لقد فرض الله سبحانه وتعالى الحج على المسلمين لتكون هذه الفريضة العظيمة بمثابة ولادة ثانية يعود بعدها المسلم كيوم ولدته أمه مُطهرًا من كل ذنب ومعصية ارتكبها طيلة حياته، بشرط ألا يرفث أو يفسق.، فمن منا لم يتمنى أن تعود به الأيام ليرجع طفلًا صغيرًا على الفطرة ليتطهر من دنس ذنوبه وآثامه؟ ..
نجاح أبهر العالم، وأغاظ المتربصين، ونال ثناء وإشادة العالمين، بعدما مَنْ الله به على حجاج بيت الله الحرام من التسهيل والتيسير، والأمن والأمان في أداء مناسكهم، لتأتي خدمة ورعاية وتأمين سلامة وطمأنينة ضيوف الله في مشاعره المقدسة (أكثر من 2.5 مليون) ممن قدموا من كل فج عميق بمختلف عاداتهم وثقافاتهم ولغاتهم، بشعار واحد هو التوحيد ومكان ذي مساحة محدودة، يؤدون شعائر موحدة في صفتها الكيفية والزمنية، لتكون بعظمتها تاجاً بكل المقاييس الإنسانية والفنية، توجته المتابعة المباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، وجهود كل من أمير منطقة مكة ونائبه، ووزير الداخلية ورجاله، ووزير الحج والعمرة وكل المسؤولين عن شؤون ضيوف بيت الله الحرام لتكون اللبنة الرئيسية لقطاف ثمار الهيئة الملكية لتطوير مكة والمشاعر المقدسة.
موسم جسد انسجاماً وروح الفريق الواحد في أداء الجهات الحكومية والقطاعات العامة والخاصة العاملة، فصيغت الخطط بمنهجية محترفة وموضوعية بعد أن تناولتها جميع الجهات بالدراسة والمناقشة اعتمدت على منهج التخطيط المبكر المتسم بالدقة والشمولية والتكامل بين جميع الجهات المشاركة، فجسدت انسجام روح فريق العمل الواحد الذي يسير وفق رؤية ستجعل عدد حجيج بيته عام 2030 «6 ملايين حاج» بما يعادل ثلاثة أضعاف العدد الحالي تقريبا. بالنسبة للطيران، استخدم حوالي 94% من الحجاج وسيلة الطيران للوصول إلى الأراضي المقدسة و6% توزعت بين البحر والبر. معنى ذلك، أن حركة النقل الجوي للحجاج هي النسبه الأعلى.
عام 2030 سوف تتضاعف الحركة الجوية الدولية الحالية لمطارات جدة والمدينة والطائف مجتمعة والتي بلغت عام 2018 قرابة 35مليون مسافر.
تقبل الله من الحجيج حجهم وأدام على هذه البلاد أمنها وأمانها.