جدة- البلاد/لندن- رويترز
قالت ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات شركة أرامكو السعودية أن المملكة استعادت طاقتها الإنتاجية للنفط إلى 11.3 مليون برميل يوميا، محققة تعافيا أسرع مما كان متوقعا بعد الاعتداءات الإرهابية.
وقالت المصادر لـ ” رويترز” إن إنتاج النفط الخام من حقل خريص يبلغ الآن 1.3 مليون برميل يوميا، وحوالي 4.9 مليون برميل من منشأة بقيق حاليا ، ارتفاعا من نحو 3 ملايين برميل قبل أيام. وتسبب الاعتداء الإرهابي على المنشأتين في انخفاض إنتاج أكبر مُصدّر للنفط في العالم إلى النصف بعد أن أوقفت إنتاج 5.7 مليون برميل يوميا ، وقفزت أسعار الخام 20 % ، لكنها سرعان ما تراجعت بعد تعهد المملكة باستعادة الإنتاج سريعا، وأمس تراجعت بأكثر من دولار للبرميل لتستقر على حوالي 62 دولارا.
وكان وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان وقيادات أرامكو قد أكدوا في وقت سابق إن الإنتاج سيعود بالكامل بنهاية سبتمبر في الوقت الذي تمكنت فيه المملكة سريعا من إعادة مستوى الإمدادات للعملاء إلى ما كان عليه قبل الهجمات من خلال السحب من مخزوناتها الضخمة من النفط وعرض درجات أخرى من الخام من حقول أخرى.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية قد قال أن المملكة تدرس جميع الخيارات للرد على إيران بعد انتهاء تحقيقات هجوم أرامكو السعودية ، والتي أثبتت مراحلها الأولية أن الأسلحة المستخدمة في الاعتداء صناعة إيرانية ، وأن 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ استهدفت بقيق، أكبر معمل لمعالجة النفط في العالم، بينما استهدفت أربعة صواريخ المنشأة في خريص.
ولم تسفر الهجمات عن سقوط أية مصابين في الموقعين ، وأكد مسؤولو أرامكو قدرة الشركة السعودية على تجاوز هذا العمل التخريبي وفق أحدث الأنظمة العالمية في التعامل مع الأزمات، وإنجاز أعمال الإصلاح في كافة المواقع بشكل فني وبمراحل عمل لا تتوقف.
من جهة ثانية تواصل أرامكو إجراءاتها استعدادا للطرح العام الأولي، وقد اختارت الشركة البنوك الرئيسية لإدارة الاكتتاب ، وبدأت باختيار المصارف التي ستلعب أدواراً أصغر،كما تمضي قدماً في العروض التقديمية للمحللين والاجتماعات مع المصارف بحسب عدد من الوكالات.
من جهته أكد رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، ياسر الرميان، أن الاعتداءات على معملي أرامكو في بقيق وخريص لن تؤخر طرح أو اكتتاب أرامكو ولن تؤخر التحضيرات له ، مضيفا بأن الطرح العام الأولي المزمع سيكون جاهزا خلال الاثني عشر شهرا القادمة وأن المملكة ملتزمة بالإدراج، لافتا إلى أن الطرح الأولي سيتوقف على أوضاع السوق. وقالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز للأنباء، إن شركة أرامكو السعودية فوضت 9 بنوك للاضطلاع بأدوار قيادية في طرحها العام الأولي.
وأضافت الوكالة أن قائمة البنوك التي فوضتها أرامكو شملت كلا من “جيه.بي مورغان وغولدمان ساكس وبنك أوف أميركا وكريدي سويس وسيتي ومورغان ستانلي وإتش.إس.بي.سي” ، فيما شملت قائمة البنوك التي فوضتها أرامكو محليا كلا من مجموعة سامبا المالية والبنك الأهلي التجاري. على صعيد السوق العالمية احتفظت المملكة بمركزها كأكبر مورد للنفط للصين في أغسطس للشهر الثاني على التوالي . ووفقا لبيانات الإدارة العامة للجمارك بلغت واردات النفط السعودية خلال نفس الشهر للصين 7.7 مليون طن أو 1.83 مليون برميل يوميا مقابل 6.9 مليون طن في يوليو الماضي.
إلى ذلك كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء من على منبر الأمم المتحدة، اتهام إيران بتنفيذ الهجوم على منشأتي أرامكو. وقال:”فرضنا عقوبات مالية على إيران مؤخراً لأنها هاجمت منشآت نفطية في السعودية، وقد فرضنا عقوبات كبيرة على المصرف المركزي الإيراني وسنواصل فرض العقوبات بسبب السلوك العدواني لطهران في المنطقة”.
من جانبه وصف رئيس وزراء اليابان شينزو آبي الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين بالجريمة الخسيسة للغاية، معتبراً أنها تحتجز النظام الاقتصادي العالمي رهينة. وفي وقت سابق خلال اجتماعات الجمعية العامة ، حمّل قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا إيران المسؤولية ، وقالت الدول الأوروبية الثلاث ” من الواضح أن إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتي النفط في السعودية” كما طالبت الدول الثلاث طهران بالموافقة على التفاوض على برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي.