Page 12
P. 12
12 اجلمعة�/14 صفر1439/هـ
املوافق/3 نوفمرب2017/م ال�صنة88 العدد22094
هذه املواد ن�صرت بتاريخ1384 /2 /26 هـ
ق�صة بقلم: عبدالكرمي اخلطيب اخلبز الأ�سود
كان الوقت ظهرا وكان كل� شيء يف بهراوته الغليظة� رشبا على ظهر حماره لطهي الطعام وغ�شل الثياب فهل يبيعها م�����ن ح��ي��ات��ه
ال�شارع الطويل املوؤدي اىل� شاحة امليناء لكي ي�رشع يف امل�شري خ�شية ان ي�شبقه وان باعها ف�شوف تاأتيه بثمن زهيد وه��و يفكر يف
يف مدينة ينبع ال يتحرك ولي�س فيه غريه من امثاله ا�شحاب العربات حلمل اهل يبيع عربته وحماره وان عادته و�شيلة امل��رزق
�شوى عربة كرو ت�شري بخطوات واهية الطوب وكاأمنا كان يقول حلماره كلما به الذكرى اىل الوراء يف حياتهما الطويلة واف�����ا������ش�����ت
متثاقلة ووق���ع خفيف الق���دام العم هوى عليه بهراوته معذرة يا� شاحب اأمل لقد كانا م�شدرا خريه وحياته واوالده.. الهناءة يف قلبه
�شاحي وه��و مي�شي بجانب عربته.. ارحمك فاحلرب مل ترحمني وامثايل واخريا العربة واحلمار اللذان مل يفارقانه طيلة حينما اهتدى
ورغ��م ن�شيم الرخاء ال��ذي كان مي�شح الح له م�شنع الطوب وفرح النه كان خم�شة ع�رش عاما ولو ليوم واحد منذ به التفكري باأن
وجهه بيد رقيقة ناعمة فلقد كانت على مقربة من غايته ولكن� رشعان ما ان عرف امليناء وعرف حركتها الدائبة يحرتف مهنة� شيد اال�شماك وعليه ان
قطرات العرق تن�شاب من جبينه وهو ا�شتقرت عيناه على الفتة كبرية رفعت امل�شتمرة ون�شاأت بينهما� شداقة قل ان ي�شتاأجر قاربا لل�شيد اىل ان يت�شع دخله
ي�شعر بثقل على� شدره وينقل قدميه على باب امل�شنع كتبت عليها العبارة يوجد مثلها بني ان�شان واآخ��ر وراأي��ى وميتلك قاربا وحاول ان يفر من توه
يف خطوات بطيئة عائدا كعادته كل التالية( توقف العمل يف امل�شنع لتوقف نف�شه يدفعها يف خ��ط��وات متثاقلة اىل ال�شيد وع��اد اىل داره ويف الغرفة
يوم منذ خم�شة ع�رش عاما من امليناء ورود البواخر التي حتمل اال�شمنت اىل واال�شى ي�شطرم بني جوانحه اىل� شوق ال�شغرية التي ت�شمه وا�رشته راأى اهال
اىل داره وه��ذا هو اليوم الرابع الذي املدينة وما ان قراأ هذه العبارة حتى احلراج وراأى الدالل مينحه قيمتها300 جديدا حلياة م�رشقة واخذ على� شوء
يعود فيه من امليناء دون ان حتمل� شعر كاأنه� شقط يف هاوية عميقة لقد ريال وتنح�رش� شحابة القلق على وجه امل�شباح الزيتي اخلافت يهيء ادوات
عربته اية حمولة اىل م�شتودعات جتار دب الذعر يف او�شاله يف� شبيل الرزق العم� شاحي حينما قب�س املبلغ ال�شبوع ال�شيد بكل توؤده وت�شاعده زوجته يف
املدينة وكما ق��ال له مدير امليناء ال يف� شبيل ا�شطورة اخلبز مل ي�شتطع ان فقط وبعدها بداأ يبحث عن عمل يف اعدادها وكاأمنا اب�رش يف كل قطعة منها
يوجد عمل لقد ا�شعلت احلرب العاملية يتحمل اكرث من هذا يف� شبيل حياته املحالت التجارية واحلكومية يبحث نافذة جديدة حلياة ا�شعد..
االخ��رية نريانها ولي�س من املنتظر ان وحياة اوالده فليمت.. واخريا بكى وهو عن وظيفة خ��ادم مل يكن يرجو من و�شاحت الديكة معلنة ب��زوغ الفجر
ت�شل بواخر حمولة و�شحن بعد اليوم.. يقول هذا هو الواقع االليم هل اخرتته دخل� شوى ما يعي�شه واوالده ولكن وكان ال�شارع الطويل املوؤدي اىل امليناء
واجتاز العم� شاحي مدخل بيته بعد ان لنف�شي انا وامثايل يوم ولدتنا حواء انها اآماله انكم�شت وتهاوت وحينما اعياه اىل� شاحل البحر يف مدينة ينبع خاليا
اودع العربة واحلمار يف مو�شعهما بجوار قدرة ال�شماء اننا غدونا ك�شفينة� شائعة البحث قال لنف�شه زماننا هذا يحت�شن من كل� شيء اال من حركة اقدام العم
البيت كعادته وم��ا ك��اد يبلغ مدخله يف مكان ما من البحر ينتظرها القاع. الزيف والكذب والنفاق وال�شم�س ت�رشق� شاحي وهو ي�شري يف حركة� رشيعة يحمل
حتى� شمع زوجته تقول الكرب اوالدها وعند امل�شاء كان كل� شيء يف الدار ثم تغيب الوظائف الزالت مرتبطة يف ادوات� شيده واب�رشه اهل املدينة هو
اقبل ابوك يا فرج ول�شت ادري ماذا� شامتا تظلله� شحابة داكنة االم واالوالد الوالء ل�شيء معني ولكن يا للهول يا يقلع بقاربه اىل دنيا ال�شيد ومل يعد حتى
فعل هلل به اليوم لعل هلل يكون ي�رش يت�شورون جوعا الكل نام على الطوى للم�شيبة كيف يعي�س احدنا واوالده اهل يومنا هذا لقد ذهب اىل دنيا املجهول..
امره يف العمل ومل ي�شتطع ان ي�شتمع اكرث واعياه التفكري يف البحث عن قرو�س ميد يده لل�شوؤال هل ي�شطو على اموال لقدذهب كما قال لنف�شه يوم او�شدت
من هذا احلديث من زودته فكاأمنا هذا للماأكل وامل�رشب وتعلقت عيناه باثاث النا�س فيقولون غوى وكبل باحلديد ابواب العمل يف وجهه انك وامثالك يف
الت�شاوؤل من زوجته البنها هي ال�شهام منزله ال��ذي ال يتجاوز ح�شرية بالية وعا�س وراء ق�شبان ال�شجون م�شكني ازمة هذه احلرب كال�شفينة ال�شائعة يف
القاتلة التي اجهزتها عليه وعلى امثاله وقطعة من� شملة قدمية وبع�س االواين انت يا� شاحي وم�شت ال�شاعات الطويلة مكان ما من البحر ينتظرها القاع.
من العاملني يف هذا البلد احلرب العاملية� صور من التاريخ
االخرية وويالتها فعاد من توه مرتنحا
اىل مو�شع العربة واحلمار و�شد وثائقهما
من جديد وفكر فيما فكر ان يبحث
عن م�شلك جديد للرزق بعربته وحماره
فليحمل الطوب من امل�شنع اىل العمائر
الكبرية ودرج اليه ويف عر�س الطريق ويف
اتون ال�شم�س املحرقة اختطلت يف ذهنه
ذكريات املا�شي حلوها ومرها اب�رشها
�شورا قامتة من كفاح ال�شنني الطويلة
كيف� شرب على ق�شوتها ومتاعبها وجتيء
احلرب العاملية االخرية لتزيد الطينة بلة
وجتعلها حياة قذرة كيف يعي�س وامثاله
من الكادحني العاملني بال عمل� شوف
جتعلهم يعي�شون يف حرية وقلق� شوف
تذهب بهم اىل دنيا اخلبز اال�شود اىل دنيا
الغناء لعنة هلل على هذه احلروب وعلى
�شانعيها ومعذبي الب�رشية وراح مي�شي
بافكاره ال�شوداء وهو يهيئ العربة حلمل
الطوب لكنه كان قلقا يريد ان ينفذ
اىل م�شلك رزقه اجلديد ب�رشعة فينهال� صوق جازان