السياسة

بعد مقتل الطباطبائي وأربعة من مرافقيه.. استنفار بإسرائيل واحتمالات مفتوحة لرد حزب الله

البلاد (القدس المحتلة)
تعيش الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من التوتر غير المسبوق، بعد اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله هيثم علي الطباطبائي في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن مقتله وأربعة من مرافقيه. وتُعد هذه العملية الأكبر منذ انتهاء المواجهة الدامية بين الطرفين قبل عام، والتي خلّفت خسائر جسيمة في صفوف الحزب وبنيته العسكرية.
إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت أن المؤسسة العسكرية تستعد لما تصفه بـ”جولة إضعاف حزب الله”، عبر تكثيف الضربات الجوية وتحصين منظومات الدفاع الجوي في الشمال. وأفادت بأن التقديرات الاستخباراتية ترجّح عدة سيناريوهات محتملة لردّ الحزب، من بينها إطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي، أو تنفيذ عمليات تسلل، أو تحريك الحوثيين لتنفيذ هجمات دعماً للحزب، نظراً للعلاقات الوثيقة التي كانت تربط الطباطبائي بالقيادة الحوثية.
مصادر أمنية إسرائيلية شددت على أن الهدف من التصعيد هو إضعاف حزب الله لسنوات قادمة خلال فترة قصيرة من القتال، معتبرة أن حكومة لبنان”لن تقوم بهذه المهمة”، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد للتحرك منفردًا قبل نهاية العام.
في المقابل، نعى حزب الله قائده الراحل متوعدًا بالرد في “الزمان والمكان المناسبين”، بينما دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفه بـ”الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة” رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024.
ورغم الهدوء النسبي الذي أعقب الاتفاق، إلا أن إسرائيل واصلت قصف مواقع في جنوب لبنان وضاحية بيروت، مدعية استهداف بنى تحتية ومستودعات أسلحة. وتؤكد مصادر لبنانية أن هذه الهجمات خلفت أكثر من 331 قتيلًا و945 جريحًا منذ سريان وقف النار.
العملية الإسرائيلية التي وصفتها حكومة نتنياهو بأنها”دقيقة وناجحة”، تأتي قبل أيام من الزيارة المرتقبة للبابا لاوون الرابع عشر إلى بيروت، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى لإعادة خلط الأوراق في الساحة اللبنانية عشية حدث دولي كبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *