البلاد (كييف، موسكو)
في وقت تتكثف فيه التحركات الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انفتاح بلاده على “حلول وسط” بشأن مقترحات السلام، قبيل محادثات مرتقبة في العاصمة الألمانية برلين مع شركاء من الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك في ظل تصعيد عسكري متبادل وضغوط متزايدة على كييف لحسم مسار الصراع المستمر منذ قرابة أربع سنوات.
وقال زيلينسكي، في تصريحات أدلى بها الأحد رداً على أسئلة صحافيين عبر تطبيق “واتساب”: إن الضمانات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة وشركاء أوروبيون ودوليون، كبديل عن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تمثل بحد ذاتها “حلاً وسطاً” من جانب كييف، في إشارة إلى مرونة أوكرانية محدودة في ملفات شديدة الحساسية.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن وقف إطلاق النار على امتداد خطوط المواجهة الحالية يمكن أن يكون خياراً “عادلاً”، لكنه شدد في المقابل على أن أي مطالبة بانسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد ستكون “مجحفة”، مؤكداً أن قضية الأراضي لا تزال من أعقد الملفات وأكثرها حساسية في أي تسوية محتملة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه جبهات القتال تصعيداً لافتاً، فقد أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن قواتها قصفت مصفاة أفيبسكي لتكرير النفط في إقليم كراسنودار، إضافة إلى مستودع نفط في منطقة فولغوغراد داخل الأراضي الروسية، إلى جانب استهداف مواقع عسكرية في مناطق دونيتسك وزابوريجيا وشبه جزيرة القرم.
وفي المقابل، أكد حاكم منطقة فولغوغراد، أندريه بوتشاروف، اندلاع حريق هائل في مستودع لتخزين النفط بمدينة أوريوبينسك نتيجة هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية، مشيراً إلى إخلاء المنازل المجاورة دون تسجيل إصابات بشرية، موضحاً أن شظايا الطائرات المسيرة التي أسقطتها الدفاعات الروسية تسببت في الحريق.
وأعلن زيلينسكي أن مئات الآلاف من الأسر لا تزال تعاني من انقطاع الكهرباء، نتيجة هجمات روسية واسعة بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت البنية التحتية للطاقة. وأوضح أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل ميكولايف، وأوديسا، وخيرسون، وتشيرنيهيف، ودونيتسك، وسومي، ودنيبروبيتروفسك، مؤكداً أن أعمال الإصلاح جارية رغم صعوبة الوضع.
في المقابل، شدد الكرملين على تمسكه بدونباس، إذ أكد مستشار الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن الشرطة الروسية والحرس الوطني سيواصلان الإشراف على الإقليم حتى في حال التوصل إلى اتفاق سلام، وهو موقف من المرجح أن ترفضه كييف، رغم استمرار الجهود الأمريكية والدولية؛ لدفع الطرفين نحو تسوية تنهي واحدة من أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ عقود.
