قال لي طبيب الأسنان في مجمع عيادات بجدة: إن الناب الذي التوى أثناء وجبة الغداء قد انكسر من الداخل، وهذا هو سبب الوجع الذي كنت أعاني منه. والحكاية أن بذرة صغيرة من قطعة حبحب وقعت بين الناب وسن سفلى أمامية. وكان أجل الناب قد انتهى، دون نزيف والحمد لله. وقال لي الطبيب: ليس بالإمكان ترميمه أو تثبيته فلا بد من خلعه. فوافقت على مضض. وبعد التخدير أدخل الطبيب النطاسي حديدة الخلع ونزع الناب، الذي عاش معي دهرًا مديدًا، وقضيت معه عمرًا لا ينسى. ثم مد الحديدة إلى الممرضة التي كانت مستعدة بكيس صغير، كأنه كفن، مغطى ببلاستيك شفاف، ووضعت الناب فيه وسكرته. وأعادته إلى الطبيب الذي سلمني الكيس وقال لي: خذه للذكرى. ووعد بزراعة ناب جديد (قطعة غيار) بعد أسبوعين.
طبعًا لن أحتفظ بالناب؛ بل أخذت أدندن بسورة يس، وعند مكان ترابي نزلت من سيارتي وحفرت حفرة صغيرة بحجر ودفنت الناب فيها. لقد سبقني إلى دار البقاء؛ بسبب أنني لم أحتمِ من السكريات التي يقال إنها هي سبب تكسير الأسنان.
وقد كان معي زبون ينتظر دوره في العيادة. وتجاذبنا أطراف الأحاديث. قال: إنه قلع ضرساً وهو على وشك قلع الضرس الثاني. فقلت له: أنت شاب فكيف حدث هذا؟ فقال إنه يعمل في محل للتمور. فسألته أي أنواع التمور أفضل؟ فقال لي المجدول. فقلت له: ألا يتغلغل المجدول بين الأسنان؟ فقال هو نوعان؛ فمنه اللين ومنه القوي. تفضل بزيارتنا تجد ما تحب. فقلت له: إليك نصيحة مهمة هي أن يكون لديكم حوض في محل التمر، فكلما أكلت عليك بالمضمضة فورًا.
قررت الحمية من السكريات. كما أن النشويات من خبز ورز تزيد الوزن. والحل هو الاعتدال. وتفعيل نظام” إنا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع”. وكذلك النظام الثاني: المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء. وقد امتنعت عن العشاء خمسة أيام في الأسبوع. وأكتفي بعصير الحليب بالموز.
طيب فماذا عن داء الزهايمر؟ لقد أفادني أحد طلبة العلم أن من يعكف على قراءة العشر الآيات الأولى من سورة الكهف، وكذلك آيات من سورة الرحمن ففي ذلك وقاية من الزهايمر- بمشيئة الله. ولا توجد قطع غيار للذاكرة ولا للقلب ولا للكبد ولا للدورة الدموية أو الدماغ. لكني لم أعد أتذكر كم آية من سورة الرحمن اقترحها طالب العلم ذاك. ولا أعلم في أي أرض هو حاليًا. والقرآن كله خير. كله بركة. وكله شفاء.
قطع غيار
