البلاد – مها العواودة
عائلة الزعانين الفلسطينية التي فقدت فرحها بعد استشهاد أبنائها الثلاثة أحمد وباسل وخالد معاً في قصف إسرائيلي قبل عدة سنوات، لم يكن يخطر ببالهم أن تعاد لهم الابتسامة والفرحة، حيث تشاء الأقدار أن يجتمع أهالي العائلة في موسم الحج الحالي، ضمن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – باستضافة عائلات شهداء فلسطين.
يقول أبو باسل الزعانين والد الشهيدين باسل وأحمد الذين استشهدا في عام 2006 لــ”البلاد” إن :”مكرمة خادم الحرمين لنا كأهالي شهداء أعادت إلينا البسمة والفرحة وأدخلت علينا السرور، وشعرنا بطعم الحياة بعد مرارة الفراق بفقدان أبنائنا، وشاءت الأقدار أن تشمل مكرمة الحج نجل ابن عمي الذي استشهد في نفس القصف، وها هو ابنه خليل يحج معنا إنها معجزة بكل ما تحمل تلك الكلمات من معني “.
وأكد الزعانين أنهم وجدوا حسن معاملة وكرم ضيافة لا مثيل له وحفاوة الاستقبال في المملكة العربية السعودية، موجهاً شكره العميق لخادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة السخية،والتي إن دلت فإنما تدل على عظم مملكة الإنسانية ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل المحطات.
ولفت الزعانين أن كل عائلات الشهداء الذين حجوا هذا العام ضمن مكرمة خادم الحرمين لا تتوقف ألسنتهم على الثناء والدعاء لخادم الحرمين الشريفين والحكومة والشعب السعودي على هذه اللفتة العظيمة لعائلات الشهداء .
وأشار الزعانين أن كل محطات الحج التي مروا بها كانت سهلة وميسرة بفعل الجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على الحج سواء كان في حصولهم على التأشيرات التي باتت إلكترونية والتي سهلت عليهم كثيراً أو في السفر عبر الخطوط الجوية السعودية والإقامة التي يتم تقديم الخدمات على أعلى مراتب الخدمة والجودة .. إنها مملكة العطاء والإنسانية التي تقف على الدوام إلى جانب الشعب الفلسطيني والشعوب المظلومة في العالم .
أما والدة الشهداء باسل وأحمد والتي كانت ضمن المكرمة فتقول:”لا استطيع أن أصف شعوري وأنا احج بيت الله الحرام، لقد كنت سعيدة جداً أن شملتني مكرمة خادم الحرمين الشريفين أنا وزوجي.. لقد شعرنا بالفرحة، حفاوة الاستقبال هنا لعائلات الشهداء من قبل القائمين على المكرمة لا يمكن وصفها.. لم أفرح منذ استشهاد باسل وأحمد مثل تلك الفرحة ..شكراً لخادم الحرمين وأولي العهد محمد الحزم “.
من جانبه يقول خليل الزعانين نجل الشهيد خالد والذي استشهد في نفس اليوم الذي استشهد فيه أبناء عمه باسل وأحمد:” أنا أشعر بالسعادة والمفاجأة في نفس الوقت، فلم يخطر ببالي أن يجمعنا الحج من خلال مكرمة خادم الحرمين مع عمي أبو باسل الذي استشهد أبناؤه مع والدي في نفس المكان ونفس الساعة .. إنها مكرمة عظيمة خص بها خادم الحرمين الشريفين عائلات شهداء فلسطين .. هنا على أرض الحرمين يحقق خادم الحرمين المستحيل من خلال استضافته لعائلات الشهداء وأعاد لنا البسمة والفرحة بزيارة بيت الله الحرام والحج ضمن مكرمة سخية لا نظير لها من خادم الحرمين الشريفين.
وقد شملت مكرمة خادم الحرمين الشريفين هذا العام لعائلات شهداء فلسطين 1000 حاج وحاجة من أهالي الشهداء والجرحى، ضمن حرص خادم الحرمين الشريفين على إدخال الفرحة والبهجة على عائلات الشهداء، ولسان حالهم يقول شكراً مملكة الإنسانية على هذه الاستضافة الكريمة والتي يقدمها خادم الحرمين الشريفين سنوياً لعائلات شهداء فلسطين ، والتي تندرج ضمن المواقف الثابتة والقوية من المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية.