دون مقدمات ، الطفرة القادمة هي الذكاء الاصطناعي الذي سيغير وجه الحياة بل الكون بكل ابعاده ، علي الارض وفي الجو والبحر ، وربما نكتشف عوالم لم ندركها بعد ، بل سيغير عقل الآلة ، والاخطر من ذلك سيعزز ويغزو عقول البشرية جمعاء ، بل سيتمكن الانسان من تصنيع وتعديل قدراته العقلية كيفما شاء.
هذا وسنكون امام ثلاثة ،حيرات او تحديات عظيمة ، البشر خارقي الذكاء ، والبشر العاديين ، والروبوتات القادرة علي التعلم ، هذه التحديات ستفرض نفسها وستعزز قدراتها وسيتولد نتيجة هذا التغيير صراع الحياة او الموت من اجل البقاء والسيطرة علي مقدرات الحياة.
وما يدفعني لمثل هذا التفكير ، هو ان كل الاختراعات الماضية بما فيها التوظيف البسيط للذكاء الاصطناعي كانت تسعي لخدمة وراحة الانسان وحل مشكلاته ، اما اليوم فالامر مختلف ،حيث الروبوت والالة الذكية المتعلمة ستحل مكان الانسان ، اي ستاخذ محله ووظيفته وتبتلع دخله بل وتسيطر عليه ، وهنا مكمن الصراع والتنافس والاقتتال.
العلوم والاختراعات تتلاحق وتتطور وتتقدم كل لحظة وثانية ، في ارجاء الكون ، في المعامل والمختبرات ومراكز الابحاث والمدارس والجامعات ، وفي البحر والجو ، وحتي الاطفال يمكنهم ان يبدعوا ويخترعوا ويطوروا ،. الكمبيوتر والخوارزميات والاتصالات وقواعد المعلومات الضخمة تساعد وتدفع كل انسان الي ان يكون مخترعا ومبدعا ، ومن ثم يتلقف الرواد ورجال الاعمال تلك الافكار والاختراعات ويسخرونها لخدمة البشر في كل الحقول وشؤن الكون ، واليكم الامثلة التالية.
•• المواصلات ، برامج تحديد المواقع الذكية وتزاوجها مع وسائط النقل السيارة بكل انواعها ، كالعربات والطائرات السيارة والقطارات الخ. جعل منها وسائط تقود نفسها دون عناء للبشر ، وايضا الطائرات سوف لن تكون في منأي عن هذا التغيير والتطوير ، بل سيتحول الطيار الي وسيط وناقل للمعلومات واحداثيات خط سير الرحلة الجوية ،ثم يأخذ راحة وغفوة استعدادا للرحلة القادمة.
•• الطب ، سيكون هناك تحول جذري في التشخيص ، حيث الالة الذكية ستقوم بعمليات المسح والتحسس ودراسة الجينات وتركيباتها ومؤشراتها ، وفي النهاية ستقوم بتصميم خطة العلاج المطلوبة ،والتي تصمم وفق حالة وشخصية كل انسان علي حده. كل ذلك يتم دون الاستعانة بالطبيب البشري.
•• الترفيه ، ادوات واجهزة وبرامج الواقع الافتراضي والمعزز ستنتقل باسس الترفيه الي درجات خارج حدود المفاهيم الحالية للترفيه ، حيث الانتقال الي المكان والزمان الذي تصور فيه الاعمال الفنية والسينمائية ويمكن للمشاهد ان يصبح جزءا من شخوص الافلام والاحداث بل والمشاركة في الاداء ، هذا وسيستطيع الانسان ان يقضي اجازة ترفيهية ليوم واحد علي سطح المراكب السياحية او احد جزر العالم النائية ، بل يمكن ان يذهب الي ابعد من ذلك حيث يعيش ويمارس الحياة في الفضاء او علي سطح الكواكب والاجرام السماوية وهو جالس في مكانه دون ان يتحرك او ينتقل. وهناك الكثير.
واخيرا القرار الان في ايدينا نحن البشر ، فالتوظيف الامن للذكاء الاصطناعي في الروبوتات والالة المتعلمة ،سيعود علينا بالخير والرفاهية ،بل سيكون اعظم انجاز للبشرية في العصر القادم.