السياسة

الإدارة الذاتية: استمرار التوتر تهديد لاتفاق الشرع وعبدي.. ارتفاع قتلى قصف «قسد» في حلب

البلاد (حلب)
أفادت مديرية صحة حلب، أمس (الثلاثاء)، بأن عدد القتلى المدنيين جراء القصف الذي شنته قوات سوريا الديمقراطية”قسد” على الأحياء السكنية ارتفع إلى 4 أشخاص، وسط حالة من الذعر بين السكان الذين بدأوا بالنزوح إلى داخل المدينة خشية تجدد الاشتباكات.
ونزحت العديد من العائلات من حيي الشيخ مقصود والأشرفية إلى مناطق داخل حلب، في ظل هدوء حذر أعقب ليلة من المواجهات العنيفة بين “قسد” وعناصر الأمن السوري. وقال مراسل العربية محمد هارون: إن حركة النزوح من حي الشيخ مقصود ما زالت مستمرة رغم حالة الاستقرار النسبي، مع مراقبة دقيقة للمستجدات الميدانية.
وجاءت الاشتباكات إثر استهداف عنصر تابع لقوات”قسد” حاجزاً للأمن الداخلي قرب دوّار الشيحان في محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، ما أسفر عن مواجهات متقطعة بين الطرفين. ونشرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية أن”قسد” هي من بادرت بالتصعيد، حيث هاجمت بشكل مفاجئ نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي والجيش السوري في الأشرفية، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات الجيش والأمن.
كما شهد حي الليرمون نزوح عشرات العائلات بعد هجوم مماثل، وفقاً لوكالة “سانا”، التي أكدت أن الوضع الميداني تحسّن لاحقاً بعد التوصل إلى تهدئة بين الجيش السوري و”قسد”. وأصدرت قيادة أركان الجيش السوري أمراً بإيقاف استهداف مصادر نيران “قسد”، فيما أعلنت الأخيرة وقف الرد على هجمات وصفوها بـ”فصائل حكومة دمشق”، ضمن اتصالات التهدئة الجارية.
وقال المسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سيهانوك ديبو: إن الأوضاع في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب تسير باتجاه التهدئة، في ظل الجهود المبذولة لاحتواء التوتر. وأوضح أن استمرار حالة التوتر من شأنه أن يشكل تهديداً لاتفاق 10 مارس الموقع بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي، مشدداً على أهمية الحفاظ على الاستقرار وتنفيذ بنود الاتفاق. كما أضاف أن الولايات المتحدة حريصة على استدامة التهدئة ومنع أي صدام، وتدعم المساعي الرامية إلى تجنب التصعيد وضمان الهدوء في المنطقة.
تأتي هذه التطورات بعد تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، بأن الحكومة السورية “لم تلمس مبادرة جدية” من “قسد” لتنفيذ اتفاق 10 مارس، الذي وقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، ويتضمن دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن مؤسسات الدولة الوطنية بحلول نهاية العام. وأشار الشيباني إلى أن تباين وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم ملموس في تطبيق الاتفاق، ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في المدينة ويهدد استمرار التهدئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *