أنقرة – وكالات
كلما اجتهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغطية جرائمه وفساده، خرج حليف سابقه وفضحه، إذ كشف نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان، المستقيل أخيراً من حزب العدالة والتنمية الحاكم، النقاب عن فساد وضعف الرئيس التركي.
وقال باباجان في تصريحات صحفية، إن أردوغان ضعيف وعاجز عن فهم الملفات، ولا خيار أمامه للتغطية على ذلك العجز إلا اللجوء إلى خطاب التخوين والتلويح بالعنف ضد الخصوم، طارحاً عدد من الأسئلة الاقتصادية الحرجة على أردوغان، أشار فيها إلى الفساد والخلل في الاقتصاد التركي الذي يئن تحت وطأة الضغوط منذ نحو عامين.
وتساءل باباجان: “خلال 17 سنة من حكم حزب العدالة، 2 تريليون دولار حصيلة الضرائب، 70 مليار دولار قيمة الخصخصة، 500 مليار دولار ديون.. أين ذهبت هذه الأموال؟”، موضحاً في الوقت ذاته، أن ملف الخصخصة يعد جريمة منظمة ارتكبها أردوغان وابنه بلال وصهره بيرات البيرق، بحق مؤسسات الدولة، وبحق مصانع وشركات مرتهنة له ولمقربين منه ومتحالفين معه.
وتحدّث وزير الاقتصاد السابق عن معدّلات البطالة المرتفعة، وضرورة التخطيط لإطلاق خطّة إنقاذ اقتصادية تنتشل الاقتصاد التركي من المستوى المتدنّي الذي أوصله أردوغان إليه بنظرياته الاقتصادية البعيدة عن المنطق والموضوعية.
وأورد بالأرقام عن تقرير سابق، أن أكثر من 300 ألف طالب على حصلوا على درجة الصفر في اختبار مادة الرياضيات، ولم يتمكن مئات الآلاف من الطلاب من الإجابة عن أي سؤال بشكل صحيح في العلوم، ما يؤكد سوء الإدارة التعليمية في البلاد.
وقال باباجان إنه لا ينتظر أي إجابة من أردوغان، ويعلم مسبقا أن الرئيس التركي سيلجأ إلى طريقته الشعبوية المعهودة في الرد، وتحويل التركيز إلى اتجاه آخر، وهو الذي وصف المنشقين عن حزبه، بالخيانة، وأن مصيرهم الفشل. ويمهّد باباجان لإطلاق حزبه السياسيّ ويؤكد قربه من هموم الشارع التركي، إذ ظل من خلال نشره الأرقام، وإثارة التساؤلات بشأنها، ينوّه بأنّه قادر على وضع خطط إنقاذ للمؤسّسات الفاشلة والاقتصاد المتهالك قبل أن يبلغ مرحلة أكثر خطورة تكون أي محاولة للحيلولة دون تدهوره متأخرة وغير مجدية.
وربما يكون انشقاق باباجان الأكثر ضرراً لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، فقد كان وزيراً للشؤون الاقتصادية في الفترة من 2002 حتى 2007، وأشرف على جهود إخراج البلاد من الأزمة المالية، فيما يُنسب إليه النمو الهائل الذي تلا ذلك.
وفي سياق آخر، ضمن أطماع أردوغان، سيّرت الولايات المتحدة وتركيا دورية ثانية مشتركة شمال شرق سوريا أمس (الثلاثاء)، كجزء من الخطط لإقامة منطقة آمنة، وفق وزارة الدفاع التركية.
وأوضحت المصادر أن 4 مدرعات عبرت الحدود للانضمام إلى القوات الأميركية في سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول، لتسيير دوريات في محيط بلدة تل أبيض، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدء تسيير الدورية الأمريكية – التركية الثانية شرقي تل أبيض، إذ دخلت المدرعات التركية صباح أمس الأراضي السورية، لتسيير الدورية المشتركة ضمن المرحلة الثانية مع القوات الأميركية، داخل حدود المنطقة الآمنة المتفق على إنشائها شرقي تل أبيض شمالي الرقة.