البلاد (غزة)
شهد قطاع غزة، أمس (الثلاثاء)، كارثة إنسانية جديدة بفعل الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي أغرقت مناطق واسعة وأثرت بشكل كبير على مخيمات النازحين، في ظل أوضاع معيشية صعبة تستمر منذ أعوام. وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة طفل رضيع يبلغ من العمر أسبوعين نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بسبب البرد الشديد، بعد نقله إلى المستشفى قبل يومين ودخوله العناية المركزة.
وأدت الأمطار العاصفة إلى غرق مئات الخيام وتطاير أخرى في مناطق منخفضة متعددة، ما زاد من معاناة آلاف العائلات التي تعيش أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث تحولت الطرق والمساحات المفتوحة إلى برك من المياه والطين، وأصبح الحصول على الاحتياجات الأساسية شبه مستحيل. وحذر المدير العام لوزارة الصحة من خطورة استمرار انخفاض درجات الحرارة داخل الخيام على الأطفال وكبار السن والمرضى، مشيرًا إلى أن الرطوبة والفيضانات تهيئ بيئة خصبة لانتشار أمراض الجهاز التنفسي، بينما يعجز النازحون عن الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة.
وتعكس هذه الظروف القاسية استمرار تأثيرات العدوان الأخير على غزة، حيث تضاف الكارثة الطبيعية إلى الوضع الإنساني الصعب بالفعل، مؤكدة الحاجة الملحة لتدخلات عاجلة من المنظمات الإنسانية لتوفير المأوى الملائم والاحتياجات الأساسية للأهالي، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يتعرضون لخطر متزايد مع استمرار الشتاء العاصف في القطاع.
الأمطار تغرق غزة وتضاعف معاناة النازحين
