ ، وحتى اأ�سغر كانت تلبي احتياج ورغــبــات النا�س يف ذلــك الــوقــت كـــاأواين طهي
ال�ستعمالت التي حتافظ على منط احلياة العتيادية. الطعام ، واأدوات حفظ املياه كامل�ساخن ، واحلب ، والزير وغرها
ولعل املوقع اجلغرايف ملنطقة جنران، و�سهرتها التاريخية كممر للقوافل، وواحة للم�سافرين، وواحدة من مراكز ال�سناعات يف ، كما اأنه مازالت هذه ال�سناعة واحلرفة الرتاثية موجودة يف مناطق
ً
ً
اجلزيرة العربية؛ جعل لها تراكما فريدا يف احلرف اليدوية، رفعَ من جودة امل�سنوعات النجرانية، و�سنعَ ل�سوق جنران ال�سعبي كثرة من دول اخلليج ب�سكل عام ، ولكنها ترتكز يف الأح�ساء ب�سكل
ً
يف اأبا ال�سعود– قدميا، وحتى اليوم� -سمعة ت�سل اإىل الأقا�سي، وحتاكي جودة معرو�ساته، وجماليتها. خا�س ، وحتديدًا يف قرية القارة والتي تبعد عن مدينة الهفوف حوايل
15كم.
ويوجد هناك اأ�سرة الغرا�س التي ا�ستهرت بهذه احلرفة الرتاثية واقــرتن
وتربز من هذه ال�سناعات واحلرف اليدوية ومــن جهة اأخــرى لأنّ اأهــايل منطقة جنــران ما ويتبعه" القطق" وهو جراب اأ�سغر وحتفظ فيه ا�سمها بها ، وتوارثت هذه الأ�سرة هذه احلرفة بحيث الأب يعلم اأبناءه ، الذين ل زالوا
ً
�سناعة اجلــلــود، بو�سفها واحـــدة مــن اأعــرق زالــوا ي�ستخدمونها حتى الــيــوم، اأو يقتنوها القهوة. ي�سرون على خطى الآباء ويقومون مبمار�سة ومزاولة هذه احلرفة يوميا داخل امل�سنع
احلــرف التي عرفها الإن�سان يف جنــران، حيث بو�سفها تــراثــا ديــكــوريــا اأو هــدايــا يقدمونها كما يباع يف هذا ال�سوق" امليزب" وهو مهد املتاخم جلبل القاره من ناحيته الغربية ، ويوؤمه الكثر من الــزوار وال�سياح املواطنني
ً
ً
ً
توازت مع وجود املوا�سي والإبــل والبقر التي لبع�سهم اأو لأ�سدقائهم من خارج املنطقة. من اجللد يو�سع فيه الطفل الر�سيع؛ حلمله على يقومون بها غالبا يف منازلهم، وبعد اأن ينتهي والأجانب ، على مدى اأيام الأ�سبوع ، ويتزايدون ب�سكل كبر يومي اخلمي�س واجلمعة ،
ً من� سناعته يقوم بو�سع املاء فيه مع م�سحوق وياأتون من داخل اململكة ودول اخلليج العربي.
اقــتــنــاهــا املـــواطـــن يف املنطقة وظـــل يرعاها وهناك حمالت ما زالت تعر�س امل�سنوعات كتف اأمــه عرب� سرين طويلني ن�سبيا، ويحمي" القر�س" ليتمدد ب�سكل طبيعي ويــتــقــوى،
ً
ً
ً
ويهتم بــهــا،� ــســواء يف الـــبـــوادي، اأو يف قرى اليدوية، مثل اأحزمة اجلنابي واخلناجر، وكذلك الطفل من الربد ومن ال�سم�س. وي�سبح جاهزا ونظيفا متاما بعد يوم اأو يومني
مدينة جنـــران، بــالإ�ــســافــة اإىل حــاجــة النا�س" امل�س ْ بَت ْ" وهو حزام من اجللد يحيط باخل�سر، ومــن جهة اأخـــرى، اأو�ــســح اأحـــد احلرفيني من تعليقه.
امللحّة لال�ستفادة من اجللود يف حفظ اأطعمتهم ويتفرع من اخللف اإىل جزئني يو�سعان على يف� سوق اأبا ال�سعود بنجران، اأن ّ ه متخ�س�س ولأنّ جنران منطقة من مناطق اململكة الأثرية
واأ�ــســربــتــهــم، وا�ــســتــكــمــال مالب�سهم واأحــزمــة الكتفني، ثم يتقاطعان على ال�سدر، ثم يو�سالن يف� سناعة" امل�سراب" وجمعها: م�ساريب، والرتاثية فقد حافظت الدولة ممثلة يف الهيئة
ً
جنابيهم، وابتكار ما يُحمل فيه اأطفالهم، وتُخزّن باحلزام يف املقدمة، ويزين امل�سبت بزخارف وهــو اأداة حتفظ املـــاء وجتعله بــــاردا، وذلــك العامة لل�سياحة والـــرتاث الوطني على حرفة
فيه حاجياتهم، وتُزيّن به منازلهم واأدواتــهــم، فنية ذات األوان متعددة. لأنــهــا تعلق يف الــهــواء الطلق، وبع�س اأهــايل ال�سناعة اجللدية، ومنتوجاتها التي تزين بها
ً
وغــر مــن ذلــك مــن ال�ستعمالت الهائلة التي ويــوجــد اأيــ�ــســا مــا ت�سمى بـــ" الز ّ مَال َ ة" وهي جنران ي�ستخدمونها حتى اليوم، باملوازاة مع القرى الرتاثية واملتاحف وال�سوق ال�سعبي الذي
تدخل يف كافة تفا�سيل حياتهم. حاوية كبرة ت�ستعمل حلفظ الأ�سياء والأدوات، ا�ستخدام" الزير" الذي ي�سنع من الطني لذات يعج باأركان متخ�س�سة لعر�س منتجات� سناعة
اأمّـــا الــيــوم، فانقر�ست بع�س م�سنوعات و"امل�سْب ّ" الــذي ي�ستخدم حلفظ وحمل الغذاء، ال�ستخدام. اجللود، بالإ�سافة اإىل قيام فرع الهيئة بالعديد
اجللود، وقل ّ ت ْ اأخــرى، وبقيت ْ العديد منها قيد ويحمل على الكتف بوا�سطة� سر مــن اجللد. وقــال اإن� سناعة" امل�سراب" ت�ستغرق منه مــن الــــدورات املتخ�س�سة يف جمــال ال�سناعة
ً
الت�سنيع والعر�س، حيث ظل ّ ت ب�سبب ال�سياحة و"العُ�سمْ" وهو عبارة عن جراب من اجللد لكنه وقــتــا مــن� ساعة اإىل� ساعتني، بعد اأن ي�سرتي اجللدية� سمن اأن�سطة دورات ال�سناعات احلرفية
واملهرجانات الوطنية املهتمة بالرتاث من جهة،� سغر احلــجــم، لــه فتحة تقفل ب�سريطة جلدية، اجللد املدبوغ من بع�س حرفيي الدباغة، الذين اليدوية التي تقيمها يف املنطقة.