مكة المكرمة – احمد الاحمدي
يعاني بعض سكان مراكز وقرى وهجر محافظة الجموم بسبب انتشار تربية المواشى ،وما تسببه من إيذاء جراء التلوث والروائح الكريهة وأمراض تنفسية ، وكثرة وجود شبوك تشوه المظهر البيئي العام.البلاد وقفت على واقع الشكاوى ورصدت الآراء ، كما طرحت القضية على عدد من المسؤولين في قطاع البلديات.
تحدث عدد من السكان عن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية كان يستغلها السكان في مواسم سقوط الأمطار وجريان السيول وارتواء الأرض للزراعة ، وقد تسببت هذه الحظائر في تدميرها ، مشيرين إلى مركز عين شمس حيث توجد أكثر من 200 حظيرة للمواشي بخلاف ما يوجد في المراكز و القرى و الهجر الأخرى التابعة لمحافظة “الجموم” الأمر الذي لم يعد بإمكان المواطنين من رقيقي الحال الاستفادة منها في الزراعة العصرية.
وقال السكان أن هذا التلوث البيئي الناتج عن روث المواشي قد يصل إلى المياه الجوفية التي تغذي الآبار مشيرين إلى أن هذه الأراضي كان يتم زراعتها في مواسم الشتاء عند سقوط الأمطار وجريان السيول منذ عشرات السنين كمصدر لا نتاج القرعيات الموسمية المختلفة حيث ما تزال الآثار الزراعية القديمة منتشرة في هذه المناطق نظراً لجودة أرضها وسهولة ريها بمياه الأمطار والسيول المنحدرة من الجبال والهضاب عبر الأودية ، وتعتبر هذه الأراضي الزراعية مكانا خصبا للإنتاج الزراعي العثرى الموسمي نظرا لتحمل هذه المحاصيل قلة المياه والعوامل المناخية.
وقال المواطن “ريان المحمد” منذ أن عرفنا هذه الأراضي الزراعية وهي تجود كل موسم بإنتاج زراعي وفير يستفيد منه المزارعون خلال الموسم السنوي الشتوي والربيعي لزراعة أصناف مختلفة من القرعيات ولكن ما تم ملاحظته منذ سنوات هو تحويل هذه الأراضي الجيدة إلى حظائر أغنام ونفايات خطرة وهي منتشرة اليوم بشكل كبير ، وتحيط بالحاضرة السكانية من كل مكان بل أصبحت مرتعاً للبعوض والذباب بسبب المستنقعات وغيرها ولهذا ليس من المستغرب انتشار حمى الضنك وغيرها من الأمراض ومن الواضح أنه من الممكن تسرب التلوث للمياه الجوفية.
من جانبه قال المواطن سعيد بن مبارك: لم نعد نستطيع أن نزرع كما كنا في الماضي لقد تعلمنا زراعة تقليدية من الآباء بسيطة في تنفيذها وجودتها ولكن اليوم حرمنا منها تماما ولم تعد الأراضي الزراعية قابلة للزراعة وسط هذه الأكوام من الحظائر ومنشآت الصفيح والبلاستيكيات. وأضاف: لقد أبلغنا الزراعة عن هذه المأساة ونحن اليوم نكرر مطالبنا خاصة بعد صدور اللوائح القانونية الزراعية الجديدة التي تجرم مثل هذه الممارسات الضارة بالبيئة والزراعة والمياه.
ويشارك في الحديث عن هذه المعاناة المواطن فهد الحربي فيقول :هناك مع الأسف الشديد عمالة وافدة تمارس هذه التجاوزات وهناك تستر عليهم يمنحهم فرصة كافية لتنفيذ نشاطهم المضر بالبيئة والزراعة فهناك أكثر من مئتي حظيرة عشوائية تحيط بالحاضرة السكانية وتسبب لها الأذى الشديد من قفل للطرق واختباء المجهولين وتربصهم ونحن نود من الجهات المختصة تطبيق لائحة نظام البيئة والزراعة وسوف تكون هناك نتائج إيجابية واسعة.
إزالة المخالفات
” البلاد” من جهتها عرضت القضية على بلدية محافظة الجموم لعلها تجد حلا لهذه المعاناة حيث ، قال رئيس قسم الخدمات في البلدية منصور الجهني إن البلدية مستمرة فى عملها لرصد وإزالة حظائر المواشي والحيوانات المسببة لأضرار بيئية وصحية على العنصر البشري ، مضيفاً أنه تمت إزالة ونقل أنواع مختلفة من المواشي بالريان، إلى جانب إلزام أصحاب دواجن وحيوانات أخرى بإزالة الحظائر في قرية أبو عروة”.
ولفت إلى إزالة كافة الأغنام وحظائرها من حي النسيم بالجموم، إضافة إلى إزالة 15 حظيرة للإبل على الطرق المختلفة ومصادرة وإتلاف ما يزيد عن 150 طاسة مخصصة لشرب حليب الإبل، متابعاً أن إزالة فرق التفتيش حظائر ومخلفاتها في قرية الحميمة، جاء كرد لإلزام أصحاب حظائر أخرى للمواشي بإزالتها من شارع العمدة بالجموم ، مشيرا إلى أنه تم إزالة جميع الدواجن الموجودة داخل الأحواش وإلزام أصحابها بعدم تربيتها مرة أخرى وذلك في قرية الصمد، نتيجة إلزام مواطن في الجموم ببئر الغنم بإزالة جميع الدواجن الموجودة داخل حوش يملكه ، مؤكدا :أي شكوى ترد للبلدية بهذا الخصوص يتم التعامل معها فوراً دون تأخير” .
كما تم عرض القضية على رئيس المجلس البلدي بمحافظة الجموم المهندس عادل بن صويلح اللحياني ، حيث قال إنه بناءً على ما يرد للمجلس البلدي بمحافظة الجموم من شكاوى أو ملاحظات من خلال منصة أمانة المجالس البلدية بموقع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووسائل التواصل كافة ومن خلال فريق أصدقاء المجلس البلدي فإنه يناقشها في اجتماعه الشهري ويصدر بها قرار يتطلب التنفيذ والرد حسب آلية القرارات.
وأضاف “اللحيانى” :”قد ورد لدينا شكاوى محدودة من أشخاص متضررين من وجود بعض حظائر المواشي بأحياء بمدينة الجموم وقد تعاملت معها البلدية ، موضحا أنه بالنسبة للحظائر التي تقع في نطاق الخطوط السريعة والعادية فأنه هناك أنظمة تحدد مدى قربها من الخط ويتم التعامل معها وفق هذه الآلية وقد تمت إزالة مئات الحظائر على طريق مكة- المدينة السريع .