المنظمات والمنشآت والشركات والمؤسسات ،كائنات حية ،تولد وتعيش طفولتها ، وتترعرع شبابا ، وتصل الى مرحلة النضوج ،ثم تنحدر نحو الشيخوخة وتندثر موتا ، إلا اذا هي ادركت طريقها الى النجاح والاستمرارية.
كل يوم نشاهد ولادة شركات ومؤسسات لا يكتب لها البقاء الا عدة اشهر ، او سنوات قصيرة ثم تختفي وتصبح طي النسيان ، ولكن هناك شركات يكتب لها ان تعيش مئات السنين مثل كوكوكولا،وسيتي قروب ومايسيز ، ومرسيدس وغيرها الكثيرين حول العالم ،
وهناك علامات تجارية استطاعت ان تحيا وتستمر لأكثر من الف عام ،والي يومنا هذا ،مثل مطعم اينجل ورويال في بريطانيا والذي تأسس في عام 1203 ، وفندق كيونكان حيث تم تأسيسه عام 705 ميلادية، والقائمة تطول.
وكذلك القادة ،والمدراء ، هناك من هم الاحياء والقادرين علي مصارعة الزمن ومتغيرات قطاعات الاعمال والتطور الوظيفي الذي لا يتوقف ، حيث يمكنهم العيش والاستمرار في العطاء والانجاز وفق معطيات العصر ، وبعضهم تجدهم امواتا فقدوا رؤيتهم وحيويتهم وصراعهم من اجل البقاء.
ولكن كيف للمنظمات ان تستمر وتحافظ علي انتعاشها وحيويتها عبر الازمان؟.
في ايامنا هذه ، تعتقد الكثير من المنشآت والشركات ان ادخال التكنولوجيا كعنصر اساسي في عمليات تشغيلها كفيل بنجاحها واستمراريتها ، الا انني اعتقد ان هذا وهم محض سيعمل علي فناء الشركات وازالتها من خارطة البقاء والاستمرارية والوجود.
المنشآت التي يقودها الاذكياء المبدعون يدركون ان هناك عدة عوامل متلازمة ومترابطة، يجب التركيز عليها والعمل على ادارتها وتوطينها داخل شركاتهم ،اهمها.
** ان تضع الشركات العميل علي رأس قائمة اعمالها واولوياتها ومحور ارتكازها اولا واخيرا.
** وان لا تكتفي الشركات ببناء بيئة اعمال محابية لخدمة العملاء فقط ، بل يجب ان تولي عنايتها القصوي لموظفيها ، وان تحرص علي حقوقهم ، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم ، ولعوائلهم من تعليم وسكن وعلاج وبيئة عمل جاذبة للانجاز والابداع.
** ان توظف المنشآت التكنولوجيا الحديثة والمتجددة في ادارة وتشغيل عمليات الانتاج والخدمات وتسويقها ، وفق معطيات العصر الذي تعيشه.
** واخيرا يجب الاهتمام بعملية صنع القرارات في الادارة العليا والتي تؤثر علي مقدرات العميلين الداخلي والخارجي ، وان تكون علي جانب كبير من الذكاء والحصافة في المضمون والتوقيت والطريقة ، وبناءا علي قاعدة معلومات دقيقة ومعتبرة ،خضعت للتحليل والاستنتاج ، لخدمة اهداف المنشأة التسويقية والبيعية واسس ادارتها.
ان مصدر قوة مؤسساتنا ومنشآتنا هم افرادنا الذين يعملون معنا ، منهم من يفكر ويبدع ولديه القدرة علي تطوير ذاته وفق معطيات العصر.