مقالات الكتاب

مدربو الفرص المتكررة.. لماذا يعودون مجدداً؟

في ملاعبنا المحلية نرى ظاهرة لافتة تتكرر كل موسم بالنسبه للمدربين؛ فهناك مدرب يعود للواجهة مجددًا رغم إخفاقاته المتتالية مع الفرق التي دربها، وأحيانًا رغم أنه كان من أسباب هبوط فريقه، أو تراجع نتائجه، ومع ذلك نشاهده يتم التعاقد معه مرة أخرى، والسؤال الذي يطرح نفسه، وأصبح حديث الشارع الرياضي.. كيف يتم اختيار هؤلاء المدربين.. هل يتم وفق معايير واضحة، أم بتوصيات.
لذلك اختيار المدرب يجب أن يكون نتيجة دراسة؛ من أهمها أنه يملك سجلًا تدريبيًا يعكس قدرته على التطور، وليس مجرد تاريخ يحتوي على تجارب متعثرة، وكذلك لديه شخصية قيادية تجمع غرفة الملابس، لكن للأسف ما يحدث هو أن بعض الإدارت تقع في فخ الاختيار العاطفي، أو السريع، خاصة عندما يكون الفريق تحت ضغط جماهيري، أو نتائج سلبية؛ فتبحث عن مدرب جاهز متوفر ومرشح، وربما تكون هناك توصيات من أصدقاء أو مدراء تنفيذيين أو لاعبين؛ يفضلون مدربًا معينًا، والنتيجة ان المدرب الذي يتم اختياره وفق هذه الطريقة لاينجح مع هذا النادي، ثم تراه يعود مع ناد آخر، وفي المقابل لا يمكن ان ننكر أن هناك أندية تعتمد معايير احترافية واضحة؛ لذلك تحسن الاختيار وتبني منظومة قادرة على الاستمرار لسنوات، وهناك أندية أخرى تتعامل مع المدرب، وكأنه تجربة أو محاولة لرده فعل؛ فتتكرر الأخطاء في كل موسم.
لذلك ومن خلال ما ذكرته آنفًا، نصل إلى أن اختيار المدرب ليس اختيارًا فنيًا فقط ؛بل قرار يحتاج إلى دراسة من الأندية، وتحليل وتخطيط، وإلا ستظل بعض الأسماء تتنقل بين أنديتنا دون ان تقدم شيئًا يليق بذلك المدرب الذي يقيم بشكل علمي قبل التعاقد معه، ولن يحصل على فرصة جديدة إذا كان يكرر الأخطاء نفسها، ولا يمتلك حلولًا تكتيكية، ولا يعرف كيف يتعامل مع الضغوط، أو كان في سجله هبوط فريق، ولايستطيع معالجة المشاكل الداخلية؛ لذلك بعض الأندية لا تعمل على تحليل هذه الجوانب؛ بل يتم الاكتفاء بالحديث العام.. مدرب محترم له خبرة في الدوري دون النظر للنتائج الفعلية.
اختيار المدرب قرار مصيري، يرسم مستقبل النادي، ويحدد موقعه في ترتيب الدوري؛ ربما يبقيه أو يهبط به؛ لذلك الأندية يجب أن تبحث عن المدرب المناسب وليس المتداول أو المتاح.
@jassim33jassim

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *