Page 5
P. 5
محليات
الأربعاء7 ذو القعدة1440 هـ املوافق10 يوليو2019 م ال�سنة88 العدد5 22691
مياه تحت الشمس.. سلسبيل بطعم السرطان
حتقيق- يا�سر بن يو�سف
تزايد العتماد على قوارير املياه البال�ستيكية مبختلف اأحجامها ومقا�ساتها، يف كل مناحي احلياة، ولكن ات�سح اأن عمليات النقل والتخزين لهذه املياه، اأ�سبحت ت�سكل عبئاً� سحياً
على امل�ستهلك، موؤديةً اإىل الإ�سابة باأمرا�ض خطرية؛ ب�سبب ارتفاع درجات حرارة هذه املياه داخل العبوات والقوارير البال�ستيكية" .البالد" حاورت م�ست�سار الإعالم ال�سحي
ال�سيديل� سبحي احلداد، عن اإ�سكاليات هذا الأمر فقال:
يت�سابق اأ�سحاب م�سانع عبوات مياه ال�سرب د.الحداد: يجب نقل
البال�ستيكية، وحمـــالت بيع' املــيــاه ال�سحية'
لتوزيع وت�سويق اإنتاجهم من خالل و�سائل نقل، المياه في حاويات مبردة
تفتقد اإىل اأدنــى ال�سروط ال�سحية والبيئية؛
حيث تتعر�ض قــواريــر البال�ستيك اإىل الغبار
والأتــربــة والرطوبة واحلـــرارة العالية� سيفاً،
ما ي�ساهم ب�سدة يف اإ�سعال فتيل قنبلة� سحية الحرارة الزائدة تطلق
موقوتة باأج�ساد م�ستخدميها.
فعربات النقل هذه التي تنقل كراتني املياه من الـ"ديوكسين" السامة
امل�سانع اإىل امل�ستودعات ونقاط البيع والتوزيع
، هي عربات مك�سوفة تقطع م�سافة طويلة من
املــ�ــســانــع الــبــعــيــدة اإىل داخـــل املـــدن ، تتعر�ض
خاللها الكراتني حلــرارة عالية. اأ�سف اإىل ذلك د: عسيري أضرار صحية خطيرة
ترك تلك الكراتني يف العراء، قبل اإدخالها اإىل
امل�ستودعات، التي رمبــا تفتقر اأي�سا لو�سائل من تفاعل البالستيك والماء
التربيد والتخزين اجليد والنظافة. كذلك جند
الــعــربــات الأخــــرى الــتــي تـــوزع مــيــاه اجلــوالــني
الــكــبــرية� ــســعــة20 لـــرا لــلــمــنــازل واملـــحـــالت، المواطنون: يجب
مك�سوفة اأي�سا وتتعر�ض للحرارة العالية خالل
النهار.
كذلك ي�سع اأ�سحاب البقالت جوالني املياه محاسبة المخالفين
خــارج حمالتهم، حتت اأ�سعة ال�سم�ض وحــرارة
اجلــو الــالهــبــة؛ لــذا يلزم جتهيز هــذه العربات
مبــربدات لتكون� ساحلة لنقل هــذه املــيــاه، كما
تــنــقــل املـــــواد الــغــذائــيــة والأطـــعـــمـــة. وي�سيف ومـــراعـــاة الـــظـــروف اجلــويــة احلــــارة عــنــد نقل
د.احلـــــداد: م�ساألة اأخـــرى هــامــة، نالحظها يف وتخزين عــبــوات املــيــاه، بــاأن تنقل يف� سيارات
حمطات تعبئة الوقود، وهي توزيع عبوات مياه جمهزة بالتكييف، واأن تُخزن هذه العبوات يف
بال�ستيكية للزبائن، مو�سوعة بجوار امل�سخات درجـــة حـــرارة الــغــرفــة25 درجـــة مــئــويــة، وعــدم
حتت حــرارة اجلو واأ�سعة ال�سم�ض وانبعاثات تعري�ض هذه العبوات حلرارة ال�سم�ض.
البنزين، ويف هذا خطر كبري على م�ستخدمي
تلك املياه لل�سرب. بدائل موجودة
وي�ستكمل: ت�سري الــدرا�ــســات العلمية اإىل يقول املواطن، اإبراهيم ال�سهلي: اإن اجلميع
احتمالية عــالــيــة لإ�ــســابــة الأ�ــســخــا�ــض، الــذيــن اعتاد على اإعادة ا�ستعمال القوارير البال�ستيكية
ي�سربون املياه من قوارير البال�ستيك املعر�سة للمياه املعدنية، اأو الحتفاظ بها يف� سياراتهم اأو
لل�سم�ض، بال�سرطان ب�سبب تفاعالت كيمائية منازلهم؛ اإذ تكون اآمنة عند ا�ستعمالها ملرة واحدة
حتدث بني البال�ستيك واحلــرارة؛ حيث تتحرر فقط، واإذا مــا ا�سطر ال�سخ�ض لالحتفاظ بها،
مواد خطرة من البال�ستيك بفعل احلرارة، يطلق فيجب األ يتعدى ذلك ب�سعة اأيام اأو اأ�سبوع على
عليها 'ديوك�سني�' سديدة ال�سمية على خاليا اأبعد تقدير، مع النتباه لإبعادها عن اأية م�سادر
اجل�سم م�سببة ً ال�سرطان؛ لذلك خــرباء البيئة حرارية.
يــحــذروّن من مــادة' ديوك�سني' ال�سامة، التي وتابع: اإن اإعــادة غ�سل الــقــارورة وتنظيفها،
تــوؤدي اإىل ال�سرطان، ويــوؤكــدون على� سرورة ي�سبب حتلل املواد امل�سرطنة، وت�سربها اإىل املياه
حفظ املواد البال�ستيكية حتت حرارة ما بني20 التي ت�سربها.
اإىل25 درجة مئوية، بعيدًا عن اأ�سعة ال�سم�ض ون�سح ال�سهلي با�ستعمال القوارير الزجاجية؛
الــتــي تعمل على حتليل املـــواد الكيميائية يف كونها ت�سلح لعدة ا�ستعمالت، لتفادي اأيــة اآثار
البال�ستيك، وت�ساهم يف حدوث اأمرا�ض عديدة؛ حمتملة، ويجب على اجلميع اختيار الأمــاكــن،
كــالــ�ــســرطــان وغــريهــا مــن الأمـــرا�ـــض اخلــطــرة، اأواملحالت التي يقوم بتعبئة املياه فيها، والتاأكد
حمذراً من و�سع قوارير البال�ستيك لفرة طويلة مــن� ــســالمــة و�ــســكــل خــطــوطــهــا. وطــالــب اجلــهــات
حتت اأ�سعة ال�سم�ض، اأو تركها يف ال�سيارة، ثم املعنية بتكثيف الرقابة على مثل هــذه املحالت،
ال�سرب منها. عبوات املياه للحرارة لفرة طويلة، قد يلوث املاء وت�سديد العقوبات عليها من فرة اإىل اأخرى.
ويختتم د.احلــداد: هل من ت�سريعات خا�سة املــوجــود بداخلها، ممــا قــد يـــوؤدي اإىل ا�سطراب فيما قال فرج احلربي: اإن البال�ستيك امل�ستعمل
يف هذا الأمر، حتفظ للنا�ض� سحتهم ومتنع عنهم الغدد ال�سماء، وا�سطرابات تنا�سلية عند الإناث، يف� سناعة قــنــاين املــيــاه، ل يعد مــ�ــســراً للبيئة
اإ�سابات مر�سية خطرية، هم يف غنى عنها!!.. والعجز اجلن�سي عند الــذكــور، وق�سوروظائف فح�سب، بــل بال�سحة اأيــ�ــســاً، وميكن اأن يــوؤدي
املخ، والذاكرة، والتعلم، بالإ�سافة اإىل اأمرا�ض اإىل الإ�ــســابــة بــالأمــرا�ــض. بالرغم مــن ا�ستعمال
BPA تسبب سرطان الثدي القلب، و ال�سكري، كما اأ�سارت درا�سة يف جامعة ال�سركات امل�سنعة مــادة« ثنائي الفينول اأ» يف
اأما اأ�ستاذ املكافحة احليوية امل�سارك، ورئي�ض� سبحي حداد خالد ع�سريي فرج احلربي ابراهيم ال�سهلي يال الأمريكية اإىل وجود عالقة بني مادة الـBPA ت�سنيع العبوات، وهي تعد اأقل اإ�سراراً بال�سحة
ق�سم زراعــــة املــنــاطــق اجلــافــة بكلية الأر�ـــســـاد، ، وخطر الإ�ــســابــة ب�سرطان الــثــدي بــني الن�ساء مقارنة بــالأدوات البال�ستيكية الأخرى، لكن لهذه
والبيئة واملناطق اجلافة، بجامعة امللك عبدالعزيز هي املــادة امل�ستخدمة يف ت�سنيع عبوات املياه، والأقــرا�ــض املــدجمــة، بالإ�سافة اإىل دخــول هذه اللواتي تتعر�سن لـ.BPA املواد تاأثري كيميائي ملوث ي�سل اإىل املاء عندما
يف جــدة الدكتور خالد ع�سريي فيقول: تعترب وكــذلــك تــدخــل يف الــعــديــد مــن الــ�ــســنــاعــات مثل املادة� سمن الأطعمة، وامل�سروبات املعلبة، ورغم واأ�ساف الدكتور ع�سريي: للحد من خطورة تتعر�ض لــلــحــرارة ملــدة طــويــلــة، ومــن املــعــروف
مــــادة( ثــنــائــي الــفــيــنــول اأ)Bisphenol A ر�ــســاعــات الأطـــفـــال الــبــال�ــســتــيــكــيــة، وحــ�ــســوات اأن الـBPA تعترب اأقل� سررًا بال�سحة، مقارنة مـــادة الــــBPA نن�سح بــعــدم تــنــاول الأطــعــمــة اأن� سرب املــاء يزيد من طاقة اجل�سم وحيويته،
الكيميائية، واملــعــروفــة اخــتــ�ــســارًا بـــBPA ، الأ�سنان، والأجهزة الطبية، وعد�سات النظارات، بـــالأدوات البال�ستيكية الأخـــرى، اإل اأن تعر�ض واملــ�ــســروبــات املــعــلــبــة، واأخــــذ احلــيــطــة واحلـــذر فــاملــاء لي�ض منع�ساً فح�سب، بــل لــه دور مهم يف
جميع وظــائــف اجلــ�ــســم، الأمــــر الـــذي جــعــل منه
�سلعة جتــاريــة، تتناف�ض على بيعها الكثري من
ال�سركات التجارية. بدورها، توا�سلت« البالد» مع
اجلهة املخت�سة« باأمانة حمافظة جدة»؛ للرد على
ال�ستف�سار بوجود مثل هذه املحالت الع�سوائية،
اإل اأنها مل ترد حتى ن�سر هذا التحقيق.
