Page 12
P. 12
12
اجلمعة/14 رم�ضان1438/هـ
املوافق/9 يونيو2017/م ال�ضنة87 العدد21960
هذه املواد ن�صرت بتاريخ1380 /6 /5 هـ
ذكرى
حدثني من اث��ق بروايته قدميا، حتى مل يعد ي�سلح للعالج.. وكان ان اكت�سفوه؟ ام� سكتوا؟ فاحلق ان املراجعة بعد كل زمان ومكان..
م��ن امل��واط��ن��ني ع��ن دواء تطور" ال�سكر" بحكم املاء الذي كان ياأخذه يف اكت�ساف مثل هذا اخلطر حق يف ذمة املواطن، غري ان الت�ساهل.. امام بع�ش الوان الغ�ش خا�سة،
ا����س���رتاه ل��ع��الج ط��ف��ل او" امبولة ان�سولني!" وان قبل ال�سيديل ا�سرتجاع الدواء، واعادة النقود.. قد يف�سي اىل كارثة..
حممد عمر توفيق اطفال مر�سى لديه.. ثم وات�سح من� سوؤال بع�ش ذوي االخت�سا�ش ما حق النه يتعلق بحياة االآخرين، منذ كانت حالة ولهذا فان االمر قد يتطلب تفت�سيا دقيقا� رصيعا
ات�����س��ح ان���ه دواء فا�سد يوؤكد ال��رواي��ة، وان القدم- بك�رص القاف- الوفاة حمتملة بالدواء الفا�سد، او بانتظار ال�سحيح لكافة املخازن وال�سيدليات.. لي�ش يف منطقة
بحكم القدم! حا�سل يف بع�ش موجودات ال�سوق من االدوية.. بعده، وقد فاتت املنا�سبة العاجلة للدواء.. بعينها.. بل يف� سائر املناطق..
وتاأيدت الرواية من اآخرين.. قال احدهم انه رمبا اىل حد التلف والف�ساد! وال ا�ستبعد الغ�ش يف بع�ش" ال�سيدليات" وج��ه��ة االخ��ت�����س��ا���ش ادرى مب��ا ي�سمن جن��اح
كان يتعاطى" االن�سولني" الذي كان فيما يبدو وفاتني ان ا�ساأل ال��رواة: هل راجعوا بعد ما وخمازن االدوية، ك�سواها.. يف دنيا التعامل.. يف التفتي�ش.. و�سالمته.. و�سالمة الطب. والعالج!
هل نحن يف اآخر الزمان؟
بقلم: م�صطفى حممد ال�صباحي� صور من التاريخ
حدثت هذه الق�سة يف ال�سدر االول من اال�سالم،
حني كان ال�سيدات ي�ساركن الرجال يف اهم االعمال،
فكن يخرجن مع اجليو�ش اال�سالمية املجاهدة، فيقمن
اىل جانبهم بق�سط وافر من اخلدمات العامة وي�سعفن
اجلرحى ويوا�سني املحتاجني للموا�ساة، وي�سجعن الرجال
على مالقاة العدو، ورمبا رددن الفارين منهم كما
حدث يف احدى الوقائع على م�سارف ال�سام، ورمبا
قاتلن بال�سيوف كما� سنعت احداهن يف احدى
غزوات النبي عليه ال�سالة وال�سالم..
كانت لهن م�ساركة يف ا�سباب احلياة، وكان منهن من
ت�ستفتي يف بع�ش امور الدين، وتفتي مبا� سمعت
من ابيها او اخيها او زوجها ممن� سمعوا من الر�سول
الكرمي، وكان لهن راأيهن وحرمتهن ووقارهن، وعلى
اجلملة كن يف املنزلة التي اراد هلل لهن ان يكن فيها،
حيث يحملن من اعباء احلياة القدر الذي اهلن له..
وبذلك كان املجتمع اال�سالمي ارقى املجتمعات يف
ذلك العهد، ال ي�سكو ف�سادا، وال ي�سطرب من زيغ،
فهو جمتمع متكامل بعن�رصيه، معتز بجهود طرفيه،
وكانت احكام الدين م�سونة، ي�ستظل بظلها اخلا�سة
والكافة، ومن هنا ف�ست العقيدة وانت�رصت وان�سوت
حتت لوائها اأمم بعد اأمم، واعز هلل اال�سالم بابنائه، جم�سمات من جدة
وظلت كلمة ربك هي العليا..
االول، ثم الذي يليه فالذي يليه.. الخ.. كان املجتمع وحدة فتفككت، وان ج�سما فتمزقت مت�سي الليلة حتى يذهب اجلمع اىل حيث يوفقون
كان البد من هذه املقدمة بني يدي الق�سة، لئال
ومعنى ذلك- بغري� سك- انه كلما م�ست بنا او�ساله، اين املجتمعات اجلانية، وال�سالة الوثيقة التي بني املتخا�سمني، اما االآن..ال�سماية والنميمة، وتو�سيع
يت�رصب اىل ذهن القارئ انها من خمرتعات الكتابة،
االيام، ف�سد الزمان و�ساءت االحوال، ونحن نعلم من كانت بني اهل البيت الواحد، وبني اهل البيوت� سقة اخلالف، لقد خا�سمت فالنا من اجلك، وقلت
او يكون من راأي��ه� سيء يخالف ما جرت الق�سة
انف�سنا ان ام�ش كان خريا من اليوم، باالدلة وال�سواهد املتفرقة، وبني اهل القرية او املدينة، او الوطن..؟ كل له وقلت.. ان فالنا ذكرك بال�سوء، وذكر انه ذو
عليه، ودلت بروايتها على� سياقه..
املح�سو�سة امللمو�سة، ولي�ش هو بالظن وال بالرتجيح. اولئك ذهب وعفت اثاره، فهل� سيء بعد ذلك ف�سل عليك قدمي، وانك ناكر للمعروف.. ال، انه
ان�سد بع�سهم قول ال�ساعر:
اآباوؤنا كانوا ال ير�سون عن زماننا، ونحن ال نر�سى ادعى اىل احل�رصة والتوجع.. هو الكاذب، وامنا انا متطول عليه من قدمي، وهو
ذهب الدين يعا�ش يف اكنافهم
عن زمان ابنائنا، وكثريا ما اختلف اجليل القدمي، كان ابي وعمي، وابوك وعمك، يذهب احدهم اىل جاحد.. الخ..
وبقيت يف خلف كجلد االجرب
واجليل احلديث عن ا�سياء، وذهب كل فريق يحتج امل�سجد ي�سلي ال�سبح، فاذا انفتل من� سالته تفقد ذكروا انه كان للح�سن الب�رصي جار يهودي، وكان
فقالت احدى ف�سليات ال�سيدات: قاتله هلل، ما كان
على االآخر، ويورد االدلة والرباهني ثم ال يتفقان اآخر اخوانه، وحياهم و�ساألهم عن احوالهم. فاذا افتقد احدا لهذا اجلار اليهودي" كنيف" يف مكان مرتفع من
ا�سدقه! ف�سئلت ممن كان يف ح�رصتها.. وكيف ذلك؟
االمر.. منهم� ساأل عنه، فاذا مل يجد منه احد ممن ح�رص علما داره، مال�سق ل��دار احل�سن، وتاأكل اجل��دار بفعل
قالت: اتى على النا�ش زمان كان اذا علم احدهم من
تاجر االم�ش ي�سخر من تاجر اليوم.. فيم هذه ال�سجة منه، وعرج على بيته يف عودته، و�ساأل عنه، فان الزمن، وجعلت القاذورات تت�رصب اىل� سحن دار
اخيه خلة� سدها من حيث ال يعلم، ثم م�سى هوؤالء
واالع��الن والتناف�ش، كان احدهم ياأتيه امل�سرتي، كان مري�سا عاده ووا�ساه، وان كان غائبا يف عمل احل�سن، وامر احل�سن علمائه ان يحملوا هذا القذر
وجاء من بعدهم قوم كان اذا علم احدهم من اخيه
ويكون هو قد باع بع�ش جتارته، وراأي ان جاره او� سفر، تفقد اهله وكفاهم احلاجة، واح�سن النيابة بالليل فيلقوه يف اخل��ارج حيث يجب ان يلقى،
خلة� سدها من حيث يعلم، وم�سى هوؤالء واولئك
مل يبع منذ ال�سباح� سيئا، فرتاه يقول للم�سرتي ان عن اخيه او جاره، يف وقار وعفة، واميان بالواجب.. واال يتحدث احدهم ب�سيء من ذل��ك. ومر�ش
وجاء من بعدهم اخرون، كان اذا علم احدهم من
حاجتك نفذت من عندي، وامنا هي عند فالن، اما االآن فيغيب من يغيب، وال من� سائل عنه، وال احل�سن يوما فجاءه جاره اليهودي يعوده، وما ان
اخيه خلة احب ان ي�ساأله. فاذا� ساأله اعطاه. وم�سوا
ويدله على زميله، ورمبا ذهب اليه معه.. وهكذا باحث عن احواله، وال من يعرف مل غاب، او فيم دخل الدار حتى فاجاأته الرائحة الكريهة، فنظر اىل
جميعا وخلف من بعدهم خلف اذا علم احدهم من
كان بع�سهم يعني بحال اخيه، ويهتم ل�سوؤون جاره،� سافر، وكيف بيته، وكيف اهله..؟ كل ذلك ذهب م�سدرها، فوجد القذر ي�سيل من كنيفه اىل� سحن
اخيه خلة احب ان ي�ساأله، فاذا� ساأله منعه، وذهب
فهم لذلك يعجبون من خلفائهم يف التجارة، اذ يرون مع الزمان. كانت هناك بيوت مفتوحة، يف املدن، دار احل�سن.. فقال: منذ كم يا ابا� سعيد حتتملون هذا
يقول، جاء فالن ف�ساألني فمنعته.
ان الرزق مق�سوم، وان الدين بع�ش على التعاون. ويف القرى، يغ�ساها اجلريان واال�سدقاء وارباب هذه القذر منا؟ قال: منذ ع�رصين� سنة.. وا�سلم اليهودي!
روينا ان هذه الق�سة جرت منذ ثالثة ع�رص قرنا من
وزارع االم�����ش، و�سانع االم�����ش، وكاتب االم�ش، البيوت ي�ساركون احلا�رصين يف كل ما دق وجل كان ذلك يف الزمان االول، وها نحن اوالء نعرف
الزمان او تزيد، وكان هذا راأي اهل ذلك الزمان،
وموظف االم�ش، ورب البيت ام�ش، كل ه��وؤالء من ال�سوؤون فهناك حديث يف العلم، ويف االدب، ما نحن ما فيه، لقد ف�سد الزمان.. هكذا يقولون،
والدين ال يزال ف�سا، وعهد امل�سلمني بر�سولهم العظيم
تغريت االو�ساع بالن�سبة اليهم، فهم ال ير�سون عن ويف التجارة، ويف الزراعة ويف احوال املنجتمع، ورمبا وما ف�سد الزمان، ولكننا نحن علة الف�ساد.. فال حول
قريب، وت��وات��رت ال��رواي��ات على ان خري القرون
م�ستحدث العادات اليوم. ا�سري يف هذه املجال�ش اىل خالف بني اثنني، فال وال قوة اال باهلل..