مقالات الكتاب

إعداد الشباب.. بناء المستقبل

الشباب بما يمثلونه من طاقة وحيوية وابتكار؛ هم عماد مستقبل الأمم وقاطرة المجتمع للتقدم والازدهار، متى ما تم إعداد وتوظيف طاقاتهم وتوجيههم بشكل سليم، فهم الثروة البشرية الأغلى الذين يطوعون المصادر الطبيعية والقدرات المادية، ويساهمون في تنمية كافة القطاعات؛ اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، بما لهم من قوة وقدرة على التحمل والإسهام بالفكر والفعل والإبداع والإضافة، ومتى كانت هذه الفئة أكثر إعداداً وتأهيلاً كانت المجتمعات أكثر تقدماً ورفاهية. وتوضح البيانات الإحصائية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن الشباب السعوديين البالغة أعمارهم من” 15-34″ يمثلون نسبة 35.9 % من السكان السعوديين، ما يعني أن المجتمع السعودي مجتمع شاب؛ ذكوراً وإناثاً.
رؤية 2030 أكدت على تطوير العنصر البشري، وتحفيز الشباب على الابتكار، وتشجيعهم على ريادة أعمالهم، واعتبارهم أساساً متيناً للتنمية. وتضطلع الجهات المعنية بالمملكة بجهود كبيرة للاستثمار في قدرات الشباب، وإتاحة مجالات جديدة لهم، حيث وضعت تلك الجهات الكثير من البرامج الخاصة بهم في سياق مبادرات التحول الوطني، كما تم تمكين الشباب عبر إقامة بيئات داعمة ومحفزة لهم، تسهم في تعزيز مشاركتهم في شتى المجالات وإزالة كل العوائق، التي تحول دون انتفاعهم من حقوقهم. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (حفظه الله) على أهمية الشباب بقوله:” ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت؛ شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله …… “.
هنالك عدة أطراف تتضافر جهودها لإعداد وتوجيه الشباب وصقل قدراتهم؛ ليكونوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم تجاه بناء مجتمعهم ووطنهم، فالأسرة منوط بها تنشئة الأبناء أخلاقياً واجتماعياً ودينياً لإعداد جيل من الشباب؛ الواعي القادر على الإسهام في بناءالمجتمع والأمة. المؤسسات والجهات الرسمية ذات الصلة بشؤون الشباب يقع على عاتقها الاهتمام بالشباب، ورعايتهم وتنشئتهم وإدماجهم في الفعاليات الأدبية والثقافية والعلمية والرياضية، التي تنظمها تلك الجهات وكذا في الأندية الأدبية والثقافية والعلمية وبرامجها.
كما ينبغي الاهتمام بالمراكز المتخصصة في قضايا الشباب، وإضفاء مزيد من الفعالية على دور الجمعيات الشبابية وإنشاء مقرات لرعاية الموهوبين، وإعلاء الجانب التربوي والوقائي لهم من خلال المدارس والجامعات، وتنشيط النوادي الثقافية والعلمية والرياضية في الأحياء والمنتديات الصيفية ومخيمات الشباب، وإعداد برامج خاصة في القنوات الفضائية تطرح هموم واهتمامات الشباب.
وأخلص إلى أن إعداد الشباب؛ باعتبارهم قوة بناء وتنمية هو ضرورة تتعلق بالإعداد لمستقبل الوطن وازدهاره مع أهمية توفير بيئة ملائمة وسماع صوتهم، وإضفاء الثقة عليهم، وجعلهم يحسون بالأمل، وعدم تركهم للفراغ الذي قد يغمسهم في ممارسات ضارة وتداعيات سلبية؛ كالتواكل والتقاعس وتلاشي الحس بالمسؤولية، وعدم تقدير قيمة الحياة.

باحثة وكاتبة سعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *