القاهرة – عمر رأفت
لم تكتف تركيا بالتدخل في سوريا والعراق من أجل تواجد سواء كان سياسيا أو عسكريا بل امتدت أياديها لتتدخل في ليبيا التي تبعد آلاف الكيلومترات عن اراضيها وللعلم لا تواجه أنقرة أي خطر من ليبيا وليس لها أي ذريعة للتدخل العسكري هناك.
من الواضح أن تركيا بتدخلها في الشأن الليبي تسعى لتمكين الإخوان من مؤسسات الحكم فى البلاد نظرا لأن عناصر تلك الجماعات الإرهابية كانت تركيا الملاذ الأول لهم خاصة بعد أن نبذهم المحيط العربي وأصبح مشروع الإخوان في الشرق الأوسط يرتبط تنظيميا بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ومالياً بقطر.
إن أسباب دعم تركيا لحركة الوفاق الوطني معقدة ، لكن هناك عدد من السيناريوهات والتفسيرات، إحدى النظريات الأكثر انتشارًا هي أن تركيا قد انجرفت إلى النزاع بسبب قربها الأيديولوجي من عناصر الإخوان الارهابية داخل حكومة الوفاق.
كما أن التجارة هي أحد أهم الأسباب تقف وراء تدخل أنقرة في ليبيا، كما يقول أويتون أورهان من مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الوسط، والذي أضاف أنه منذ حقبة القذافي كان الكثير من الشركات التركية تعمل في تركيا، لكن بعد الحرب الأهلية خسرت ليبيا من أهميتها الاقتصادية وبالتالي تراجع الاهتمام بالاستثمار”، وهذا يتغير ببطيء.
كما أنه يجب تذكر أن تركيا بدأت مؤخرا في التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الشرقية من البحر المتوسط، وتحتاج لدعم حكومة الوفاق بجانبها من أجل تنفيذ مخططاتها.
وفي هذا، قال المتخصص في الشؤون التركية والدولية، محمد حامد، إن هدف تركيا من التدخل في ليبيا هي السيطرة على النفط الليبي وحقول الغاز.
وأضاف حامد في حديثه لـ”البلاد” أن أنقرة تريد الاستفادة من حقول النفط والغاز في ليبيا والقدر الهائل من الطاقة في ظل ما تواجهه البلاد من أزمات على أصعدة مختلفة اقتصاديا وصناعيًا.
وأكد أن ما تفعله تركيا أمرًا يجب عدم السكوت عليه، لأنه سيقود في نهاية الأمر إلى حرب أهلية بين أطراف النزاع في ليبيا.
بدوره قال عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي القايدي، إن الدور التركي فى ليبيا ليس جديد، ومعروف للكل منذ عام 2011.
وأضاف القايدي في حديثه لـ”البلاد” أن تدخل أردوغان في ليبيا يأتي من أجل دعم جماعة الأخوان الإرهابية، ويعتبر أردوغان هو الاب الروحي لهذة الجماعة الضالة فى ليبيا.
وأكد أن تركيا ارسلت الكثير من الأسلحة الأسلحة والداخيرة والمدراعات الى المليشيات في طرابلس ومصراتة واخير تم ارسال طائرات موجه بدون طيار.
كما أشار إلى الدعم الاعلامي لتركيا من قنوات ليبية محسوبة على أنقرة مثل قناة ليبيا الأحرار موجود فى اسطنبول.
من جهته قال عضو مجلس النواب الليبي الصالحين عبدالنبي، أن التدخل التركي واضح للجميع على الرغم من حظر التسليح الدولي المفروض على ليبيا.
واضاف عبد النبي لـ”البلاد” أن التدخل التركي يعتبر وصمة عار لمجلس الأمن والأمم المتحدة، الذين أصدروا قرارا ولم يتمكنوا من تطبيقه بعد مخالفة تركيا له.
كما اشار إلى الطائرات التي تأتي من قطر وتركيا وإيران لزعزعة الاستقرار في ليبيا.
وفى سياق متصل توصل فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حزمة عقوبات لمعاقبة تركيا جراء إصرارها على حصولها على نظام دفاع صاروخي روسي، وتلقيها أجزاء من النظام، حيث سيتم التخطيط لإعلان خطتها في هذا الشأن خلال الأيام المقبلة، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر.
ووفقا لما أورد موقع “بلومبرغ” عن مصدرين مطلعين على هذا الأمر، فقد اختارت الإدارة الأميركية واحدة من 3 حزم من الإجراءات الموضوعة “لإحداث درجات متفاوتة من الألم” ضد تركيا بموجب قانون مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات، دون تحديد المجموعة التي وقع عليها الاختيار، مع العلم أن الخطة تحتاج إلى موافقة ترامب.
وقال أحد المصدرين إن النية هي الإعلان عن العقوبات أواخر الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تريد الانتظار إلى ما بعد ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، التي تصادف الاثنين 15 يوليو، ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتجنب إثارة مزيد من التكهنات بأن الولايات المتحدة كانت مسؤولة عنها، كما يزعم أنصار أردوغان.
وبحسب المصدرين اللذين طالبا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المسألة، فقد تم وضع الخطة بعد أيام من المناقشات بين مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي، الذي قالوا إن الخطة تنتظر توقيع ترامب وكبار مستشاريه.
ووفقا لموقع بلومبرغ فقد رفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على هذه الأنباء.
يشار إلى أن تركيا بدأت في استلام أجزاء من منظومة “إس 400” الصاروخية الروسية الصنع، التي قالت الولايات المتحدة إنها تهدد برنامج التسليح الأكثر تكلفة في البنتاغون للخطر، أي الطائرة المقاتلة من طراز “أف 35” التي تقوم شركة لوكهيد مارتن بتصنيعها.
وحولت تركيا أنظارها إلى منظومة الدفاع الصاروخي الروسية بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن تزويدها بأنظمة دفاعية (منظومة باتريوت) وفق الشروط التركية. وتجعل عمليات استلام المنظومة الروسية من شبه المؤكد أن يخضع الاقتصاد التركي، الذي يعاني بالفعل خلال الآونة الأخيرة، إلى إجراءات عقابية أميركية، إذ بموجب قانون العقوبات الأميركي،
وبمجرد التصديق على عملية الاستلام، فإنه يتحتم على ترامب أن يختار ما لا يقل عن 5 من أصل 12 عقوبة مختلفة، تتراوح بين خفيفة إلى قاسية، بموجب قانون العقوبات. وبحسب مسؤول مطلع على المداولات، طلب عدم الكشف عن هويته، فقد كانت الإدارة الأميركية تدرس موعد معاقبة تركيا.وتقول الولايات المتحدة إن منظومة الدفاع الصاروخي الروسية مصممة لإسقاط طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويمكنها جمع معلومات استخباراتية حساسة قد تعرض قدرات طائرة “أف 35” الشبح، وهي مقاتلة من الجيل الخامس، للخطر.